السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل يصلحُ الصاروخُ ما أفسدَ الأسدُ؟

نشر بتاريخ: 11/02/2018 ( آخر تحديث: 11/02/2018 الساعة: 10:32 )

الكاتب: خالد السباتين

يقول بيت الشعر:
إذا رأيت نيوب الليث بارزة .... فلا تظنّ أن الليث يبتسم
لكن هل كشّر الأسد عن أنيابه هذه المرة ؟؟
كم سنة مرّت ولم نسمع برصاصة خرجت من معدات وأسلحة الجيوش العربية تجاه اسرائيل؟؟ كم سنة مرّت ولا تستطيع الجيوش العربية من الرد على الاعتداءات الاسرائيلية تجاهها؟؟ كم سنة مرّت حتى فقدت الشعوب العربية الثقة بجيوشها المدججة بكافة انواع الاسلحة ؟؟ كم سنة مرّت على احتلال اسرائيل لأجزاء من الدول العربية وبقيت بحوزتها ؟؟
هل سلاح العرب على إستعداد أن يصدأ ولا يوجّه ضد اسرائيل ؟؟
هل غيّر الجيش العربي السوري نظام وقواعد اللعبة أم أن روسيا صاحبة القرار في ذلك ؟؟
في الحقيقة قد أثلج صدورنا خبر اسقاط الطائرة المقاتلة ف١٦ ومن المحتمل ايضاً ان يكون هناك طائرة أباتشي لكن الجيش الاسرائيلي يحاول إخفاء ذلك نتيجة لفشل المنظومة الأمنية المتطورة التي يمتلكها وكيف لصاروخ سام 5 قديم الصنع تم نشره أو امتلكته سوريا في ثمانينات القرن الماضي أي أكل عليه الدهر وشرب أن يسقط أحدث ما يمتلكه سلاح الجو الاسرائيلي ؟ فبعيداً عن المعارك الدامية التي تجري في سوريا فإن اسقاط طائرة للكيان الاسرائيلي يعتبر نقلة نوعية واستراتيجية قد تكون لها أبعاد جديدة في العلاقات العربية الاسرائيلية.
بالتأكيد هذا انجاز عظيم يسجل للجيش العربي السوري الذي يقف في وجه كل تلك التحديات والذي يحارب لأكثر من سبع سنوات عجاف تنظيمات مختلفة وما زال لديه رمق في القتال، وكيف لذلك الجيش الذي حافظ على حدوده ولم يطلق رصاصة واحدة طيلة اربعين عاماً على الكيان المحتل أن يسقط طائرها بأكملها، لكن اليوم المعادلة تكاد تختلف نوعاً ما فالرئيس السوري بشار الأسد قرر الانتقال مرحلة التهديد الى مرحلة التنفيذ وهو ما لم ترض عنه اسرائيل فهي تريد لطائراتها أن تحلّق في سماء سوريا وتقصف ما تشاء دون أن تكون هناك قوة رادعة أو ضربات مضادة لإسقاط او منع تلك الضربات والهجمات التي باتت متكررة بحجة القضاء على بعض التنظيمات والمواقع الارهابية التي تهدد امن اسرائيل.
وهنا نود ان نطرح سؤالا فيما اذا كان قرار الرد على الهجمات كان سوري بامتياز أم روسي والفرق شاسع بين ذلك فالكل يدرك تماماً أن من يسيطر على سماء سوريا وأرضها هم الروس وهم أصحاب الكلمة الفصل، فإذا كان هذا القرار قد جاء تنفيذاً لأوامر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا يعني تهديد صريح لإسرائيل وللولايات المتحدة أنني موجود هنا وأنا من أقرر فوق الأرض وتحتها بما يخص سوريا ولن تجني الولايات المتحدة ثمارة الحرب التي دامت لأكثر من سبع سنوات من دون ثمن، وهنا جاء رد الولايات المتحدة كالمعتاد الداعم بقوة لحق اسرائيل بالرد على كل من يحاول الاعتداء على سيادتها أما بالنسبة لما تقوم به من اختراق للمجالات الجوية لدول كاملة السيادة هذا لا يعني أميركا وليس من شأنها فما هو مباح لإسرائيل محرّم على غيرها.
أما بما يخص ردة الفعل الاسرائيلية بعد عقد الاجتماعات وعدم قدرتها على استيعاب ما حدث فقد هلع نتنياهو ليتوسل للرئيس بوتين وللولايات المتحدة لمنع ووقف هكذا هجمات ونحن لا نقول ان صاروخ سام قد يزلزل ويسقط اسرائيل برمتها فهي على العكس تماماً تمتلك من الطائرات أحدثها ومن الأسلحة أقواها ومن القنابل أفظعها لكنها لن تستطيع مواجهة محور المقاومة في الشرق الاوسط فيما اذا اتفقوا فيما بينهم على ذلك واقصد هنا ( غزة ، حزب الله ، سوريا ، ايران ، بغداد ) ولن تكون لديها القدرة هلى فتح عدة جبهات لن تستطيع السيطرة على أي من إحداها لذلك ستحاول التهدئة ريثما تكشف عن الثغرة والخلل الذي أسقطت طائراتها وحتى تلك اللحظة لا ندري ما الذي سيستجد ولكن على كل طرف أن يأخذ حيطته وحذره فدولة مثل اسرائيل معتادة على الغدر وخرق الاتفاقيات وعدم الالتزام بها.
من الجدير بالذكر ايضاً أن نستهجن مواقف بعض قنوات الاعلام العربي المستنكرة لسقوط الطائرة او التي جلست حائرة بين موقفها من بشار الأسد ومحاولة تقربها من اسرائيل خوفاً من ايران لذك يجب عليها أن تصحح نظرياتها وتحدد أصدقائها من خصومها وأعدائها فإسرائيل لا يمكن أن تصبح صديق مهما حاولت من خلق أجواء لتلك الصداقة بالرغم من وجود بعض الحكومات العربية التي تسعى لتهيئة المناخ لذلك، لكن الشعوب العربية ما زالت رافضة لفكرة التقرب من اسرائيل ورافضة لفكرة التطبيع مع هذا الجسم الغريب المغروس في خاصرة الوطن العربي وهم على يقين تام أن كل ما أصاب الوطن العربي من ويلات ونكبات وحروب وتمزيق اسرائيل بالتأكيد لها يد به وما هو الا امتداد لتنفيذ مخططاتها ومطامعها في الشرق الأوسط.
أما بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد فالصاروخ الذي اسقط الطائرة لن يصلح ما أفسده خلال السنوات الماضية حتى وان أسقط في كل يوم طائرة وذلك لن يعرّيه من دماء الأبرياء والأطفال في سوريا ونتمنى أن يوجّه سلاح الجيش العربي السوري في المرات القادمة نحو الجيش الاسرائيلي بدلاً من الشعب السوري وأن يلزم اسرائيل حدّها، وجيد جداً ايضاً أن تعي اسرائيل تماماً ان هيمنتها وفرض قوتها العسكرية على المنطقة لم يعد بالحسبان وان هناك من سيرد عليها في كل مرة تحاول أن تقصف مواقع عربية في سوريا وغيرها.