الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

ألانقسام بين الايمان المزيف والفساد 2

نشر بتاريخ: 17/02/2018 ( آخر تحديث: 17/02/2018 الساعة: 20:51 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري

في المقال السابق - يحمل نفس العنوان - نقلت عن الامين العام للامم المتحده قولا بخصوص مستقبل غزه وانها ستصبح غير قابله للحياه في زمن لا يتعدى اربع سنوات وكان ذلك خطأ اما الصحيح فهو سنتين ,الامر الذي يستدعي استغاثة اخرى لكي نتقي الله في الناس هناك ذلك بعد ان تضائل الامل في اتمام المصالحه لانهاء الانقسام.
وعلى ما يبدو ان كلمة السر او مفتاح الحل فيما يبدو هي او هو ما اصبح يعرفه كل الناس اي لم يعد سرا وهو موضوع ما يسمى بسلاح المقاومه وهو الموضوع الذي يطغى على تفكير كل المتحاورين ولكنه يغيب عن السنتهم. بالتالي ستبقى المصالحه في ظل عدم وجود حل لهذا الموضوع اي السلاح امرا في علم الغيب والانقسام عنوان للعلاقه بين جناحي فلسطين الشمالي والجنوبي لان الواقع يقول ان من يده على الزناد هو من سيحكم المدينه ويقرر مصيرها.
ومع احترام بل وتقديس مسبق لسلاح الثوار الذي هو شرفهم وشرفنا جميعا كشعب تحت الاحتلال الا انني استدرك واقول ان ما انطبق وينطبق على الاخرين لا ينطبق على الحاله الفلسطينيه الاكثر من معقده والتي اصبح جليا ان مفتاح حلها بيد الفلسطينيين وحدهم. السلاح الذي نحن بصدده يفتقر لمقومات الانتصاراو حتى الردع علما بان عدونا الذي نعيش تحت سطوته هو محتل مغتصب ومجرم وعنصري ويفتقر للكثير من القيم الانسانيه ولا يفهم غير لغة القوه الا انه وبالرغم من كل ذلك ما زال يتلقى دعما ماديا ,عسكريا وديبلوماسيا غير محدود حتى من بعض ذوي القربى.
باختصار اسرائيل شئنا ام ابينا هي كيان استعماري وعنصري وهي تستمد قوتها كما كانت نشأتها من هذه الحقيقه وعلى كل من يفكر في التعامل مع هذا الكيان الصهيوني لا بد وان يضع كل ذلك نصب عينيه. ولا اعتقد ان ما نقوله هذا يجافي الحقيقه وعليه فان من يريد ان ينتصر على اسرائيل بقوة السلاح عليه ان يحارب من صنعها ومن يتحالف معها او يتشارك معها في المصالح حتى الذين ذكرتهم من ذوي القربى الذين يقال ان استثماراتهم وودائعهم في بنوك اسرائيل وصلت الى ما يقارب ثمانية تريليون دولار في وقت يعيش فيه اكثر من 80% من اهلنا في غزه تحت خط الفقروهم مقبلين على كارثه انسانيه.
اميركا الحليف الاستراتيجي لاسرائيل ساهمت على مدار السنين في تدمير دول وكيانات من اجل الحفاظ على الامم المتحده على اعتبار انها راعي للقانون والسلم الدوليين . ولكن عندما يتعلق الامر باسرائيل تتحول اميركا الى دوله راعيه للارهاب الصهيوني حيث انها وباكثر من اربعين فيتو قامت بطعن هذا الراعي (الامم المتجده) في مقتل في هيببته ومصداقيته .اسرائيل ومنذ نشأتها في عام 1948 لم تحترم اي من العشرات من القرارات الصادره بحقها من هذا الراعي الذي انشأها ولا داعي لذكر هذه القرارات لان مجرد ذكرها يبعث على الاحباط والتقزز من ما يسمى بالشرعيه الدوليه التي لا نملك كفلسطينيين شئنا ايضا ام ابينا سوى ان نحترمها وان نلتزم بها وبقراراتها وعمل كل ما يجب من اجل الحفاظ عليها لصفتها المذكوره وكملاذ ربما يكون اكثر امنا واكثر انصافا في قادم الايام.
ويكفي ان نذكر في هذا الصدد ان اسرائيل ما زالت لم توفي لا بقرار انشائها (181) في عام 1947 ولا بشرطي عضويتها في العام 1949.

هناك من يساوي بين حزب الله وحماس لاعتبارات في نفس يعقوب ولكن هذا مجاف للحقيقه ليس بسبب ملكية حزب الله لجزء كبير من دوله ذات سياده ولكن في امكانيات حزب الله وتحالفاته العضويه مع دول ذات سياده, وقدرات مكنته من حماية انظمه وليس حماية نفسه فقط .
غزه التي تحكمها حماس عباره عن سجن بمساحة 360 كيلومتر مربع ويأوي مليوني انسان وهو الاكثر كثافه سكانيه في العالم وان اي قذيفه من اي مصدر لا بد وان تصيب البشر هناك . غزه السجن تشرف الان على الهلاك الامر الذي يبطل معادلة المساواه او حتى المقارنه لان غزه التي تغار الشمس من لون رمل شواطئها غير مهيأه لاجتياحات عسكريه صهيونيه.
ثلاث من هذه الاجتياحات وعلى مدى ست سنوات دمرت الحجر والشجر وقتلت الالاف من البشر الذين لم يكن لهم لا حول ولا قوه فيها خصوصا وان العالم بما فيه ذوي القربى وقفوا حيالها موقف المتفرج بدعوى انها دفاعا صهيونيا عن النفس حيال "الصواريخ الفلسطينيه" . حتى الذين رأو ظلما في هذا الادعاء لم يفعلو شيئا سوى المطالبه بضبط النفس او الشجب والاغلب آثروا الصمت وكانها حروب متكافئه.
ان ما اخذ بالقوه لا يسترد بغير القوه فيه الكثير من الحكمه ولكن ليس قبل ان تتوفرهذه القوه القادره على استرجاع الحق ولكن ليس بقوة وهم المكابره والعواطف التي تعتبر حديدنا المتطاير صواريخ والادعاء بان هذه الصواريخ قادره على موازنة الرعب مع اسرائيل وبالطبع فهو درب من الجنون المقارنه بين البطش الاسرائيلي الذي لم يرحم من لم يتجاوزوا الاشهر ولا المسنين ولا النساء ,البطش الاسرائيلي الذي ما زال دمار غزه شاهدا عليه وان دمار طلعة طيران صهيوني واحده كان اكثر من كل الدمارالمادي والبشري الذي احدثته كل "صواريخنا " .
اذا كان سلاحنا هذا هو السبب في فشل المصالحه فليذهب أوليكن على الاقل مصيره بيد الناس عبر استفتائهم وهم الذين لم يتمكن هذا السلاح حتى من حمايتهم وكان سببا في قتلهم ودمار ممتلكاتهم وبالتالي لا يجب ان يكون قرار امتلاك هذا السلاح حكرا لفصيل لا لحماس ولا لغيرها, الا اذا كان اقتناء هذا السلاح هو من اجل قمع من من المفروض ان يحميهم وردع اي حكومه لا تنصاع لاوامر وقرارات هذا الفصيل او غيره وبمعنى اخر قانون غاب ياكل فيه حملة السلاح كل من يعارضونهم.
هذه ليست دعوه للاستسلام ولا للانبطاح كما سيحلو للبعض تفسيرها ولكنها دعوه للعقلانيه للبقاء والصمود وانهاء الانقسام .الصمود في هذا الزمن الصهيو اميركي هو افضل انواع المقاومه من اجل التصدي لعاصفة القرن ومن اجل توحيد المجزأ قبل ان يتم تقطيعه وقيام دويلات / كانتونات في الضفه و حتى لا تستمر غزه في طريقها نحو كارثه انسانيه. دعوه لوقف هجرة العقول من فلسطين او رحيلها كالشهيد المهندس يحيى عياش الذي فارقنا مبكرا ونحن احوج ما نكون لاختراعاته العلميه .
دعوه لكي نتعلم من اخطاء الماضي واكرر ما قاله السيد مشعل "نظرية البديل خاطئه والصحيح هو الشراكه والتوافق".