الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

ماذا ستضيف صفقة القرن ؟!

نشر بتاريخ: 19/02/2018 ( آخر تحديث: 19/02/2018 الساعة: 12:06 )

الكاتب: عبد الرحمن صالحة

تردد مصطلح صفقة القرن في الفترة الأخيرة كثيراً في وسائل الإعلام وعلى لسان أغلب القادة الفلسطينيين والعرب والأوربيين والأمريكان وتزاحمت الأخبار والتسريبات حول بعض الأفكار التي قد تشملها الصفقة التي روج لها عرابها كوشنير وتحدث عنها السماسرة في كل مكان.
ماذا ستضيف صفة القرن؟ بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسميا اعتراف أمريكا بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، في خطوة تلاها إدانات وانتقادات عربية ودولية وإسلامية لا ترتقي إلى خطورة الموقف.
ترامب قال:" إنه اتخذ قرارا تأخر كثيرا" وفي نفس السياق قال مسؤولون أميركيون: "إن هذه الخطوة هي اعتراف بحقيقتين: أولاهما تاريخية قائمة على أن المدينة تعتبر عاصمة دينية للشعب اليهودي، وأخرى حالية باعتبارها مركزا للحكومة الإسرائيلية"، حسب تعبيرهم، فمن وعد بلفور.. إلى وعد ترمب.. سلّم الأول فلسطين للحركة الصهيونية. وسلّم الثاني القدس لنتنياهو.
ماذا ستضيف صفة القرن؟ بعد أن أعلنت الخارجية الأميركية إدراج السيد إسماعيل هنية على قائمة الإرهاب حيث قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في بيان إن رئيس المكتب السياسي لحماس التي تسيطر على قطاع غزة "يهدد الاستقرار في الشرق الأوسط"، و"يقوض عملية السلام" مع إسرائيل.
ماذا ستضيف صفة القرن؟ بعد أن أقرت لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس النواب الأمريكي مشروع قانون يحظر على الدول والمنظمات والجماعات التعامل مع كل من ينتمي لحركة حماس أو يتعامل معها، ومحاولة الكونغرس لتحويل القرار من أمريكي إلى قرار أممي.
ماذا ستضيف صفة القرن؟ وقطاع غزة يعيش طوال سنوات الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ الشهر الأول لعام 2006، أوضاعًا اقتصادية وإنسانية صعبة وصفتها تقارير دولية بأنها الأسوأ في العالم.
ماذا ستضيف صفة القرن؟ بعد ترسيخ التعامل مع قطاع غزة والضفة الغربية ككيانين منفصلين سياسيا واقتصادياً من قبل الأطراف المحلية والإقليمية والدولية.
ماذا ستضيف صفة القرن؟ في ظل استمرار وتعميق الاستيطان الاسرائيلي وتوسيعه في ارض دولة فلسطين المحتلة، ضارباً بعرض الحائط الادانات والاستنكارات والنداءات الدولية المطالبة بوقفه في سباق محموم مع الزمن بهدف تقويض فرصة اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة.
ماذا ستضيف صفة القرن؟ بعد تورط السلطة الفلسطينية بالتنسيق الأمني في الضفة الغربية مع الاحتلال الاسرائيلي وعدم قدرتها على وقف التنسيق الأمني بصورة تامة، نتيجة اقتناعها بعدم قدرتها على تحمل الثمن الباهظ الذي قد تدفعه نتيجة لذلك.
ماذا ستضيف صفة القرن؟ بعد قيام إسرائيل ببناء جدار على الحدود مع لبنان الذي يمس بالسيادة اللبنانية.
ماذا ستضيف صفة القرن؟ في ظل تعزيز العلاقة بين إسرائيل والسعودية على وجه الخصوص والعلاقات الناشئة بين اسرائيل والعالم العربي بشكل خاص.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا.. إلى أين ستأخذنا ما يسمى بـــ (صفقة القرن) أكثر مما نحن فيه وقد وصلنا إلى القاع من انهيار المشروع الوطني وضياع مستقبل الدولة الفلسطينية؟