الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

ماذا فعلت بهم ياسيادة الرئيس؟!

نشر بتاريخ: 22/02/2018 ( آخر تحديث: 22/02/2018 الساعة: 12:03 )

الكاتب: موفق مطر

ماذا قلت .. ماذا فعلت، حتى سارع المتمردون على القانون الدولي لرمي شخصك بسهام مسممة ؟!.
شاهدوا رئيس السلام الانسان محمود عباس، وهو يقنع عقول وضمائر ممثلي دول العالم بالحق التاريخي والطبيعي للشعب الفلسطيني بأرض وطنه فلسطين، سمعوا منطق المناضل والقائد الوطني، ورأوا موقف الأحرار في العالم، ولمسوا استجابة الضمائر الانسانية لنداء السلام من على منبر اعلى هيئة عالمية تملك صلاحية تحقيق السلم والاستقرار وضمان الأمن في العالم، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية بدون تمييز، لتأمين وحفظ العلاقات السلمية بين الدول.
ارادوا بك شرا، لكنهم لم يقدروا على اكثر من منحك شهادات لست بحاجة اليها، ولا نحن كشعب نطلبها منهم، فنحن مؤمنون باخلاصك وصدقك وصبرك وقوتك وثباتك على الحق، لكنهم من فرط عدائيتهم، وحماقة الظالم الفائضة عند توأم المستعمرين مندوب دولة الاحتلال ( اسرائيل ) ومندوبة الولايات المتحدة ألأميركية ، قد افرغوا مافي جعابهم من كلام مسموم ، وأطلقوه عشوائيا ، تماما كما يطلقون قذائفهم وصواريخهم ورصاهم على صدور ورؤوس شبابنا وأطفالنا ، فاذا بهم وهم في خضم محاولة اغتيالك سياسيا أمام العالم ، وانت على كرسي مجلس الأمن الدولي تنطق بحق شعبك ، وتتلو كتاب السلام ، ورغم ما ملكوا من الحيلة وأساليب التحايل والخداع والكذب والتضليل ، فان اي عاقل في هذا العالم سيفسر كلامهم كما فسرناه نحن حسب لغتنا الوطنية وابجديتنا التحررية .
فهمنا واستخلصنا من كلامهم بعد ان احرجهم خطابك الانساني ، وفككت شبكة العدائية التي تنعكس عليها نظرتهم لنا وللعالم ، والتي تعكس الحقائق الى ادمغة مجتمعاتهم مقلوبة ومزورة ومزيفة ، ذلك انك رفضت باسم الشعب الفلسطيني الخضوع والاستسلام ، فالسلام الذي تحدثوا عنه نقرأه كما عرفناه من لغتهم ومنهجهم ووثقته جرائمهم ، هو الاستسلام ، هو الصورة الأصلية لجبروتهم واستكبارهم وعنصريتهم ، ومنطق المحتل المستعمر الاستيطاني، والشروط التي يمليها ويفرضها الغزاة العنصريين على أهل البلاد الأصليين .
قالوا انك تمنح الأسرى وعائلات الشهداء الفلسطينيين مخصصات ورواتب شهرية ، واعتبروا اصرارك على هذا الأمر بمثابة دعم للارهاب ، وعندما بلغ كلامهم هذا اسماع الأسرى وذويهم وعائلات الشهداء وأرواح الذين خطوا لنا درب الحرية بدمائهم وارواحهم ، نزل على قلوب المؤمنين الصابرين الصادقين المناضلين ، على وعي الملايين من شعبك ، كنزول الطمأنينة ، مايعني أنهم يدركون حجم اصرارك وثباتك على موقفك الوطني من الاستمرار بالوفاء للشهداء وألأسرى ، فهم قد صدقوا على تمسكك بهذا ألأمر دونما قصد ، وهذا ليس غريبا على مندوب دولة الاحتلال ، ومندوبة ترامب ، اللذان يجمع بينهما قاسم مشترك انهما يمثلان دولتين حاولتا ابادة الشعب الأصلي في فلسطين ، ومن قبل الهنود الحمر في اميركا ، وقاسمهما المشترك التمرد على القوانين الدولية والخروج عليها والاستهتار بمنظومة الأمن والسلام في العالم التي تمثلها الأمم المتحدة ومجلس ألأمن أيضا .
اوقعتهم ياقائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية في شباك مبادرتك وخطة السلام التي اسمعتها للعالم وحملته المسؤولية ايضا ان لم يستجب لها ويعمل على تطبيقها ، فأربكت مندوب صاحب صفعة القرن ، ومندوب نتنياهو الكذاب والفاسد رقم واحد في دولة الفاسدين ومجرمي الحرب في هذا القرن !!. فعاثوا فسادا في مجلس ماكان الا ليسمع لغة المنطق والحق والبينات ، فاذا بهم (كالبلطجية والزعران ) قد نضحوا بما يحويه اناء منهجهم الأخلاقي والسياسي ، حيث ثبت للعالم فراغه من اية قيمة او مبدأ .
قالوا انك تستقبل حماس بالأحضان ، وتستقبلهم بالقبضات ، وهذه شهادة حبذا لو قراها قادة حماس بلغتنا الوطنية ليعلموا مبلغ الحقد والكراهية والعدائية التي يكنها لك المستعمر الاسرائيلي وسيده ألأميركي، لأنك تتعامل مع هذا الجزء من الشعب الفلسطيني وفق عقيدتك الوطنية ، ومبادىء وقيم الوحدة الوطنية .
قلت وبجملة قصيرة في آخر الخطاب (عين الكلام ) ومقصد الرسالة ، بأن السلام القائم على الحق المشروع والمقرر في مئات القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن سيحمي الجميع ويحمي العالم ، فالسلام الذي ننشده ليس لصالح شعبنا وحسب بل لصالح ومصلحة العالم ، وأبلغت العالم أن من يسعى لتفجير دروب السلام ، انما يسعى لتدمير العالم ودفعه نحو هاوية لانرضى السقوط فيها ولا ترضى الانسانية أبدا أن يكون مآلاها في قاعها.