الثلاثاء: 23/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أصاب صائب..

نشر بتاريخ: 25/02/2018 ( آخر تحديث: 25/02/2018 الساعة: 10:36 )

الكاتب: رامي مهداوي

أدق وصف عن حالتنا التي وصلنا لها هو ما قاله أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والقيادي بحركة فتح د.صائب عريقات في مقابلة مع القناة الإسرائيلية الثانية:"سأقول أمورا قد تغضب رئيسي (محمود عباس) ..أنا أعتقد أن الرئيس الحقيقي للفلسطينيين هو وزير الجيش الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، أما رئيس الوزراء الفلسطيني فهو المنسق بولي مردخاي" .
بالتأكيد د.صائب لم ولن يفقد الأمل حتى في أصعب الظروف الصحية الخاصة التي تعرض لها المتمثلة بزراعة رئة، لكن هذا هو الواقع المُر الذي وصلنا له جميعاً للأسف، ولسان حالنا هو ما تحدث به على الرغم بأننا لا نريد أن نشاهد الواقع وأن نستوعب الحقيقة حتى نتعامل معها.
الجميع متفق بأن القضية الفلسطينية بأصعب وقت لها، والجميع مختلف في كيفية مواجهة ما يحدث لها، هناك من بدأ ينظر للقضية الفلسطينية بأنها مشروع خاص به! والبعض الآخر بدأ يُؤسس لمستقبله وكأن فلسطين مزرعة والشعب الرُعيان التابعين له! وآخرين يكتبون مشاريع خاصة لتقديمها لمُمول ما في وقت الذروة، ومن زاوية أخرى الأغلبية صامته رغم قبضها للجمر!!
وعلى الرغم من أن الجميع متفق بأن إسرائيل تريد كل فلسطين التاريخية، إلاّ أننا نقف عاجزين عن التحرك فيما نحن نريد، فتم تفكيك حق تقرير المصير لعدد من الأجزاء؛ فهناك من يريد العودة، وهناك من يريد حقوق المواطنة، وهناك من يريد الحرية والإستقلال، وعلى الصعيد الجغرافي نجد بأننا لا نذكر تاريخنا في 1948، وحتى أكون دقيقاً أكثر فقط في المهرجانات وذكرى النكبة نتذكر!! أما الضفة الغربية فهي تغرق بالمستوطنات والمدن الرئيسية يتم اقتحامها يومياً من قبل جيش الإحتلال الإسرائيلي، على صعيد القدس حدث دون حرج فهي صامدة بصمود بقايا من تبقى في مواجهة قوانين الإحتلال، وأخيراً غزة تعاني الظلمات وحدها وكأنها في قارة آخرى!!
وهنا بدل أن نتوحد في مواجهة كل ذلك بما نملكه من قوة، تتنازع الذات الفلسطينية مع بعضها البعض وتنقسم على ذاتها، فأصبحنا نتقن تقسيم المُقسم على أنفسنا، ونُجزء ما هو مُجزء دون أي فعل في مواجهة من يُشرذمنا، لدرجة أصبحنا ننساق مع رواية الإحتلال وخططه وقبل البعض بأن يكون جزء من مشروعه بعد أن فقد البصيرة!!
ما صرح به د.صائب على الكل الفلسطيني عدم التغاضي عنه، أو التعامل معه بأنه مجرد خبر ونكتفي بالفكاهة والشتم عبر مواقع التواصل الإجتماعي، دون الإكتراث فيما وراء تلك الكلمات من واقع ينتظرنا جميعاً!! وحتى أقولها بوضوح: د. صائب لم يَمُس شخص الرئيس محمود عباس أو رئيس الوزراء د. رامي الحمدالله، لكنه قام بالتلميح للمرحلة التي تنتظرنا قريباً... قريباً... ما لم نبقى كما نحن مكتوفي الأيدي.