الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

تجاهل أحكام القانون الدولي ليس في مصلحة أحد

نشر بتاريخ: 28/02/2018 ( آخر تحديث: 28/02/2018 الساعة: 19:22 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

يتفاخر الاسرائيليون انهم ما زالوا موجودين او صامدين في ظل الحراك المدمر لكثير من البلدان العربية نتيجة الاحداث التي اعقبت الربيع العربية وهو حالة غذتها المخابرات الصهيونية وتوجتها في ذلك المؤسسات الامريكية من اذرع امنية ومؤسسة الخارجية، من خلال شيطنة العمل العربي وفق ما عرف بالربيع العربي الذي قام على اساس توفير العيش الكريم للشعوب العربية وانهيار انظمة دكتاتورية وكل ذلك جاء على خلاف احكام القانون الدولي والقواعد الراسخة في عرف العادات الدولية.
ان ارادت الدول جميعا ان تحفظ ماء وجهها وان لا يعود الارهاب يضرب في امكان مختلفة في العالم وان لا يمتد الى دول اخرى ومنها الغربية، عليهم ان يعوا وان يكون القانون الدولي حاكم للتعاملات والعلاقات الدولية، فما يجري في سوريا وما جرى طوال السنوات هو نتيجة الخلل في منظومة الامن والسلم الدولي التي جيرتها دول كثيرة ومنها امريكا وروسيا لصالح مصاحهم الضيقة وهم من اشرف على تنشأت منظمات لا يتقبلها العقل الانساني من حيث ممارسة السلوك الاجرامي المخالف للقانون وبالتالي فان الاحتكام الى القوة غير المتزنة سيبقى الوضع سائرا الى نحو الجحيم.
وفي فلسطين كذلك فان الفلسطينيين في طريقهم الى خيارات قد تجبرهم عليها الظروف الصعبة التي يعيشونها ووقتها لن يكون الراتب ومصدر العيش محدد في عدم خلق مواجهة لان الامور باتت لا تحتمل وعلى الجميع تحمل مسؤولياته القانونية والسياسية والا سيكون الامر بمثابة بركان قد ينفجر ولن يستطيع احد السيطرة عليه وسيكون المتضرر منه اكثر اسرائيل وسيتهدد وجودها، ذلك ان الاسرائيليين يفخرون ان دولتهم ما تزال قائمة في ظل الدمار الذي لحق بدول عريقة مثل سوريا وليبيا واليمن السعيد والعراق وغيرها، ولن يدوم هذا الاستقرار الى الابد وسيكون على اسرائيل مواجهة القوى الثورية التي ما تزال تؤمن بعدم احقية اسرائيل في الوجود.
ان العلاقات الدولية السليمة القائمة على منطق الحق لهي القادرة على فرض الامن والاستقرار ومنح الناس حقوقها، اما منطق فرض القوة وسلب الحقوق فهو منطق مؤقت في ظل وجود القوة المسيطرة وما يلبث الا ان يذهب في عداد نهاياته لانه لم يبنى على وجود مستقر او فهم منطقي.
وما دامت القضية الفلسطينية تعاني من هذا الظلم فانه لن يكون هناك استقرار وجودي في المنطقة الا بنهاية المانع للحق الفلسطيني والمتمثل في وجود اسرائيل وبالتالي فان مبادرة الرئيس كانت وما تزال طوق نجاة لهم، وان امريكا برفضها واسرائيل بتجاهلها لن يكون لها اي نتيجة لحاميتها وان الامريكان في يوم قريب سيتخلون عن حلفائهم الاسرائيليين ووقتها سيكون على اسرائيل مواجهة دامية لن تؤدي الا الى نهايتها.
اما بخصوص ما يتسرب من معلومات عن صفقة القرن فهي لن تكون احسن من سابقاتها في ظل عدم الاعتراف بوجود دولة فلسطينية ضمن المحددات المقبولة فلسطينية والاسرائيليون يعلمون مدى قدرة الشعب الفلسطيني على الصبر والمواجهة والرفض، ولا اخفي سعادتي على قدرة الفلسطينيون على رفض كل التوجات الامريكية بخصوص فرض هيمنتهم وفرض رؤيتهم حول القضية وهو ما ادى الى ازمة سياسية لن يكون لها انفراجة قريبة.