الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

والثقب الأسود !!!!

نشر بتاريخ: 04/03/2018 ( آخر تحديث: 04/03/2018 الساعة: 12:52 )

الكاتب: عوني المشني

الوجه الاول للصورة:
لست مزاجيا ولم أقع فريسة للاكتئاب، لكنني احتاج الى اجازة من الضجيج، اعترف انني لم أعد اقوى على الاستماع للخطاب النمطي في حياتنا كفلسطينيين، يرتفع السكر والضغط والأدرينالين لدي كلما استمعت لهذا الخطاب، والذي يشعرني بالتوتر في هذا الخطاب ان أصحابه يكذبون ويعرفون انهم يكذبون ويعرفون اننا نعرف انهم يكذبون ومع ذلك يصروا على اسماعنا اياه في كل نشرة اخبار، في كل بيان، في كل برنامج سياسي، في كل مهرجان، حتى في كل مأتم، معذرة عن الاعتذار عن استمرار الاستماع لهذا الخطاب، اعتذر لاسباب صحية اولا، فيكفيني من اسباب التوتر ما في متاعب الحياة العادية، واعتذر لاسباب اجتماعية، يكفيني ما كسبت من الأعداء نتاج نقدي اللاذع احيانا لمنطقهم ومنهجهم المستمد من هذا الخطاب، واعتذر لاسباب ضميرية، اذ أصبحت أعاني من وجع ضمير مزمن امام هذا الخطاب. ربما احتاج لإجازة وجيزة عن المشاركة في هذا النفاق الدائم، اجازة وجيزة فقط، اثني عشر شهرا في العام تكفيني !!!!
اكتب عن نفسي لنفسي، ربما هذا اجترار للذات، ربما !!! او لربما تفريغ عن كبت !!! واي كان لا يهم ولكنه الخاص الذي يتفاعل مع العام ، لهذا فهو ليس شخصي ، فالخاص والعام في علاقة جدلية ، انها علاقة البحر والمطر ، ربما ان البحر قد امتلأ ما جاد به الغيث ولكن الغيمة المسكونة حبات ماء هي بنت البحر البكر .
كثرت الاّراء ولم تتباين الرؤى ، توحد الخطاب والمصطلح والشكوى ، في كل الخطابات والمقابلات والمقالات والنقاشات والبيانات تجد نفس الكلام : القضية الفلسطينية تمر في اصعب لحظاتها ، وبالمناسبة هذه صيغة كانت تصاحب كل ازمة منذ اكثر من خمسون عاما ، إنهاء الانقسام وكأن الشعب الفلسطيني كان قد أنجز الاستقلال ومن عرقله الانقسام ، تصعيد المقاومة او الانتفاضة او المقاومة ، وهل كان قرار قبل هذه الازمة بتخفيضها ؟؟!!! وطبعا ملحقات هذا الخطاب السياسي الإعلامي عن القرار المستقل ، الثوابت الوطنية ، وسيل من كليشيهات الادانات المعتادة .
ينتهي الخطاب او المقال او البيان ، ورغم تركيز الانتباه ومتابعة كل كلمة وقراءة ما بين الكلمات تكتشف الأسئلة الكبيرة لديك قد كبرت ولم تجد اي اجابة لها ، حالة التوهان قد قد تعمقت وأصبحت تيها ، معنوياتك ازدادت هبوطا ، الارباك لديك تحول الى قلق مزمن ، تفكر اكثر وتسأل : ماذا أضاف هذا الخطاب او المقال او البيان ؟؟!!! على ماذا اجاب ؟!!! ما المشكلة التي أوجد لها حلول ؟؟؟؟ ولكنك تصطدم بالنتيجة " كانك مفيش " ما قبل الكلام كما بعده ، ما قبل القرار كما بعده ، ما قبل البيان ، الخطاب ، المقال ، كما بعده . كل ما سمعته يؤذي الإذن او ضباب يعيق الرؤيا . اننا وصلنا بواقعنا الى مرحلة الثقوب السوداء ، والثقوب السوداء حسب نظرية عالم الفيزياء الأشهر ستيفن هوكننغ هي التي تبتلع النجوم عندما تصل درجة الموات .
واذا ما تجرأت لتنتقد او حتى لتسأل : تكون قد تجاوزت الحدود الحمراء ، تكون قد مسست بالثوابت ، تكون مرقت وفسقت وخنت وكفرت ، ممنوع ان تخرج بتفكيرك من الصندوق ، ممنوع ان تخرج عن النمطية العمياء البكماء . وبالمناسبة فان الاعتقادات الراسخة اكثر خطرا على الحقيقة كما يقول نيتشة وهذا بالضبط ما هم يفعلونه ، لا تقف الامور عند الصنمية التي يعيشونها بل يمنع عليك المساس بها ويأتيك سيل من النقد الساذج : الم ترى انتصاراتنا ؟؟؟؟ الم ترى مواقفنا ؟؟؟ نحن اصحاب المشروع ونحن ممثلون الله على الارض ونحن اخوة الشهداء وحافظي وصاياهم ، نحن حملة الأمانة ، وتتضخم الانا لتصبح اكبر من الوطن والشهداء والوطن والاستقلال والدولة وحتى اكبر من الاله عز وجل ذاته .
والاهم ان الجميع ، الجميع من نخب وحركات سياسية وقيادات واتباع ، الاهم انهم يطلبون من الشعب الفلسطيني ان يصعد ويقاتل ويرفض ويقاوم ويعتقل ويموت ولا يطلبون هذا من أنفسهم ، وكأن شعبنا يحتاج الى من يطالبه بأخذ موقفه المفترض ان يكون !!!! ربما يحتاج الشعب لذلك ، ولكنه يحتاج الى من يقول له : من الذي اوصلنا الى هذا الوضع ؟؟؟ لماذا وصلنا الى ما وصلنا اليه ؟؟؟ وكيف يبقى من اوصلنا لهذه الحالة قيادة لشعبنا ؟؟؟؟ وما هي المنهجية المختلفة نوعيا والتي ستخرجنا من هذا الوضع ؟؟؟؟ بعد الإجابة على هذه الأسئلة يمكن القبول باي خطاب واي أوامر واي نواهي وحتى اي شتائم ، البداية ليست فيما يجب ان نفعل ، البداية فيما كان يجب ان نفعل ولم نفعله ، وما كان من المفترض ان نفعله ولم نقوم به ، بمعنى او باخر تقييم ما سبق لرسم طريق المستقبل ، ربما اسهل الاجابات التي حفظها شعبنا عن ظهر قلب ، المؤامرة ، ميزان القوى ، وطبعا ملحقات كثيرة ، تخلوا العرب عنا ، الدعم الامريكي لاسرائيل ، ولكن الإجابة القاطعة التي تنهي كل نقاش ، هذا قدرنا ، " وما النصر الا من عند الله " و " وان تنصروا الله ينصركم " . ورغم ان كل هذا صحيح ولكن هناك اسباب ونتائج للاشياء ، والقدر لا يلغي الدور المطلوب ، القدر لا يبرر الأخطاء الانسانية ، و " ان الله لا يغير بقوم ما لم يغيروا بأنفسهم " واعدوا لهم من قوة " و " اعمل وتوكل "
اما "لم يكن بالإمكان افضل مما كان " ، هذا منطق تبريري ، دائما هناك ما هو افضل من الفشل ، والفشل ليس قدرا لا مفر منه ، ودائما هناك خيارا اخر ، منطق هذا خيار اجباري هو وجه اخر للخضوع للامر الواقع .
السؤال وماذا بعد ؟!!! لنفترض ان كل هذا صحيح ، ما هو المطلوب الان ؟؟ جلد الذات ليس حل ، الأكثر جدوى هو التطلع للمستقبل ، التفكير في ما يجب ، ينسى هؤلاء بان المستقبل هو الابن الشرعي للماضي ، والحاضر هو لحظة المخاض التي يولد فيها المستقبل من رحم الماضي ، يريدون مستقبلا من علاقة سفاح ؟؟!!! يريدون مولود انابيب بلا رحم ولا قابلة ، يريدون نصرا بقيادات مهزومة ، تنظيمات مهزومة ، برامج مهزومة ، أدوات مهزومة !!!!
يسألني صديق لماذا لا تشارك في " نشاطات عامة " ؟؟!!! اي نشاطات ؟؟!!! نشاطات اما تبرر الهزيمة او تسوق الهزيمة او تستثمر الهزيمة . اعترف انتي لا اقوى على تحمل ما يقال من كلام في تلك المناسبات او النشاطات ، ان تختلي بكتاب خير من سماع ترداد الاكاذيب ، يقول جورج أوريل " في زمن النفاق فان قول الحقيقة عملا ثوريا “ . وان لم اقوى على قول الحقيقة فإنني اعزف عن سماع الاكاذيب ، ربما هذا اضعف الإيمان ، ولكنه يبقى إيمان .
وكما قال لي صديق ذات مرة حيث كنت في سفر لمدة اسبوعين ، اتصلت به قبل بعد مغادرتي بأيام لأسأله عن الاوضاع والاحوال والتطورات ، ضحك بملئ فيه وقال اي استمتع يا رجل برحلتك ولا تسأل ، ما الذي سيتغير ؟؟؟ لو غبت عشرون عاما ورجعت ستجد الكلام نفس الكلام والحكايات ذاتها وسيبدو لك كانك لم تغب عن شيئ .
نفس الكلام ونفس الخطاب ونفس الأداء ونفس الوجوه ونفس الأداء ، والاغتراب ليس تعبير مرضي يصيب الأفراد ، ربما هو واقع موضوعي يفرضه الواقع على من لا يستطيع التكيف ، وانا بكامل قناعتي وعن سبق اصرار اخترت الاغتراب وبسعادة .
هذا هروب !!! ربما ، ولكن ان تهرب من واقع كهذا افضل من التصالح معه ، وجهة نظر حتى لو كانت خاطئة ، فهي اقل خطورة من خطايا المشاركة في صياغة الواقع المفعم بروح الهزيمة هذه .
هل كانت المقالة مجرد نوبة اكتئاب ؟ لكن هل هو اكثر كآبة من الواقع الذي نعيش ؟!! سؤال برسم الإجابة المتصالحين مع هذا الواقع . بالتأكيد ان المقال يضج بالمصطلحات التي تبدوا مشتقة من قاموس الهزيمة او الاحباط ، لكنه المعنى الاخر للمصطلحات ان الواقع وصل الى حد الاستعصاء على الإصلاح وبالتالي فان التمهاهي معه هو الاحباط بعينه وهي الهزيمة بشحمها ولحمها .
الوجه الثاني للصورة :
لست متفائلا الى حد الوهم ، قد أحلق في سماء الحلم ولكن قدماي تظلان على ارض الواقع أتعاطى معه بكل موضوعية ، اخطاء هنا وهناك ولكن أستطيع رؤية الغابة بصورتها الشمولية ، لا أضيع في التفاصيل وان كنت أتعاطى معها في تكوين الرؤية الاستراتيجية ، احتاج الى اكثر من لعن الظلام بإضاءة شمعه ، لن أتوقف مع النادبين او محترفي الردح السياسي ، متصالح مع دوري تماما لأنني أضعه في السياق العام ، حتى لو لم أكن ممن يجيدون الحصاد فإنني اجيد الزرع ، ومؤمن جدا بالقصة التي تعلمتها في المدرسة في الصفوف الابتدائية الاولى " زرعوا فأكلنا ونزرع ليأكلون " وحتى لو لم نأكل حتى التخمة كما يفعل البعض فاننا نأكل بما يمكننا منالحفاظ على الاستمرارية .
لست على يقين بان الشهيد القائد ياسر عرفات عندما كان يتحدث دوما عن طائر الفينيق الفلسطيني الذي ينهض من بين الرماد هل كان يتحدث عن شعبه ام عن نفسه ، فإعادة الشعب الفلسطيني الى المشهد ككينونة سياسية عمل خارق بعد ان بدى للجميع تقريبا ان الأسطورة قد انتصرت على الواقع وأصبحت اسرائيل حقيقة موضوعية ، عاد الشعب الفلسطيني للخارطة وفِي لحظة دراماتيكية قرر ياسر عرفات عن سبق اصرار وترصد ان يعيد المشهد الشعري ، نبوءة محمود درويش في مديح الظل العالي : " كم كنتَ وحدكَ تنتمي لقصيدتي , وتمدُّ زندكْ ,
كي تُحوِّلها سَلالِمَ , أو بلاداً , أو خواتمْ
كم كنتَ وحدكَ , يا ابن أمي ,
يا ابن أكثرَ من أبٍ ,
كم كنتَ وحدكْ!…"
نعم تحول ياسر عرفات الى فينيق يعود لينتفض من بين الرماد ليعلو مجددا رافعا مجد شعب والآلام شعب وحلم شعب ، يطارد الريح ويحطم على صخرة سيزيف التي يحملها على ظهره مؤامرة الاستسلام .
ساعة الرمل قلبت عدة مرات انتظارا لاستسلام الفلسطينيين ، وفِي نهاية كل مرة ينتهي الوقت ولم يستسلم هذا الشعب العنيد ، هذه المرة الصورة مختلفة نسبيا ، ترامب قلب الساعة ليستسلم العالم باجمعه ومعه الشعب الفلسطيني ، بدأ المشهد تراجيديا ، ساعة الرمل تعد الوقت ، الشعب الفلسطيني تقدم المشهد نيابة عن العالم اجمع ، الوقت يمر الوقت اسرع مما اعتقد ترامب ونتنياهو ، لن يستسلم العالم فشعبنا يحمل صخرة سيزيف ويصعد ، هذه المرة العالم يحمل معنا ، هذه المرة الوقت اسرع ، وفشل المؤامرة اقرب .
نحن لم نحرر شبرًا من الارض ، لكننا حررنا ارادتنا وصوّتنا ، وجودنا يمثل قلقهم الوجودي ، مع كل طفل فلسطيني يولد يكبر السؤال الوجودي لديهم ، تحول قلقهم هذا الى هوس أمني ، جنون أمني ، أسوار فوق الارض ، اسوار تحتها ، مجسات الكترونية ، كاميرات تصوير واجهزة تسجيل ، طائرات وقبب حديدية ودبابات ، كل ذلك يفشل امام عهد التميمي ، او جنا جهاد .
تحطم الوهم ، سقطت الأسطورة ، ال “BDS” . كابوس يقض مضاجعهم ، اسرائيل " الواحة الديمقراطية " أصبحت نظام فصل عنصري بغيض ، كل مساحيق التجميل سقطت مرة واحدة وتبدى للعالم وجه اسرائيل القبيح .
تغير العالم حولهم ولم يتغيروا ، وعدم قدرتهم على التكيف ستنهي وجودهم ، هكذا حصل مع الديناصورات ، انتهت من الوجود لعدم قدرتها على التكيف مع المتغيرات ، هذا ما يقوله داروين ، وما يقوله ابن خلدون ايضا ، وصلت اسرائيل الى الذروة عام ١٩٦٧ ، كان الشرط الوحيد لتحافظ اسرائيل على بقاءها على القمة استغلال نتائج حرب حزيران ١٩٦٧ لعقد سلام ينهي الصراع ، فقدت اسرائيل تلك الفرصة وذلك بجشعها للأرض والسيطرة ، وها هي تهبط ، عودة الشعب الفلسطيني للخارطة كشعب وكينونة هي السهم الذي يضرب من اسرائيل مقتلا ، ابداع ياسر عرفات ليس في تفجير الثورة ، ولكن في اعادة الشعب الفلسطيني الى الخارطة ، عندما قال ان منظمة التحرير هي الوطن المعنوي للشعب الفلسطيني كان يدرك انها المظلة التي سيهبط بها شعبنا من عالم الحلم الى الواقع ويصبح احد معطياته بل اهم معطياته .
اننا امام واقع يتشكل من جديد ، اسرائيل فشلت في استغلال قوتها لفرض " استسلام بأثر رجعي علينا " ربما ان الضغوط كبيرة ، اغتيال ياسر عرفات كانت احدى مظاهر هذه الضغوط ، واليوم تأتي صفقة العصر لنفس السبب ، فشل صفقة القرن ليس احتمال فحسب بل حتمية مؤكدة ، وحتى لو فرضت عنوة فان نجاحها لا يكمن في فرضها بل بالقبول الفلسطيني بها وهذا لن يحصل ، لن يحصل ليس لان شعبنا تجرع كأس الشجاعة بل لان الصفقة تفتقد اي مبرر لقبولها ، القدس هي ستقف حائلا امام اي احد حتى لو رغب في قبول الصفقة ، والقدس ليس بمفهومها الوطني فحسب بل الديني والرمزي ايضا . ان تشكل قوى جديدة وتحالفات جديدة في الشرق الأوسط يضيف بعدا استراتيجيا ، فجبهة ممتدة من طهران الى بيروت مرورا ببغداد ودمشق ليست بموضوع هامشي انه في صلب المتغيرات التي تقض مضجع اسرائيل ، والحلول لديها وان توفرت فهي مؤلمة الى درجة اكبر من قدرة التحمل ، واقعنا صعب ولكن المستقبل مفتوح على أفق واعد ، نملك الزمن المفتوح بانتظار ان تلعب المتغيرات دورها ، اما توغل التهويد والاستيطان فذلك " نمش على الجسم " سرعان ما يزول .
ما بين الصورتين :
تعلمت مبكرا السير على الحبل المشدود دون ان افقد توازني ، السوداوية المفرطة هي الوجه الاخر للتفائل الوهمي ، يؤذيني الصخب ويخيفني الصمت ، لا أنزوي بعيدا في النسيان ولكن لا اتوه في الزحمة ، هناك دائما درجات بين الأبيض والاسود ، ربما ليس رماديا ، وليس من اصحاب نصف الموقف ، ثقافة القطيع وخطاب القطيع لا يستهويني وترف المثقفين وصالوانتهم ليست ما يشدني ، لا انتمي لشخص لكنني أسير الفكرة ، أستطيع وضع البدايات ، البدايات الصعبة ، واترك للآخرين الذين يتسلقون على ذات الفكرة فرصتهم ، ليس مهما من سيدعي انه ابا الفكرة بقدر ما يهمني نجاحها . واحيانا من المفيد تجريد الفكرة من مالك حصري لها .
التوازن هو القانون الاهم الذي يحكم الكون ، يحكم الكون فيزيائيا وكيمايائيا وبيولوجيا ، التوازن سر الله في الخلق ، وهو الذي يحفظ الوجود من الفناء ، ارى وجهي الصورة تماما .
ليست نرجسية ، هي محاولة متواضعة لاكتشاف الذات من خلال رؤية العام ، أو ربما العكس ، اكتشاف العام من خلال الذات ، في النهاية هي اكتشاف القانون الذي يحكم العلاقة بين الحلم والواقع ، بين الفكرة والاداء ،
فان أولى درجات الصعود نحو الثورة هو الاغتراب عن هذا الواقع والقطيعة معه ، وأولى درجات الصعود نحو الثورة هو التصالح مع الحلم والإيمان به ، انا متصالح مع الحلم مغترب مع الواقع .