الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

المجلس الوطني وصفقة العصر

نشر بتاريخ: 08/03/2018 ( آخر تحديث: 08/03/2018 الساعة: 20:09 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري

يبدو ان هناك من نبًه ألرئيس ترمب ,ولو متأخرا بانه رئيس لاكبر ديمقراطيه في العالم وقد وصل للحكم بوسائل ديمقراطيه وهو ما يفرض عليه ولو شكليا احترام هذه القيمه التي بني عليها دستور بلاده وبالتالي فهو ليس من حقه ان يمارس دور الديكتاتور لا على الفلسطينيين ولا على غيرهم حتى يرغمهم على قبول اسوأ صفقه صاغها في حياته القائمه اساسا على عمل الصفقات.
تصريحه بعد لقائه مؤخرا بالنتن ياهو بانه "ان لم يأت الفلسطينيين لطاولة المفاوضات فلن يكون هناك اتفاق سلام" هو نوع من التراجع عن عنترياته السابقه بفرض الصفقه باي ثمن.اذ لا يعقل ان يكون هناك شخص رئيسا كان ام ديكتاتتور ومهما بلغت به درجة جنونه ان يتخيل انه قادر على تسميم شعب باكمله من خلال فرض صفقة لا تحمل في ثناياها غير السم حتى ان غولدا مائير المُنكِره للوجود الفلسطيني لم تجرؤ على طرح مثل هذا التخريف المسمى بصفقة القرن . لانها فعلا ستكون صفقة قرن وبجداره لو انها وجدت فلسطيني واحد يقبل بها.
الكره الان كما يبدو خرجت من ملعب الرئيس ترمب ودخلت ملعب وكلاؤه في المنطقه الذين اصبحوا يتبنون هذه الصفقه ارضاء لاسرائيل وكانها هدية السماء لهم على امل ان تنهي صراعا طال امده لصالح الاخيره ودون اي اعتبار لما تحمله هذه الصفقه من سموم للفلسطينيين وربما للعرب جميعا فيما بعد لمجرد انهم يرون فيها قارب نجاه لعروشهم على اعتبار ان القنبله النوويه الاسرائيليه صُنعت لتحمي اسرائيل وحلفائها في المنطقه ضد شعوب المنطقه من عرب وعجم . حكامنا العرب الجدد لم يستفيدوا من تجارب اسلافهم ولا الى ما الت اليه حال من سبقوهم الذين حكموا شعوبهم بالحديد والنار . جميعهم توددوا في النهايه لاميركا لحمايتهم ولكن دون جدوى حيث لا يوجد قوه في العالم تستطيع حماية حاكم ظالم من عقاب شعبه وربما كان لنا جميعا عبره فيما انتهى اليه شاه ايران بعد ان كان شرطي اميركا في االمنطقه فاللحاف الاميركي لا يدفيء.
نجاح ما سمي بالثورات في المنطقه العربيه في الماضي ووصولها للحكم كان بسبب رفعها شعار تحرير فلسطين لكسب ثقة المارد العربي الذي اقصاها بعد ذلك بسب فشلها في ترجمة الشعار الى واقع وبعد ان اتضح انها لم تكن سوى انقلابات عسكريه استبدلت فسادا باخر. وللكثيرين ممن لا يرون الشمس بالغربال من المتصهينين نذكرهم بقوله تعالى في اخر سورة محمد "وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم".صدق الله العظيم.
ولكن وحتى يقر الله امره فيمن سيكون هؤلاء القوم الجدد والذي من الواضح ان امر الله اصبح قاب قوسين او ادنى او يقر امره بازاحة ترمب لا بد لنا كفلسطينيين ان نوظف كل ما هو ممكن من اجل اعادة اعمار البيت الفسطيني وتمتين اساسات هذا البيت وكنسه من الفساد والشروع في البحث عن الجديد بشريا ولوجستيا لاعادة توجيه البوصله من اجل ان نستطيع الصمود في وجه ما ارى انه عاصفة القرن التي بات من الواضح انها ستهب على المنطقه والتي لن نستطيع في هذه الاونه من منعها لما تحمله من مصلحة لعروش غير مستقره ولكن ما زال في استطاعتنا الصمود بالقضاء على اسباب الانجراف مع هذه الصفقه املا في ان نفي بالعهد للذين ضحوا بحياتهم وحريتهم من اجل ان يعيش كل فلسطيني اينما كان بكرامه.
ما اقره المجلس الوطني في عام 98 من تنازلات دون ثمن وهو الذي ادى بنا الى ما نحن عليه الان يجعلنا نضع علامة استفهام كبيره على ما سيقره نفس هذا المجلس اذا قدر له ان ينعقد (بنفس شخوصه والياته واجنداته ) في شهر ابريل او ايار بعد غيابه عشرين سنه عجاف شهدت هذه السنين انتفاضه ثانيه كان اهم ضحاياها الضفه الفلسطينيه التي أَعيد احتلالها وتدمير بنيتها التحتيه وفيها استُشهد مؤسس الثوره المعاصره الشهيد ياسر عرفات ( 11 /11/2004) كما شهدت مخاض عربي انجب في عام 2002 مبادره عربيه لم تفعل لغاية الان سوى مصادرة استقلال القرار الفلسطيني الذي تتوج بصفقة العصر . ولا ادري ان كان هناك ضروره للتذكير بالاجتياحات الثلاث (2008/20012/2014) التي دمرت غزه وتسببت في استشهاد الالاف وذلك بعد أن تم فصل غزه بفعل اعادة التموضع الشاروني في عام 2005 هذا الفصل الذي قُصِد به شل المشروع الوطني ومنع قيام الدوله ذات السياده وعاصمتها القدس.
بعد كل هذا السبات فان عقد المجلس المجلس الوطني بنفس حلته القديمه لن يغير شيئا في هذا الاعصار القادم من الغرب والمدعم من العرب اذ ان اقصى ما سيفعله انه سيُبقي الامر على ما هو عليه ويؤكد على ما يريد ان يسمعه كل المستفيدين من هذا الخراب الذي يحيط بنا من كل جانب وهو انه لم يكن بالامكان افضل مما كان.
طبعا ليس فينا من يجرؤ على المساس بمنظمة التحرير حاضنة الهويه الوطنيه لكل الفلسطينيين شاء من شاء وابى من ابى الا ان هذا لا ينفي حقيقة ان هذه المنظمة هي وسيله وليست هدف كونها أُسست من أجل تحويل الحلم الفلسطيني الى واقع ملموس في الدوله والسياده والقدس وهذا هو الهدف الذي نموت جميعا من اجله .
ما حدث في عام 98 كان خطيئه في تاريخ النضال الفلسطيني تلاحقنا الى يومنا هذا حيث تم تجريد منظمة التحرير من قِبل مجلسها الوطني من سر قوتها في ميثاقها دون اي مقابل وبسبب هذا التنازل /التجريد وصلنا الى ما نحن عليه .
الخمسمائة واربع اعضاء الذين صوتوا بنعم برفع الايدي تبجيلا للضيف الكبير كلينتون لم يحصلوا في مقابل تصويتهم بنعم على اي شيء سوى انهم ابقوا علي منظمة التحرير منظمه ارهابيه في ملفات مركز قيادة الارهاب العالمي الكونغرس الاميركي.
المجلس الوطني هو برلمان الكل الفلسطيني الذي كان من المفروض ان يكون قد انعقد في كل محطه من المحطات المذكوره انفا , محطات توقف فيها قطار التحرير الفلسطيني لينزل فيها كل من يرى اونرى انه غير قادر على الاستمرار ليصعد مكانه كل من هو قادر وبالتالي لا يجوز لمن كان من الفروض ان يكونوا قد غادروا ان يشاركوا في اتخاذ اي قرار وذلك لابتعادهم عن الواقع الذي سيؤسس لمستقبل نضالي مختلف في زمن مختلف والذي هو بحاجه الى تفكير مختلف وقيادات شبت على المعاناه بكل اشكالها وبالتالي تكون قادره على الابداع في الصمود الذي اصبح اهم مقومات الانتصار من اجل قيادة النضال في ظروفه الجديده الذي يطغى عليها نظام الابارتهايد الذي تديره الحركه الصهيونيه في كيانها الاستعماري ما بين البحر والنهر على كل ارض فلسطين التاريخيه.
وعليه فان عقد المجلس الوطني بعد كل هذا الغياب وقبل انهاء الانقسام و عدم مشاركة ممثلين عن الكل الفلسطيني سيكون بمثابة شرعنه فلسطينيه لصفقة العصر.