الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرئيس

نشر بتاريخ: 11/03/2018 ( آخر تحديث: 11/03/2018 الساعة: 18:09 )

الكاتب: ماهر حسين

أمنت دوما بأن العمل الوطني في فلسطين والإنتماء السياسي لا يوجد فيه مواقع ولا مناصب فكل موقع وكل منصب هو تكليف وليس تشريف.
وهذا التكليف في أغلب الأحيان يكون على حساب النفس والأسرة والعائلة.
في كل الأحوال كل من يرتضي العمل السياسي والعمل العــام عليه أن يتقبل النقد الواعي الإيجابي فهذا يصوب الموقف ويعدل المسار ويمنح القرار قوة وتأثير ويزيد من مساحة التفاعل في المؤسسة ويعزز من مفاهيم الديمقراطية في القيادة.
وكلي ثقة بأن النقد يوثق ويقوي العلاقة بين القيادة والجمهور وكما أنه يجعل القرار أكثر قوة.
وكل من يرتضي العمل العام في فلسطين عليه التحلي بسعة الصدر والحٌلم والحكمة لقبول النقد حتى ولو كان نقد سلبي وتجريح وتشكيك يصل لدرجة التخوين أحيانا حيث وللأسف هذا هو الخطاب السائد لدى أتباع بعض التنظيمات كما أنه بات سائدا لدى العامة من أبناء الشعب.
هذا ويوجد العديد من الأسباب التي تقف خلف هذا النقد الهدام وخلف هذا التهجم والتخوين والحقد ومنها الإحباط العام الناتج من تراجع فرص التسوية لمستويات كبيرة جدا وبالطبع يرتبط هذا الإحتقان الشعبي بالفراغ والضعف وعدم التأثير وعقدة المعارضة التي تلازم البعض وقد باتت في الغالب معارضة طفولية.
سأتحدث اليوم مع القارئ الكريم بوضوح وسأخاطب عقل القارئ من جديد مٌذكرا القارئ بالرئيس السابق.
فقد تعرض الرئيس القائد أبو عمار الى كل أشكال التهجم والنقد والتخوين والتشكيك من القريب والبعيد وبشكل خاص منذ عودته للوطن بعد إتفاق أوسلو، ولولا قدرته على التعامل مع كل الظروف ولولا شعبيته الجارفة المرتبطة بكاريزمـــا باتت تعرف بالعرفاتيه ولولا قوة القيادة التي تقف الى جانبه لما كان هذا القائد قادرا على البقاء والصمود.
الغريب في أمر شعبنا الفلسطيني والغريب في موضوع الرئيس الراحل أبو عمار بأنه وبمجرد رحيل هذا القائد وإستشهاده وترجله عن صهوة الجواد الفلسطيني العربي الأصيل سارع منتقديه للتمسح بكوفيته بإعتباره القائد الوحيد لهذه القضية ولهذا الشعب.
نعم أبو عمار قائد تاريخي ولا يعوض ولا يمكن المساس بمكانته ولكن شعب فلسطين قادر دوما على أن يقدم نماذج في القيادة وإن كانت ستبقى خصوصية عرفات باقية فهو الرئيس الثائر والقائد والأب الحاني على شعبه وهو بطل الحرب والسلام حامل البندقية وغصن الزيتون وهو قائد ملحمة الصمود الأسطوري في بيروت وهو صانع الهوية الفلسطينية وواضع أسس الدولة الفلسطينية الحديثة.
الآن وبشكل متعمد وبهدف إضعاف الموقف السياسي الفلسطيني ها هي القصة تتكرر بشكل فج في ظل الإعلام الموجه وفي ظل المساحة المتاحة عبر وسائل التواصل الإجتماعي.
فما يحدث من تصاعد لحملات الكراهية والتحريض والتخوين وبشكل لافت هو مجرد محاولة لضرب الصمود الفلسطيني السياسي في رفض كل الشروط المجحفه بحق شعبنا وما يحدث من تحريض وتعبير عن كراهية هو محاولة بائسة لضرب وحدة المجتمع الفلسطيني ولتعزيز الإنقسام السياسي ليكون إنقسام جغرافي.
بل أن هناك محاولات لضرب مفهوم الوطنية الفلسطينية وضرب فكرة الدولة بالحديث عن عدم وجود فلسطين تاريخيا! وعدم عروبة فلسطين والقدس !!وغيره من كلام سخيف مردود عليه علميا وتاريخيا وآثاريا وهو كلام يهدف فقط لضرب هويتنا الممتده عبر التاريخ من اكثر من 5000 عام ويهدف هذا الكلام السخيف الى ضرب عمق علاقتنا بالعالم العربي والإسلامي.
إن هناك محاولات واضحه للإيقاع بين شعبنا وباقي الشعوب العربية بطريقة غير مسبوقة تهدف لعزلنا، ما نرفضه قطعا لأنه وبالنسبة لنا عروبتنا راسخه وعلاقتنا بالمكان ثابته ومطالبنا شرعية وحقه فنحن وكما قال الرئيس أبومازن "هذه بلادنا من أيام الكنعانيين". .
في فلسطين....
تعرض الرئيس السابق الى كل أشكال النقد والتشكيك وبقي حافظا للعهد وغادرنا وهو حافظا للعهد والمسيرة من بعده مستمرة والصمود مستمر.
في فلسطين ...
الرئيس فقط هو من يأتي بالإنتخاب محمولا على أكتاف أبناء شعبه معبرا عن أحلامهم مؤمنا بأهداف شعبه بالتحرر والحرية والسلام .
في فلسطين ...
الرئيس كمنصب هو أصعب المناصب القيادية وهناك من سيعارضه من باب المعارضة حتى ولو كان معه ومع ما يقـــول ولهذا في فلسطين على الرئيس أن يتحمل كل أشكال النقد والله المستعان.