الثلاثاء: 23/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

دولة غزة العظمى..

نشر بتاريخ: 19/03/2018 ( آخر تحديث: 19/03/2018 الساعة: 12:52 )

الكاتب: رامي مهداوي

في عام 1979 عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن على الرئيس المصري أنور السادات التنازل عن 70 كيلومترا داخل سيناء لغاية العريش لضمها لقطاع عزة؛ وبعيداً عن العاطفة والتمنيات في رؤية السيناريوهات القادمة، أجد بأننا ذاهبون إلى دولة غزة.
سيتم إقامة الدولة في قطاع غزة مع أجزاء من سيناء، وتقديم تسهيلات اقتصادية لتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين، لاسيما في القطاع، واستكمال ضم مستوطنات الضفة الغربية، التي تحوي تقريباً نصف مليون مستوطن للسيادة الإسرائيلية.
_أدعو الله بأن أكون مخطئ_ لكن هذا السيناريو الأسود ما نذهب له بمحض إرادتنا حتى لو رفضنا ذلك أمام وسائل الإعلام وخطب الجمعة وفي المؤتمرات والصالونات السياسية، لأن السياسة المستندة على الكلمات والشعارات لا تمؤسس لفعل مناهض لما يتم الإعداد له من قبل الصهيونية الأمريكية من خلال صفقة القرن وتنفيذ سياسة الأمر الواقع.
دولة في غزة وحكم ذاتي بالضفة، يهدف التوجه الأمريكي الى حكم ذاتي مسيطر عليه_ منقوص_ في الضفة الغربية، وإعلان دولة غزة من خلال الخطة التي رسمت عام 2005، حيث أن الانسحاب الإسرائيلي كان تمهيداً لما يطلق عليه دولة غزة، ولاشك أن سكان قطاع غزة بمساحته الأصلية لن يتمكنوا من العيش بسعادة ورفاه على قطعة أرض محدودة لا تسمح بالتطوير، ويستحيل بناء ميناء بحري بحجم معقول، سواء بسبب محدودية المساحة، أو لأن قرب هذا الميناء من إسرائيل، بالتالي تم وضع خطة لتوسيع قطاع غزة اتجاه سيناء لحل المشكلة الديمغرافية والتنموية، كل ذلك يترجم المقولة الإسرائيلية لمفهوم الدولة الفلسطينية " دولة قابلة للحياة".
المنطقة العربية والإسلامية مهيأة أكثر من أي وقت مضى لما تروج له الصهيونية الأمريكية، وأكبر دليل أن الإدارة الأمريكية تجرأت على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وتم تحديد موعد نقل سفارتها يوم نكبتنا، ضاربة بعرض الحائط كل الإتفاقيات الدولية والشرعية، مما جعل الإدارة الأمريكية الحالية عبارة عن وكيل حصري للصهيونية في تنفيذ مشاريعها الإستعمارية، وخير مثال مؤتمر ما يسمى "مانحي غزة" الذي دعا إليه البيت الأبيض، على الرغم أن ادارة ترامب أعلنت الحرب على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التي ترعى شؤون أكثر من ثلثي سكان القطاع، وتدعي في ذات الوقت أنها تهتم بإيجاد حلول للكارثة الإنسانية في غزة، وقد تسببت في تفاقمها!!
لكن ما هو الموقف الإسرائيلي الرسمي من دولة غزة كونها أهم لاعب في المعادلة؟ حاولت البحث وقراءة عدد من التقارير الإعلامية والأبحاث الصادرة من مراكز الدراسات؛ ووجدت إن إسرائيل لم تحدد موقفاً رسمياً من الدولة، وما يجري الحديث عنه هو فقط على المستوى الأمني من خلال مراكز الأبحاث وأجهزة الأمن من استخبارات وشاباك، لكن بالمجمل لا يوجد موقف محدد من مشروع دولة غزة، وهذا أقرأه بأن إسرائيل ليست معارضة للمشروع لكنها لن تفصح عنه مباشرة.
هذا ما سنشهده في السنوات القادمة وخصوصاً اذا ما تم إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس وزراء دولة الإحتلال نتنياهو. فالإثنان سيُكملان الهدف وهو القضاء على مشروع الدولة الفلسطينية على أراضي الـ 67 فتكون غزة هي الرقعة الوحيدة الممكن إقامة الدولة_القابلة للحياة_ عليها، وهي ليست بالضرورة أن تكون في ظل حكم حماس!!