الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

القضية والمقصلة؟!

نشر بتاريخ: 22/03/2018 ( آخر تحديث: 22/03/2018 الساعة: 15:01 )

الكاتب: وليد الهودلي

من الذكاء احيانا ان لا تقول شيئا خاصة اذا كانت الامور تتحدث عن نفسها واذا كاد المذنب ان يقول خذوني واذا كشف السياسيون اوراقهم واذا غابت الحكمة والعقل وأصبحت السفاهة عنوان المرحلة..
اتذكر حكاية عالم الدين والمحامي والفيزيائي عندما سيقوا للاعدام فتوقفت المقصلة على رقبة عالم الدين فقال الله انقذني وعندما توقفت على رقبة المحامي قال العدالة انقذتني وعندما توقفت على الفيزيائي الذي اكتشف الخلل فقال هناك عقدة في الحبل توقف المقصلة فحلوا العقدة فنزلت المقصلة على رقبته ومات شهيدا للكلمة ومصداقية المعرفة.
كل من يضع يده على الخلل الحقيقي ويشير الى عقدة الحبل تنزل عليه المقصلة .
كل من يكون صريحا في اية قضية ساخنة في المنطقة هناك من يفلتون الحبل فتنزل على رقبته المقصلة .
لو تكلمت القضية الفلسطينية اليوم وتحدثت عن العقدة لأنزل أصحابها على رقبتها المقصلة .
لو ذهبنا الى سياق القضية وتحدثنا عن المخاطر والضرورات وما يحضر لها من اعدائها، وما علينا فعله لا قوله حتى لا تنزل على رقبتها المقصلة، كان لا بد من ثورة على نفوسنا وعلى كل السياسة الفلسطينية في هذه المرحلة السوداء، نحن بتنا في الوادي ونزلنا عن جبل أحد. لم يعد هناك رماة يحمون ظهورنا، بينما اعداؤنا هناك في قمم الجبال يلتفون حولنا ويستعدون للانقضاض الاخير على ما تبقى من أنفاسنا. لقد أدخلنا قضيتنا حالة التيه السياسي وفقدنا البوصلة، لم يعد الحكيم حكيما ولا السفيه سفيها، ذهب الرعيل الاول بما ذهبوا به من حكمة وشهادة وجهاد وثورة وبقينا نحن كالايتام على موائد اللئام، نساق كالقطيع نخشى الجهاد في سبيل الله ونخاف لومة اللائمين ورمية الحاقدين ونرضى بالقليل من العمل والقول الذي لم يتجاوز الفتات.
نقف وجها لوجه امام هذا السؤال : الى أين قضيتنا هي ذاهبة ؟؟ ومن يقف معها او خلفها ويحاول دفعها وتحريكها الى الامام ولو قيد أنملة ؟ هل نتحدث وفق سنن وقواعد التحرير المعروفة لكل تجربة شعب واجه الاحتلال ؟ درسنا التجربة الفيتنامية وتجربة كل الشعوب التي سيطرت عليها قوى استعمارية تفوقها بالقوة اضعافا مضاعفة .. خضنا التجربة والحروب الطاحنة في لبنان وغزة وما زالت ، خاضت شعوبنا العربية الاستعمار البريطاني والفرنسي والايطالي .. خاض تاريخ شعوبا الحروب الصليبية والتترية ، تاريخنا القديم والحديث حافل بالتجارب والسؤال كيف كانت المواجهه وكيف كان الاشتباك مع المحتل .. التجارب كلها متشابهة الى حد ما وطريق الخلاص واحدة، المقصلة واحدة ولا تحتاج الى من يجهر بالقول فيشير الى العقدة ولا الى الذي يتواكل فيعتمد على مبدأ النجاة بروحه ولو هلك الاخرون..
نحتاج الى من يطرح سبل الانقاذ والنجاة من هذا المستعمر، الى من يرفع عن رقبة القضية المقصلة، هذا الحلف الامريكي الصهيوني وهذا التحضير لصفقة توقع المنطقة بأسرها في وحلهم هو المقصلة.. ان من يرى المقصلة والقضية لا يفكر بغيرهما.. كل قول او فعل لا يضرب على يد من يمسك بالمقصلة ما هو الا هراء او هباء منثورا او تغريد خارج سرب القضية..