الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

في الحرب الباردة يموت الفقراء نيابة عن الأقوياء .. عن أي طرف سنموت؟

نشر بتاريخ: 28/03/2018 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:05 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

بدأ المحللون يستخدمون مصطلح الحرب الباردة ، في إشارة لما يحدث في العالم بعد سيطرة ترامب والحركة الصهيونية على البيت الأبيض. ومصطلح الحرب الباردة يستخدم منذ القرن الماضي حين توقفت مدافع الدول العظمى عن دك عواصم بعضها البعض . وبدأ كل طرف قوي يستخدام وكلاء له في كل منطقة هنا او هناك  لإشغال الطرف الاّخر ، والمقصود أمريكا وروسيا . وفي هذه الحرب التي يقتل فيها الوكلاء من هذا الطرف وكلاء الطرف الاّخر يطلق عليها المحللون الغربيون  الحرب باردة . امّا الحروب التي يقتل فيها أبناء وجنود الدول الغنية والكبرى فلا تعتبر حربا باردة وأنما يطلقون عليها حربا عالمية  تهدد للامن الكوني وبقاء الجنس البشري .
بعد قيام أمريكا بتحريض بريطانيا على تسخين ملف إغتيال جاسوس روسي في لندن قبل سنوات طويلة ، وبعد إنصياع بريطانيا " العظمة " لأوامر ترامب . بدأت دول أوروبية وحليفة لأمريكا بطرد السفراء الروس . فردت روسيا بتهديد غير مسبوق ستبدأ بتنفيذه . وبعدها على الفور فرض ترامب ضرائب باهظة على البضائع الصينية ، فردت الصين باعتماد اليوان الصيني في بورصة البترول بدل الدولار ما يعتبر أقوى ضربة تحت الحزام للدولار " الأزعر " الذي يختال في أسواق العالم .

وهذا العام بدأ ترامب بغزو سوريا عسكريا ، لفرض وجود امريكي صهيوني على حدود الاردن والجولان ردا على التواجد الروسي والايراني في الشام . وبعد أن فشل ترامب في تشغيل المنظمات المتطرفة في العراق وسوريا وليبيا لعشر سنوات أخرى ، إنتقل الان للخطة ب وهي الإدعاء بأنه هو الذي طرد داعش !!! وفي نفس الوقت يهدد بالغاء اتفاقية النووي مع ايران في شهر أيار القادم بالتزامن مع نقل السفارة الامريكية الى القدس .
ولو أضفنا الى ساحات القدس ورام الله ولبنان وغزة وسوريا والعراق وليبيا ، لو أضفنا ساحات إيران واليمن وكوريا وروسيا وتركيا والصين . فلا ننسى تهديد ترامب بالانسحاب من حلف الناتو وتهديداته للمكسيك ..
نحن نتحدث عن حرب كونية باردة فعلا ، ستستمر لجيل كامل على الأقل . أو لثلاثين سنة قادمة . وهذه الحرب لن تكون بين جنود أمريكا وروسيا والصين واوروبا ، وانما ستبحث كل دولة عظمى عن وكلاء لها ليموتوا عوضا عنها .
ما يهمني هنا هو السؤال المصيري : نحن العرب . نيابة عن أي طرف قررنا أن نموت في الحرب القادمة ؟؟
وفي فلسطين .. هل هناك من يريد  أن يموت نيابة عن أية دولة عظمى قادمة ؟
والاهم : هل السؤال إختياري ؟