السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

رسالة الشعب من غزة قد وصلت

نشر بتاريخ: 06/04/2018 ( آخر تحديث: 06/04/2018 الساعة: 10:26 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

بداية الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للاسرى والصبر لامهات وذوي الشهداء والجرحى، انها الالام التي لا تقدر بثمن وهي تقاس بمفهوم مقاومة المحتل والفداء لاجل التراب والارض وهو ليس من ابتداعنا نحن بل هو شريعة على مدار التاريخ، فالشر والخير وجدا في الحياة على هذه الارض يتنازعان كل المواقف، واحتلال الصهاينة لارضنا هو الشر بعينه والخير فينا ان شاء الله دائما حتى تحرير فلسطينية وعاصمتها القدس كل القدس.
لقد كتب في الايام الماضية الكثير ولكن كيف يدرك من لا يقرا او يفهم حول الموضوع؟ وخروج الجماهير الشعبية بهذا الشكل في اول جمعة من سلسلة ايام وجمع واشهر وسنين اعطت انطباع واضح لمن يريد ان يعقل ويفهم، وبغض النظر عن كيفية النظر اليها من كثير من الاقطاب السياسية الداخلية والخارجية في ظل هذا النزاع والانقسام والقتل من المحتلين الصهاينة، فاننا نمجد مجهود شعبنا اينما وجد واينما خرج وبالكيفية التي خرج فيها لمقارعة المحتل من جديد.
في دولة الاحتلال اعدوا العدة وادركوا المصاب الذي حل بهم، عندما اوصلهم ترامب الى قمة حلم اليقظة بمنحهم القدس والترويج لمشروع اقتصادي كان قد طرحه شارون فيما سبق، واليوم جاء ترامب ليباركه ويعطي اليهود كل ما يريدون ولكن خروج شعبنا البطل اربكهم وجعلهم يفكرون الف مرة، واليوم هناك معادلتان لن يمحوهما التاريخ وسيسير بهما الزمان حيث نهاية مشرفة لشعبنا، الاولى وهي ان كل مشاريع التسوية قد طويت بلا رجعة بتوقيع شعبنا وشهدائنا، والثانية على القيادة في كل مراكز القرار الفلسطيني ان تعي انها لن تنجوا الا بارادة شعبها، وان الشعب الفلسطيني مصمم على انهاء الاحتلال وتجاوز كل المؤامرات وان نقاط الاتفاق للجمع الفلسطيني واردة وبقوة ولا غالب لها.
وفي مراكز القرار العالمي قد خرجوا ليدرؤوا عن اسرائيل الوبال الذي سيحل بها نتيجة صمود شعبنا وتصميمه على الخلاص من الاحتلال، فهم حتى الان لم يفهموا كيف نحن كشعب فلسطيني نفكر، ففي اعقاب انتخابات المجلس التشريعي 2006، كانت هناك رسالة واضحة لكيفية التعامل مع القضايا الوطنية ولكن لم يتعبوا انفسهم لكي يفكروا خارج صناديق اجهزة مخابراتهم، وبالتالي ظلوا على عماهم، فهروب مستوطني غلاف غزة سيتكرر ولن يجرؤ الاحتلال على الصمود اكثر لان في العادة اسرائيل تقوم على الهجوم والتوسع ومنذ سنوات وبفعل الصمود في غزة صارت اسرائيل تنكمش وهو سيكون مصيرها النهائي مع مرور الايام.
ودائما الشعب الفلسطيني يفرض وجهته ورؤيته على الجميع لان حركة الشعوب اقوى من الدول نفسها والحق دائما ينتصر، وبعيدا عن الرسال التي وصلت الى الخارج والاحتلال، على الجموع الفلسطيني ان يفهم الرسالة وخاصة القيادة بان الشعب الفلسطيني بدا يقود نفسه، في ظل التجاوزات التي تحصل والتغييب الذي اصطنعه الكثير ضد شعبنا، فقد حان الان لاعادة تشكيل القوى الفلسطيني بما يتناسب مع تطلعات وطموح شعبنا الفلسطيني.
فهم اي في الخارج لن يفهموا كيف اننا نعشق فلسطين ونحب ترابها وانها مصير وموت ولكن الاولى نصر ونصر ونصر، فمن فهم الموقف عليه بالمبادرة ومن فهمه او لم يفهمه ولن يعمل شيئا عليه الاستعداد بما لا يرضيه، اننا نسعى لان نكون شعبا حر وطموح في تربية الاجيال واسعادهم وليس القتل او الدمار او العبث بمقدرات الاخرين، هكذا علمنا القران ونبينا الكريم.