الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

المستعربون السيبريون قادمون.. احسنوا الاستخدام

نشر بتاريخ: 13/04/2018 ( آخر تحديث: 13/04/2018 الساعة: 09:25 )

الكاتب: د. ياسر عبد الله

لم يعد عمل الوحدات الخاصة لجيش الاحتلال يقتصر فقط على مهاجمة الشباب في المسيرات والمظاهرات بل تعد ذلك بكثير في عصر اصبحت فيه مواقع التواصل الاجتماعي جزءا من حياة الشباب ووسيلة للمقاومة ضد الاحتلال بكافة اشكالها؛ المناصرة، فضح جرائم جيش الاحتلال، التضامن، التواصل، الامر الذي جعل من جيش الاحتلال ان يفكر كيف يجابه كل ذلك ويعمل على احباط نشاط الشباب الفلسطيني على تلك المواقع والموقع الاكثر شعبية بين اوساط الشباب هو موقع فيس بوك وانستغرام اضافة الى واتس اب.
وحدة التجسس الالكتروني المسماة "الوحدة 8200" والتي تتخذ من ارض النقب الفلسطينية مقراً لها تعمل على استقطاب العقول من الشباب الصهيوني ومنذ سن العاشرة بعد مراقبة تحصيلهم العملي وميولهم نحو التكنولوجيا، تقوم بتدريبهم ومتابعتهم حتى بلوغ سن التجنيد حيث يتم تحويلهم الى معاهد خاص ومتخصصة من اجل تمكينهم من التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي بحرفية عالية، وهي لم تعد وحدة بالمفهوم العسكري بلا تجاوزت ذلك حيث اصبح يطلع عليها "اللواء الالكتروني" التابع لجيش العدو.
وتنحصر مهمة تلك الوحدة في السيطرة على استخدام الشباب الفلسطيني لتلك المواقع من خلال متايعة مواقع النشطاء من الحركة الوطنية، مستخدمة اليات ثلاث: المراقبة دون تدخل في حساب الهدف، المراقبة مع اختراق حساب الهدف، الفلترة للمنشورات من خلال سيرفرات متخصصة تتعامل مع مصطلحات وطنية ونضالية يستخدمها الشباب ومن ثم معرفة اولئك المستخدمين ومتابعتهم ومن ثم اعتقالهم ومحاكمتهم وفق القانون الذي تم اقراره في الكنيست والذي ينص: "محاكمة كل من يحرض ضد دولة – اسرائيل- من الشباب العرب" ويعتمد القانون ثلاثة اسس للمحاكمة هي : طبيعة المادة المعروضة على المنشورات ، كثافة المنشورات ، عدد الاعجابات والمشاهدات وتعليقات على كل منشور .
وتستخدم الوحدة ذاتها آليات من اجل تضليل الشباب من خلال مواقع مشبوه يتم انشاؤه للايقاع بالشباب النشطاء وكذلك آليات للاسقاط الامني من خلال استغلال العلاقات السهلة على تلك المواقع والدفع بمجندات ومجندين في الوحدة يتحدثوا العربية بطلاقة وتكليفهم باقامة علاقات مع الجنسين ومن ثم تنتهي القصة بالابتزاز لكل من تسول له نفسه العبث بسمعته واخلاقه ويتماشي مع اولئك وبالتالي ينتهي به المطاف في احضان المخابرات الصهيونية.
الاخطر هو استخدام وحدة المستعربين الالكترونية والتي تتابع النشطاء عبر مواقع التواصل وتراقب اماكن تجمعهم في نقاط التماس وبالتالي الدفع بوحدات مستعربين على ارض الميدان واعتقال وتصفية النشطاء وهذا هو الاخطر في ظل عشوائية الاستخدام لتلك المواقع من قبل الشباب؛ اقامة علاقات مع اشخاص مجهولين الهوية – اغراء جنسي، شخصيات وطنية وهمية، رجال دين – وعدم التحقق من شخصية هؤلاء والذين هم بالاصل ضباط مخابرات في الوحدة 8200.
تلك الوحدة لا تعتمد اسلوبا محددا بل تتماشي مع التغيرات في استخدام الشباب لتلك المواقع وتتعامل معها وهي تتابع كل القطاعات : الشباب ، السياسيين ، طلاب الجامعات ، رجال الدين ، ربات البيوت ، الشخصيات الوطنية ووفق احتياجات المخابرات الصهيونية وهي من اكثر وحدات الجيش تخصصية ومهنية واحترافية في العمل والاداء والاخطر على المجتمع الفلسطيني وعلى العمل الوطني والنضالي .
يبقى ان نبحث في الحلول لمجابهة تلك الوحدة ونشاطها من خلال مؤسسات التنشئة الاجتماعية في المجتمع الفلسطنيي؛ الاسرة، المدارس، الجامعات، اماكن العبادة، وسائل الاعلام المقروءة والمرئية والمسموعة، الاندية ومؤسسات المجتمع المدني، والتي يتوجب عليها ان تقوم بالتوعية للشباب بتلك المخاطر ليس من خلال تحريم الاستخدام او منع الابناء بل من خلال تعلم الاستخدام الايجابي والامن لتلك المواقع وهذا يتطلب من الجميع العمل على ذلك دون تململ او تباطيء لأن التاخر في توعية الشباب يعني استمرار عمل الوحدة الصهيونية بنشاطها ونجاحها في الايقاع في الكثير من الشباب، فالمستعربون السيبريون قادمون الى مواقعكم لكشف اسراركم والعبث في خصوصياتكم والايقاع بابناءكم.