الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

أيها السياسيون لطفا باهل غزة

نشر بتاريخ: 13/04/2018 ( آخر تحديث: 13/04/2018 الساعة: 17:49 )

الكاتب: ماجد سعيد


غريبة هي غزة في عنفوانها٬ شاهدنا الحشد الكبير الذي خرج في مسيرة الجمعة الاولى٬ كانوا يَعُدون بعشرات الالاف٬ قلنا ربما هو الاندفاع او السجن الذي هم فيه٬ وهي جمعة وينتهي الامر.
جاءت الجمعة الثانية وكانت الاعداد كبيرة أيضا والهمة عالية٬ عائلات بأكملها بكبارها وصغارها ورجالها ونسائها حضرت٬ وكأنها ذاهبة في نزهة يوم العطلة الأسبوعية٬ احضروا معهم ما طهوه في منازلهم٬ فيما اخرون فقد وضعوا اللمسات الأخيرة على طبق الغداء في مخيم العودة الوليد.
الابتكارات البدائية للفتية المشاركين في المسيرة لم تتوقف٬ كان طفل البصل في الجمعة الاولى وفي اخرى طفل الكمامة٬ هذا الطفل لبس على وجهه عبوة بلاستيكية مقطوعة بشكل طولي وفي اسفلها عبوةُ مشروبات غازية معدنية ووضع فيها الطفل عند نقطة جمع العبوتين القطن وثبتها على وجهه بحبل بعد ان خرمها من الجانبين لتصبح مثل الكمامة تقيه من غاز المحتلين.
ربما تراهن إسرائيل على انهم لن يستمروا الى الموعد الذي حددوه وهو الخامس عشر من أيار المقبل يوم نكبتنا٬ وانهم سيملْون ويرحلون٬ لكن المتتبع لحال أهل غزة سيعرف ان هذا الرهان خاسر.
لا اذكر ان مسيرة او مهرجانا نظمه فصيل ما في غزة وتم التحضير له بشكل جيد الا وأمَّه الالاف وعشرات الالاف٬ على عكس الضفة الغربية التي تحتاج الى ان تبذل جهدا كبيرا لجمع الحشود فيها لفعالية او مهرجان سوى من بعض المناسبات الكبيرة٬ فهل هم وطنيون أكثر منا ام اننا فقدنا الامل في غد أفضل؟
لا أدرى ان كان كل ذلك ايمانا بالفصيل والتزاما بالانتماء له وتنفيذا لتوجهاته؟ ام لان السجين يظل دائم البحث عن أمل الحرية؟
تراهم يندفعون نحو الموت على حدود غزة٬ لكنهم بالتأكيد لا يريدون الانتحار٬ هناك ما يحركهم٬ هواجسُهم واحلامهم بالخروج من سجنهم السياسي قبل الجغرافي ربما يكون وراء ذلك.
في المعادلة السياسية كل عمل جماهيري يجب ان يقابله حصاد سياسي٬ فعن ماذا يبحثون؟ وايَ حصاد ينتظرون؟
ماذا يمكن ان نتوقع ممن يعيشون بؤس اهواء البشر؟ هل نتوقعُ منهم ان يطأطئوا رؤوسهم ويقبلوا بواقعهم؟
غضب اهل غزة ليس على المحتل فحسب٬ وان كان انفجارهم في وجهه٬ غضبهم على من اوصلوهم الى حالة اليأس٬ على السياسيين في هذا البلد٬ لذلك نقول ان اهل غزة لا يستحقون منا الا الأفضل.