الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الامن القومي العربي من بوابة فلسطين

نشر بتاريخ: 16/04/2018 ( آخر تحديث: 16/04/2018 الساعة: 17:48 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

بتقليب المحطات التلفزيونية العربية يوم امس، تبين لي انه كان هناك قمة عربية في الظهران في السعودية، وهي ما تناولتها وسائل الاعلام العربي وغيرها، وقد وصلنا على رسائل الجهاز الخلوي انه دار الحديث عن الامن القومي العربي، ولكن ما هو الامن القومي العربي وهل هناك معايير محددة او ثوابت مؤكدة او حركات متطورة او مفاهيم متغيرة او دلائل على المخاطر او الثبوت فيها، او هل هناك معالجة، وكيف ننظر له فلسطينيا؟
المؤكد من خلال السنوات الطويلة ان الامن العربي في مخاطر كبيرة منذ احتلال فلسطين وحتى اليوم ومن قبلها كذلك ايام الحربين العالمية الاولة والثانية، ولا اذكر انه حصل انسجام عربي متكامل من شأنه ان يحمي الامن القومي العربي وقد حصلت محاولات محدودة ايام عبد الناصر والتقت فيها سوريا مع مصر ولكن بعدها لم يوجد نظام موحد يحمي الامن العربي.
ان خير من يحمي الامن القومي العربي هو ان يكون هناك كلمة في نظام الحكم العربي للشعوب العربية وان يتم توحيد الصفوف العربية على ثوابت عربية واحدة، وهي ان وجدت ستوجد في منظومة عربية متكاملة، يمكن بداها اولا في الاقتصاد العربي المتكامل وان يتم توحيد الجهود في عملية استقطاب مدروسة لاصدقاء العرب التي يمكن الاجتماع معهم في بعض الاساسيات ومنها الدينية او اللغة او الحاجة الى تطوير الذات.
فحديث الجامعة العربية لو بشعارات براقة عن الامن القومي العربي، كان في محله ان استطعنا خلق توليفة تضم الشرخ العربي في انسجام قادر على ارسال رسالة امن واستقرار للشعوب العربية المهجرة والتي تركت اوطانها بفعل الحروب التي لا داعي لها مثل ما يجري في اليمن وسوريا وليبيا وان يفرض على الفلسطينيين صيغة توحيد متكاملة لانهاء الانقسام وخلق حالة من الهدوء النسبي المتكامل بلا عوارض او اشارات كاذبة من اعداء الامن القومي العربي.
فقضية فلسطين وانسهار بوقتها الواحدة وتشرذمها في ظل الانقسام ستؤدي الى خلل في قومنا العربي، وان الفلسطينيين قبل مطالبتهم بامن عربي قادر عليهم ان يبحثوا عن الامن الفلسطيني القادر على اثبات ذاتية الموقف وصموده وان يتفقوا على برنامج وطني موحد لا غبار عليه، والا سنبقى رهان كل الاعداء في ابقاء الفرقة وعدم التوحد.
فالامن القومي لا يجب ان تفرضه سياسات الاجهزة الامنية في كل دولة وانما من يفرض الامن القومي للدولة هو ارادة شعبها ووحدته وحريته في اختيار حاكميه وادارة ملفاته بحرفية عالية وذات صدق وثقة لدى المواطنين، فكيف يمكن البحث عن امن دولة فوق جثث ابناءها او ان يبحث عن استقرار في ظل تجويع شعب.