الثلاثاء: 19/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الخروج من غزة.. هكذا يبدو المشهد

نشر بتاريخ: 20/04/2018 ( آخر تحديث: 20/04/2018 الساعة: 13:41 )
الخروج من غزة.. هكذا يبدو المشهد
غزة-خاص معا- الى حد ما يشبه السفر من قطاع غزة الى القاهرة الوجهة الوحيدة للفلسطينيين الى العالم الخارجي أشبه بالرحلة الى منتصف الكرة الأرضية، تلك القصة الخيالية التي قرأناها في الكتب، ولكن الحقيقة تقول أن الرحلة الى القاهرة من قطاع غزة باتت تستغرق أكثر من 72 ساعة يتخللها الكثير من التفاصيل التي تشبه العذاب فتتحول أي رحلة يقدم عليها الفلسطينيون الى ما يسمى "المرمطة" و"الذل" كما وصفها من خرج من غزة.
يسرا خلف استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي لنشر صورها في كل محطة كانت تصلها بدءا من الخروج العظيم الى الوصول الأعظم فأخر محطة كانت لها في الأردن بعد معاناة سفر استغرقت ثلاثة أيام بالتمام والكمال من صالة أبو يوسف النجار في يوم خميس مرورا بمعبر رفح والحواجز المصرية وصولا الى القاهرة يوم السبت الماضي.
معا سألت يسرا وهي شابة ثلاثينية ما الذي دفعها لتحمل كل هذه المشقة وعناء السفر فتقول ببساطة:"أنا صحلي اطلع واشم نفسي برا السجن إلي عشناه ما حقول لأ" دون أن تعلم إن كانت ستعود الى غزة مجددا بعد هذه المعاناة مؤكدة أن لو الظروف ساعدتها للهجرة فلن تعود مجددا الى الحياة المعدومة في قطاع غزة.
تضيف يسرا وهي الفرحة بالخروج من سجن غزة:"أنا مثل كل الناس بطمح أسافر وأشوف دنيا غير حياتنا المعدومة.. أنا حرة بتنفس".
أما عن رحلتها فقد أدرج اسمها في كشف اليوم الأول لفتح المعبر في الحافلة الثامنة التي وصلت الى الجانب المصري في الحادية عشر ليلا حيث كانت تقل حوالي 100 مسافر فاضطروا للنوم داخل الصالة المصرية بانتظار ختم الجوازات ووصول الحافلات التي ستقلهم من الجانب المصري الى "كوبري" جسر السلام.
وفي وصفها للمشهد داخل الصالة المصرية قالت:"مافي وسع لأي شي،حمامات بتقرف، قلق وخوف ما ينختم جوازك، تعب وما فيكي ترتاحي لا بقعدة ولا بوقفه".
تحركت الحافلات الساعة الساسة مساء من المعبر المصري في ظل إجراءات أمنية مشددة ولنا أن نتخيل كيف يكون المسافر محبوسا في مقعد الحافلة لمدة أربع وعشرين ساعة كما تقول يسرا.
ذات المشهد تكرر مع نسرين الرزاينة التي خرجت من غزة في اليوم الأول لفتح المعبر واستغرق معها الوصول الى بيروت حيث تعمل ذات المدة ثلاثة أيام والفرق بين القصتين أن الرزاينة لجأت الى دفع 3000 دولار حتى تضمن خروجها "العظيم" من قطاع غزة.
أكثر المشاهد صعوبة كانت للرزاينة رؤيتها لاندفاع العشرات أو المئات من المواطنين لركوب الحافلات التي تصل الى الجانب المصري تقول:"أكثر مشهد صعب عشته كان يوم الجمعة الفجر وقت نادى الضابط المصري الجميع يتوجه للباصات .. كانت الناس بتدفش ببعض وصدقا ما قدرت ألاقي مكان بالتسع باصات الموجودين عالبوابة"
اضطرت الرزاينة لترك أمها وأهلها في قطاع غزة حتى لا تنتهي إقامتها في بيروت فهل ستعود لها مجددا بعد هذه المعاناة:"غزة مثل الساحرة فيها شي غريب قد ما تعذبتي فيها بتحنيلها".