الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجبهة الشعبية صمام الامان

نشر بتاريخ: 25/04/2018 ( آخر تحديث: 25/04/2018 الساعة: 18:34 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري

تتداول وسائل الاعلام اخبارا نتمنى ان لا تكون صحيحه عن محاولات البعض لخلق بدائل لمنظمة التحرير بشكل معلن في هذه الايام بعد ان كان هذا الامر يتم في الخفاء وفي دعوات صلوات الجمعه وذلك بذريعة تحدي قرار انعقاد المجلس الوطني في نهاية هذا الشهر في ظل غياب اجماع فلسطيني على صحة زمان ومكان او الضرورة لهذا الانعقاد. هؤلاء البعض لا بد وانهم رأو في عدم الاجماع هذا ضالتهم لممارسة ضلالهم حيث انهم وعلى عكس الجبهه الشعبيه غير معنيين حقيقة لا بالزمان ولا بالمكان حتى لو انعقد المجلس في غزه وانما خدمة لعشقهم في التربع على كرسي الزعامه الفلسطيينه، كما هي الرغبه ايضا في اعادة الاعتبار لهويتهم الحزبيه بعد ان نال القاصي والداني سلبا من حزب هذه الجماعه وكل من ينضوي تحته ولاسباب اختلفت من مكان لمكان او بالاحرى من دوله لاخرى . اما ما يعنينا في فلسطين هو فشل ذريع لاحدى عشرة سنه من الحكم في غزه اوصل غزه لحافة الهاويه.
كما غيري وهم كُثر كنت وما زلت اتمنى ان يكون المجلس الوطني وانعقاده في وقت التحدي الاكبر الذي نعيشه الان ، مجلسا جامعا للكل الوطني والاسلامي الفلسطيني وتحديدا بمشاركة حركة حماس كبادرة حسن نيه منها بانضمامها للبيت الوطني ممثلا بمنظمة التحرير وترجمة لاقوال بعض قيادييها الى افعال في انهم يسيرون على نهج الراحل الشهيد عرفات . ولكن وكما يقول المثل الشعبي الطبع غالب في اخواننا الحمساويين اذ ما زالت ذاكرتنا حيه وهم الذين رفضوا (قيادة حماس) الانضمام لمنظمة التحرير عندما عرض عليهم الشهيد الراحل عرفات ذلك ومنذ انطلاقتهم التي كانت وما زالت انطلاقه من اجل ان تكون بديلا اسلاميا حزبيا عن منظمة التحرير وليس فصيلا اسلاميا داعما لها .
وفي هذا السياق اود ان استحضر ذاكرة الناس في فلسطين كوني اجد حرجا اخلاقيا ووطنيا للغوص في سرد وتحليل ممارسات حماس على مدار سنينها والتي وقفت حائلا امام تحقيق اي انتصار ممكن على عدو وجد نفسه مُكرَها للسير في طريق يعتقد ان نهايتها تهدد وجوده الا وهي طريق السلام . لم يعد خفيا على احد ان الهدف الاستراتيجي لحماس هو انهاء منظمة التحرير كون فتح عمودها الفقري لاعتقاد حماس بقدرتها على السيطره على بقية الفصائل وبالتالي لم يعد ممكنا الوثوق بكل ما نسمعه من تصريحات على لسان اي من قيادات حماس بخصوص حرصهم على تطوير وتفعيل منظمة التحرير.
محطات كثيره مر بها الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ومنذ ما قبل قيام اسرائيل الا ان محطة فأصلة(انضمام الفصائل) منظمة التحرير في اواخر ستينات القرن الماضي كانت هي الاكثر جدوى وصلابه نحو تحقيق حلم الدوله والعوده وذلك بسبب بلوغ الفلسطيني سن الرشد ولم يعد يقبل بالوصايه من اي كان . الامر الذي تكالب بسببه البعض من اجل شق منظمة التحرير بعد ان اصبحت هويه وطنيه للشعب الفلسطيني الذي لم يعد بالامكان شطبه لا من التاريخ ولا من الجغرافيا . ( قال الاخ الشهيد ابو اياد هناك من تعهد بدفع مائتين مليون دولار من اجل ذلك ،في حينه مبلغ ضخم جدا)
ما يحدث في هذه الايام يذكرنا بتلك المحاولات اليائسه التي اعتقدنا انها تحطمت على صخرة الصمود الفلسطيني وذهبت الى غير رجعه وذلك بعد ان تم الاعتراف بوحدانية وشرعية تمثيل منظمة التحرير للشعب الفلسطيني من كل دول العالم دون استثناء و منحها صفة دوله في عام 2012 في المنظمه الامميه وعضوية في معظم وكالاتها وبروتوكولاتها.
اعتمادا على كل ما ذكر فان اية محاوله لخلق بديل او مواز لمنظمة التحرير او حتى شقها ومن اي كان حماس او غيرها هو شروع في جريمه أخلاقيه ووطنيه بحق فلسطين شعبا وشهداء واسرى وجرحى، لكون هكذا محاوله ستخدم فرصة تحقيق حلم صهيوني يعود لليوم الاول الذي ترأس فيه الراحل عرفات لهذه المنظمه .
عقد المجلس الوطني في جلسه عاديه و بعد اكثر من عقدين من اجل تجديد الشرعيه له ولما ينبثق عنه لا محاله هو استحقاق قانوني ووطني ودولي وسيضفي مصداقيه اكثر على هذه المؤسسه التشريعيه الفلسطينيه بعد ان تم تغييب المجلس التشريعي الذي لم يعاد انتخابه منذ بداية سنة 2006 وبالقطع لنفس الاسباب المذكوره انفا وبحجج لم تعد تنطلي على احد في محاولات يائسه من اجل البقاء في الحكم باي ثمن.
محاولة خلق البديل لمنظمة التحريرمحاوله بكل تاكيد غير وطنيه وكما اسلفت جاءت استغلالا لوجود اصوات وطنيه بامتياز تطالب بتاجيل او تغيير مكان عقد المجلس منها الجبهه الشعبيه الفصيل الثاني في منظمة التحرير التي لا شك في انها بقيت حريصه طوال سنوات نضالها على ان تكون صمام امان لمنع تدمير او شق منظمة التحرير لا بايدي فلسطينيه ولا بغيرها ولسنا هنا بصدد سرد هذه المواقف الجبهويه الوطنيه والمسؤوله المثمنه من كل الشعب الفلسطيني. يكفي ان نُذَكِر بالدور الحكيم والوطني الذي لعبه حكيم الثوره المعاصره الراحل الشهيد الدكتور جورج حبش في مجلس الجزائر عام 1988 الذي أطلق عقلاء القوم في حينه على ذلك المجلس اسم هذا الزعيم وطبعا لا غرابه في ذلك وهو الطبيب والثائرالقومي والوطني، ما يجعلنا جميعا في هذا الوقت نفتقد لحكمته. هذه المواقف التي عودتناعليها الجبهه الشعبيه تضعها وطنيا فوق الشبهات سواء حضرت او لم تحضر الا انني كغيري من الذين واكبوا الثوره منذ الطلقه الاولى نشعر بان الحكيم لو كان موجودا الان لكان له موقفا اكثر ايجابيه كأن تحضر الجبهه الشعبيه جلسات المجلس الوطني حفاظا على تماسك ووحدة منظمة التحرير ولها ان تعترض وتتحفظ او توافق على ما تريد بدأ من المكان وانتهاء بالقرارات لتبقى كما عهدناها صمام الامان .
ان ما حققته منظمة التحرير وبفضل كل الفصائل المنضويه تحت لوائها من انجاز وقيمه سياسيه واخلاقيه على الصعيدين الدولي والعربي كممثل شرعي ووحيد لشعب يحارب بذكاءه و وابداعه و ذاكرته مدعما بشرعية اخلاقيه وشرعيه دوليه لا بد وان يكون حافزا للجبهه الشعبيه وبقية فصائل منظمة التحرير في هذا الوقت للوقوف حائلا امام كل من بُلِيَ بِقصر نظر سياسي من الذين افترضو في انفسهم عنتر هذا الزمان، هذه دعوه ليست من اجل عيون بشر ولكن من اجل عيون فلسطين.