الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

سبعون عاما على النكبة والحسّابة بتحسب

نشر بتاريخ: 13/05/2018 ( آخر تحديث: 13/05/2018 الساعة: 15:39 )

الكاتب: السفير عبد الناصر ابو عطا

لم أعاصر النكبة ولن أعش الرحيل الاول، ولدت عام 66، فأنا لست من الجيل الذي تشرد في بقاع الارض وذاق كل المرارات وعناء النوم والمسكن وهم الاب الغلبان الذي لم يفكر الا في خيمة لاسرته على أمل العودة، ذكرى مرة وأليمة وصعبة لمن عاصرها، وكل ذلك سببه هو أن يأتي يهودي من أوروبا ليحل محل عربي فلسطيني صاحب الارض والبيت والبيارة.
سمعت من جدتي التي عاصرتها قبل وفاتها عندما كانت تحدثني عن يافا حيث كان جدي يقيم ويعمل في سكة الحديد هناك، سمعت ما جعلني اشعر بالقهر والكراهية على محتل لم يكتف بيافا وحيفا واللد والرمله وقولة وبيت نبالا، بل امتد لينهب الضفة والقدس اما مرأى ومسمع العالم وهيئات العالم ومحاكم العالم الدولية.
اي عدالة هذه؟ وأي عالم هذا الذي قبل ويقبل ولا زال يدعم ويساند هذا الاحتلال الذي ظلم الاجداد والابناء والاحفاد والعملية الظالمة مستمرة حتى اليوم.
سبعون عاما على النكبة، واربعة وخمسون عاما على تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، واحدى وخمسون عاما على النكسة، واحدى وثلاثون عاما على قيام الانتفاضة المباركة والمجيدة، وسبعة وعشرون عاما على مفاوضات مدريد، وخمسة وعشرون على مفاوضات اوسلو، واربعة وعشرون عاما على قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، واحدى عشر عاما على الانقسام الاسود الفلسطيني الفلسطيني والذي ولد القهر والبغضاء والشتات السياسي، واليوم ننتظر ساعات نقل السفارة الامريكية وبعدها سفارة غواتيمالا وهندوراس وربما غيرها.
فهل من متعظ؟
متى تصحوا الفصائل الوطنية والاسلامية والتي ترفع شعار الوطن اولا ومنها من يرفع شعار لا اله الا الله محمد رسول الله، ولكن للاسف الشديد لم يصل للمواطن الغلبان والمشرد في مخيمات الشتات الا الويلات الجديدة والمتجددة.
الم يحن الوقت لنراجع انفسانا ؟ الم يحن الوقت لنتذكر الالاف من الشهداء والالاف من الاسرى ومنهم القيادات ؟ .
الم يحن الوقت لنحاسب انفسنا قبل أن نحاسب من الله يوم لقائه القريب والذي يظن الكثير منا انه بعيد ؟
الم يحن الوقت لنحاسب الفاسدين ؟ الم يحن الوقت لنقول للبعض من الوزراء والمسؤولين كفى تصريحات غير واقعية وصحيحة ؟
أتنمى على الله ان يحن الوقت اليوم قبل غدا ولا نستمر في عد السنوات.
أتمنى على الله ان لا يأتي يوما على ابنائنا واحفادنا ليقول ويكتبوا
( مئتنان عام على النكبة ولا زلنا بلا حرية ..... )
أوصيكم بالوحدة قبل ان نصبح منكوبين لابد ..............................