الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

شهر رمضان والاسرى الشهداء وبلدتي دير ابومشعل

نشر بتاريخ: 26/05/2018 ( آخر تحديث: 26/05/2018 الساعة: 11:06 )

الكاتب: السفير عبد الناصر ابو عطا

في شهر رمضان المبارك تصادف ذكرى مؤلمة حلت ببلدة دير ابومشعل حيث كان تاريخ السادس عشر من حزيران وفي أواخر شهر رمضان وقبل الافطار بلحظات ، ارتقى ثلاثة من خيرة شباب بلدتي ديرابومشعل في القدس الشريف ، كان الخبر قبل ألافطار وقبل أيام قليلة من عيد الفطر المبارك حيث تناقلت الاخبار اشتشهاد ثلاثة شبان من قرية دير ابومشعل شمال غرب مدينة رام الله وهم الشهداء براء وعادل واسامة على ارواحهم رحمة الله ، ولازلت جثامين الشهداء الثلاثة مثلهم كباقي الاسرى الشهداء في فلسطين عامة في أسر الاحتلال حتى اللحظة .

لقد تجاوز عدد الأسرى الشهداء شهداء الأرقام في برادات المستشفيات الإسرائيلية وفي مقابر الأرقام المئات، وإن كان يجري مبادلة بعضهم من وقتٍ لاخر .

ان ( اسرائيل ) تدرك تماما أكثر من غيرها أهمية ووجوب دفن المتوفى لدى المسلمين والمسيحين ، أياً كانت الوفاة موتاً أو شهادة، حيث أن كرامة الميت في الإسلام دفنه وكذلك في شعائر الديانة المسيحية ايضا ، هذا غير أن الفقه الإسلامي يؤكد على التعجيل في دفن الميت الذي يتوفى بشكل طبيعي بعد تغسيله ، فما بالكم عندما يكون سبب رحيلة عنا هو سلاح الاحتلال ، فضلاً عن أهمية معرفة قبر الشهيد إكراماً له، حتى يتمكن أهله ومحبوه إذا زاروا المقبرة أن يطرحوا عليه السلام ، وأن يقرأوا له الفاتحة، لكن شيئاً من هذا لا يحدث في حال احتجاز (السلطات الإسرائيلية ) لجثة الأسير الشهيد، وامتناعها عن تسليمه لذويه لدفنه بموجب الطقوس والعادات لدينا في مجتمعنا العربي والاسلامي .

ان احتجاز سلطات الاحتلال الاسرائيلي بجثامين الشهداء هو أمر يتعب أهل الأسرى الشهداء ويحزنهم ، حتى أن بعضهم لا يعترف بأن ابنهم سقط شهيداً ما لم يستلموا جثته ويدفنوها بعلمهم ومعرفتهم، ومنهم من لا يقيم بيتاً للعزاء وتلقي الخاطر إذا لم يستلم الجثة ويدفنها، وهذا يفسر قيام بعض العائلات بفتح بيوت لتقبل العزاء في ابنهم الشهيد الذي مضى على استشهاده فترة زمنية طويلة نسبياً، ولكنهم لم يفتحوا له بيت عزاء إلا عندما سلمت لهم سلطات الاحتلال جثمانه.

ان الأسرى الشهداء الذين تقوم الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة باحتجاز جثامينهم، وترفض تسليمها إلى ذويهم أو إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كما ترفض الاعتراف بأي معلوماتٍ عنهم، وتفضل الاحتفاظ بهم في مقابر رقمية، أو تبقيهم في براداتٍ خاصةٍ وغير لائقة، ومنافية للقيم الإنسانية وقواعد الدين والأخلاق والمبادئ والاعراف الدولية وكأن حكوماتهم تعيش في معزل عن القانون الدولي وهي كذلك ، فحكومة (اسرائيل ) لا تعرف بأي قوانين من شأنها ان تعطي الشعب الفلسطيني المحتل أي حق في وطنة ولا تعترف بأي محاكم دولية سواء كانت محكمة العدل الدولية او محكمة الجنايات الدولية والتي أعلن قبل ايّام أن السلطة الوطنية الفلسطينية رفعت أو تقدمت بشكاوي لتلك المحاكم على قادة الجيش .

يصر الفلسطينيون على استعادة جثامين أبنائهم مهما تأخر الوقت، ويرفضون فتح بيوت عزاءٍ لشهدائهم إلا أن يستلموا جثثهم، إذ يحظى الأسرى الشهداء بالاحترام والتقدير الكبير واللائق من قبل الشعب الفلسطيني، الذي حال تسلمه لجثتهم أو بقاياها، فإنه يقوم بإحسان تكفينها والصلاة عليها، ودفنها في أماكن لائقة ومناسبة في مقابر الشهداء، بحيث يكون لأصحابها ذات التقدير الذي لبقية الشهداء لجهة المكان والشاهد والذكر بين الأسماء، كما تفتح لهم بيوت عزاء ومباركة من جديد مهما كان تاريخ استشهادهم قديماً.

وبمناسبة شهر رمضان المبارك والذي يتذكر أهالي دير ابو مشعل شهدائهم الاسرى في برادات الاحتلال والذين لا زال اهلهم وذويهم وأهالي دير ابو مشعل والتي لي الشرف بالانتساب لها ، ولن ننسى الشهداء الآخرين من كافة أبناء الشعب الفلسطيني والذي ينتظر شعبهم اليوم الذي يتم الإفراج عن جثثه حتى يواروا الثرى في بلدانهم وقراهم ومخيماتها حسب الاعراف والمبادئ والقوانين التي شرعها الله لنا .

سيبقى شعبنا ينتظر أبناءه من الشهداء الاسرى مهما طال الوقت ، تماما كما ينتظر الحرية للاسرى الاحياء والذين سيبقون في الذاكرة ومنهم القادة ألاخ مروان البرغوثي وكذلك الاخ والرفيق احمد سعدات وكذلك ألاخ نائل البرغوثي والذي اعيد اعتقاله مرة أخرى وألاخ كريم يونس وألاخ الاسير فؤاد الشوبكي ، وكافة الاسرى والذي ننتظر الفرح القريب بتححرهم والافراج عنهم ، مع ألاخوات السيدات والفتيات والاطفال القصر ، وعلى رأسهم الاخت الاسيرة اسراء جعابيص وابنتنا الفتاة الاسيره عهد التميمي .