الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

دلالات نهاية عملية السلام... والدور العماني المحتمل

نشر بتاريخ: 27/05/2018 ( آخر تحديث: 27/05/2018 الساعة: 12:10 )

الكاتب: د.ايهاب عمرو

أثارت زيارة وزير الخارجية العماني لدولة فلسطين قبل أشهر قليلة الكثير من التساؤلات داخل الصالونات السياسية والشعبية في دولة فلسطين بخصوص مغزى تلك الزيارة، والدور الذي يمكن أن تقوم به سلطنة عمان البعيدة جغرافياً عن فلسطين بهذا الخصوص؟. واستندت تلك التساؤلات إلى عدم وجود أي دور لسلطنة عمان في عملية السلام منذ توقيع اتفاقية أوسلو قبل ما يقرب من خمس وعشرون عاماً.
وذهبت بعض التأويلات السياسية والافتراضات الشعبية بخصوص تلك الزيارة إلى القول أن التطبيع يمر عبر بوابة فلسطين، أي أن هدف تلك الزيارة المعلن هو دعم الشعب الفلسطيني والوقوف بجانبه، غير أن لها أهداف أخرى غير معلنة، حسب تلك التأويلات. كما ذهبت بعض تلك التأويلات إلى أن مثل هذه الزيارة إنما تمثل دلالة على نهاية عملية السلام وقلة الاهتمام الاقليمي والدولي بها بسبب المأزق الذي تعاني منه منذ ما يقرب من عقدين من الزمان ما يعكس قلة اهتمام اللاعبين الدوليين والاقليميين المؤثرين بعملية التسوية السياسية.
وبغض النظر عن مدى صحة تلك التأويلات والافتراضات الشعبية، نستطيع القول أن فلسطين تحتاج كل دعم سياسي ومعنوي ومالي من الأشقاء من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني. ويشكر الأخوة العرب على تلك الزيارات، والتي ترحب بها القيادة الفلسطينية.
أما بخصوص عملية السلام والدور العماني المحتمل، يمكني القول أن الحديث عن إمكانية دفع عملية السلام في المنطقة يعد أمراً صعب المنال، خصوصاً بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب القدس بشطريها عاصمة لإسرائيل، وتداعيات ذلك القرار الذي يمس الاستقرار الاقليمي والتوازنات القائمة في المنطقة كما عبر عنه بكل وضوح الرئيس الفرنسي ماكرون أثناء مؤتمر صحفي عقد على هامش زيارته للفدرالية الروسية مؤخراً.
لذلك، فإنه لن يكون لسلطنة عمان أي دور في عملية السلام التي أصبحت أثراً بعد عين، ولكن يمكن أن يكون لها دور في دفع عملية التنمية الاقتصادية في دولة فلسطين قدماً إلى الأمام من خلال دعم مشاريع تنموية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة. ويمكن لها أيضاً دعم صمود أهل مدينة القدس مادياً وسياسياً. وكل ذلك منوط برغبة القيادة السياسية في سلطنة عمان على المضي قدماً في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني على ترابه الوطني.
والتساؤل المطروح بهذا الخصوص، هل تستطيع سلطنة عمان القيام بمشاريع تنموية في دولة فلسطين من أجل تعزيز صمود أهلها في الوقت الذي تعاني فيه من ضائقة مالية وأزمة اقتصادية بعد تدني أسعار النفط؟ وهل يمكن لها أن تقوم بتخصيص موارد مالية للشباب الفلسطيني في الوقت الذي يعاني فيه الشباب العماني من ارتفاع نسب البطالة؟.
حقيقة الأمر إن سلطنة عمان لا تعد من الدول الغنية في منطقة الخليج العربي، ولديها ما يكفيها من الالتزامات الداخلية تجاه شعبها، خصوصاً الجيل الشاب، ما يعني أن قدرتها على القيام بتلك المشاريع التنموية تبقى محل تساؤل. وهذا قد يفتح الباب أمام الذين يتصيدون في الماء العكر بالقول أن الهدف من الزيارة هو هدفها غير المعلن، وأن أهدافها المعلنة غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع في الوقت الراهن. إلا أنه يمكننا القول أن سلطنة عمان يجب أن لا تتخلى عن إلتزاماتها الأخوية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني بشكل عام، والشباب الفلسطيني بشكل خاص، حتى في ظل شح الموارد لديها، وجاء في الآية الكريمة: "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة".