الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

"هآرتس": بمساعدة مدرب بوليفي.. هكذا دمر تركي آل الشيخ منتخب فلسطين

نشر بتاريخ: 04/06/2018 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
"هآرتس": بمساعدة مدرب بوليفي.. هكذا دمر تركي آل الشيخ منتخب فلسطين
رام الله - معا - مع اقتراب ظهوره في كأس آسيا 2019، يجب أن يكون هذا أفضل وقت للمنتخب الفلسطيني، لكن الأعمال السيئة بين شخصية رياضية سعودية ومدرب بوليفي جعلت المنتخب يعاني.. هكذا استهل الكاتب أوري ليفي تقريره بموقع صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
وقال الكاتب: بعد صعود المنتخب الفلسطيني لكأس آسيا 2019، والذي ارتقى إلى المركز 73، وهو أعلى ترتيب له على الإطلاق في التصنيف العالمي لكرة القدم، والأهم من ذلك، أن ترتيب منتخب إسرائيل كان بالمركز 98، لذلك يمكن لفريق كرة القدم الوطني الفلسطيني أن يفخر بإنجازاته خلال العام الماضي.
فقد مثل أول إنجازين للمنتخب الفلسطيني نجاحاً كبيراً لرئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب، في الواقع بدا كل شيء مشرقًا للفريق حتى كانون الأول 2017؛ عندما نشرت صورة على الإنترنت يظهر فيها الرجوب جالساً على طاولة ويوقع عقداً مع مدرب كرة القدم البوليفي خوليو سيزار بالديفييزو، وإلى جانبهم تركي آل الشيخ، رئيس الاتحاد الرياضي لألعاب التضامن الإسلامي، وأقوى شخصية في كرة القدم العربية.

قصة المال والقوة والسياسة والرياضة
هزت الصورة كرة القدم الفلسطينية وسلطت الضوء على واحدة من أكثر القصص المثيرة بعالم كرة القدم الآسيوية في العام الماضي: إنها قصة المال والقوة والسياسة والرياضة التي شملت أمريكا الجنوبية والشرق الأوسط، من المملكة العربية السعودية إلى فلسطين.
ويسرد الكاتب: يرجع نجاح المنتخب الفلسطيني في السنوات الأخيرة للمدرب عبد الناصر بركات؛ فكل إنجازات المنتخب الفلسطيني الرائعة، من أدائه في كأس آسيا عام 2015 بأستراليا، حتى الصعود إلى نهائيات كأس آسيا العام المقبل بالإمارات، وتصنيفه الدولي المتقدم، يعود فضلها إلى بركات، الذي صنع تشكيلة مميزة من اللاعبين، بينما كان يستمتع بثمار الاستثمار الكبير لرجوب في الرياضة.
كان بركات لاعب خط وسط جديراً بالاحترام في مدينة البيرة قبل 25 عاماً، وترك عمله اليومي كعامل بناء ليكرس وقته لتدريب كرة القدم؛ إذ كان يعتبر في طليعة المدربين الفلسطينيين المحليين.
لقد تولى تدريب كل المراحل العمرية للمنتخب الفلسطيني على مدى السنوات الأربع عشرة الماضية، ووصفه جميع اللاعبين الذين عملوا معه بأنه مدرب ممتاز، قاسٍ ومخلص، وحتى عندما استبعد نجوماً مثل أشرف نعمان، وعبد اللطيف بهداري، دعمه المشجعون، بدلاً عن أن يصابوا بالجنون، كان بركات بكل وضوح هو رجل الرجوب، إلا أنه عرف وظيفته قبل كل شيء، ولكن الوضع تغير بعد نشر صورة الرجوب مع آل الشيخ وبالديفييزو؛ فمدرب المنتخب الفلسطيني أصبح بالديفييزو.

من هو خوليو سيزار بالديفييزو؟
قبل التعاقد مع الرجوب والشيخ كان بالديفييزو يدرب الأندية البوليفية، ودرب الفريق البوليفي الوطني لمدة عام واحد، ولعب في الأرجنتين واليابان والإكوادور والسعودية وقطر، وكان ضمن الفريق الوطني البوليفي في كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة.
ولا يعتبر بالديفييزو مدرباً كبيراً بمقاييس أمريكا الجنوبية بأي شكل من الأشكال، كما أنه وقع في العديد من فضائح الفساد؛ فقد أثار بالديفييزو انتباه العالم في عام 2009 عندما اختار طفلًا يبلغ من العمر 12 عاماً للعب مع نادي أورورا البوليفي، ولكن هذا الصبي كان ابنه ماوريسيو، وبعد ثلاث سنوات كان هناك المزيد من الدراما؛ فقد جرى تصوير بالديفييزو الأب يركل ابنه أثناء عودتهما إلى غرفة خلع الملابس بين الشوطين.
وكتب ماوريسيو بعد أن أصبح والده مدرب المنتخب الفلسطيني ما يلمح إلى ما هو آت: سعيد لبداية جديدة في المملكة العربية السعودية؛ مما يظهر جهلًا لما هو مقدم عليه، وساءت الأمور عندما بدأ موريسيو بالمشاركة في جلسات تدريب الفريق كمدرب، إذ أصدر الأوامر للاعبين، عند هذه النقطة فقد المشجعون صبرهم.

ما الذي يريده تركي آل الشيخ.. يحصل عليه
عرض آل الشيخ كان العرض الذي لم يستطع الرجوب رفضه: مليون دولار كمساعدة مباشرة لدوري كرة القدم الفلسطيني.
ويتساءل الكاتب كيف يمكن أن يحدث كل هذا؟ الجواب بسيط: المال والقوة وكل شيء بينهما، آل الشيخ كان وراء الصفقة، فقد كان بالديفييزو مقرباً من آل الشيخ وعائلته منذ أن لعب لفريق النصر السعودي، ويرأس آل الشيخ الهيئة العامة للرياضة بالمملكة، والاتحاد العربي لكرة القدم، ويحظى بنفوذ ضخم في كل شيء متعلق بالرياضة، وقد كان وراء الصفقة الغريبة التي بموجبها جرى إعارة تسعة لاعبين كبار في المنتخب السعودي لكرة القدم إلى أفضل الفرق الإسبانية، مقابل مليون دولار لكل فريق من فرقهم السعودية.
عرض آل الشيخ كان العرض الذي لم يستطع الرجوب رفضه – مليون دولار كمساعدة مباشرة لدوري كرة القدم الفلسطيني، لكن الأمر يذهب إلى أبعد من ذلك: لا يستطيع الرجوب تحمل رفض عرض سعودي؛ لأنه يحتاج دعمه في مجموعة قضايا متنوعة داخل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم، وربما في المستقبل في جامعة الدول العربية أو الأمم المتحدة.
لم يكن لدى الرجوب أي خيار سوى القبول بالقرب المتزايد بين المملكة السعودية وإسرائيل، فقام الرجوب باتخاذ القرار المنطقي.
بدأت المشاكل عندما طلب بالديفييزو معسكر تدريب بمنتصف الموسم لمدة 40 يوماً مع المنتخب الوطني؛ مما أخل بانتظام الدوري المحلي، وخلال المعسكر التدريبي لعب الفريق ثلاث مباريات: ضد منتخب الجزائر تحت 23 سنة في العاصمة الجزائرية، ومباراة ودية ضد البحرين في المنامة، ومباراة أخرى ضد عُمان في مسقط، لم يلعب الفلسطينيون بشكل جيد، وسرعان ما انقسم لاعبو المنتخب الوطني إلى معسكرين، وجادل المعسكر المؤيد لبالديفييز بأنه لا يعرف اللغة العربية، ولا يستطيع أن يقدر الفوضى بسهولة.
وقال أحد اللاعبين: كل ما أراده هو جلب أشياء جديدة، أشياء لا نملكها هنا. وقال لاعب آخر: إنهم لا يعطونه فرصة، ولكن عندما طُلب من أحد زملائه المخضرمين إبداء رأيه في مهارات بالديفييزو وموظفيه في التدريب، أجاب: من الأفضل أن لا أقول أي شيء.
وفي الوقت نفسه أطلق مشجعو فلسطين حملة ضد بالديفييزو وطاقمه، ولم يرد أي مشجع فلسطيني بقاء خوليو بالديفييزو، وأدرك الرجوب أن تجربته انتهت، وبحسب مصادر في الفريق أُخبر المدرب البوليفي أنه يجب عليه الفوز بمباراة عمان، إذا أراد الاحتفاظ بوظيفته، لكن خسر الفلسطينيون 1-0.
كانت خيبة أمل كبيرة للحالمين بالصعود إلى الدور الثاني في كأس آسيا المقبل، واصل المشجعون والصحافيون الرياضيون الضغط، وفي نيسان أعلن اتحاد الكرة الفلسطيني عن إقالة بالديفييزو، بل نحو ستة أشهر من كأس آسيا، فقد المنتخب الفلسطيني مدربه وأصبح الطريق أمامه غير واضح.
وبركات لا يمكنه العودة الآن حيث إنه يشغل منصباً إدارياً في الاتحاد الفلسطيني، فعُين الجزائري نور الدين ولد علي، الذي شغل منصب المدرب المساعد تحت قيادة بركات، مدربا لفلسطين.
بطريقة أو بأخرى حصل المنتخب الفلسطيني على مدربه الثالث في أربعة أشهر، كان قرار إقالة بالديفييزو صائباً؛ سيقول البعض إنه جاء متأخراً.