الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

ماذا يريدون من شعب غزة...

نشر بتاريخ: 07/06/2018 ( آخر تحديث: 07/06/2018 الساعة: 13:45 )

الكاتب: محمد موسى مقداد

غزة البداية والنهاية، غزة الثورة والدولة، غزة كل شيء جميل، ولكنهم أبكوها ويريدون أن يذلوها ويمحو كل شيء جميل بها من خلال إصرارهم على دفن شعب غزة تحت التراب وهم أحياء، الكل الآن يشارك في بؤس وبكاء أهل غزة، القريب والبعيد، العدو والصديق، ولكنهم سيفشلون حتماً في قتل غزة وهم أحياء.
أول المتآمرين على غزة هم من يديرون الانقسام، ومستمرون في البقاء على حالة عدم التقارب سواء هنا في غزة أو هناك في الضفة، بالله عليكم ماذا تراهنون على شعب عظيم وضعكم في تلك المناصب أم على أطفال تموت أحلامهم البريئة في عتمة الطريق، أم على شباب ينتهي عمرهم وحلمهم بدون حياة كريمة، أما على بيوت لم تجد فتات الطعام في هذا الشهر الفضيل لتسد جوعهم وعطشهم.
والله لو كان الحجر ينطق لبكى ألما وقهرا على تصرفاتكم وقسوة قلوبكم، مات الضمير وماتت الإنسانية، شعب غزة يجب أن يُوضع فوق الجبين، لقد ضحى بالغالي والنفيس من أجل الحفاظ على الثوابت وعلى جعل القضية الفلسطينية في المقدمة، فكلما أرادوا أن تدفن القضية تنهض غزة بعنفوانها الثوري لتقول للقاصي والداني نحن هنا باقون، وأكبر دليل ما قام به شعب غزة من خلال ثورتهم في مسيرات العودة الكبرى، لقد انتفض الطفل والشيخ والرجل والمرأة، الكل شارك إلا أنه هناك سوء نوايا لمن يريد أن يجير هذه الثورة الشعبية لأجندات خاصة ولأهداف حزبية لكي يجني المكاسب لحزبه على حساب دم الشباب الذي سال من أجل البحث عن الحرية والحياة الكريمة.
لقد أثبتت الأحزاب جمعاء فشلها في تحقيق حلم الدولة من خلال تسليمهم للثورة الشعبية السلمية من جديد، لذلك يجب أن تكون الكلمة للشعب بأن يقول كلمته، وأن ينحني جميع ساسته للشعب لأنهم فشلوا في الدفاع عن حقوقه وتحقيق أحلامه، نريد أن يكون النهج الثوري والإصلاحي الصادق من الأحزاب السياسية للوصول للحلم الفلسطينى، وليست التضليل والمتاجرة بالشعب، لأنه لا يعقل أن تستمر معاناة الشعب على أيدي من حملوا الأمانة، ألا يكفي المحتل والحصار.
يجب أن يخرج الجميع عن صمته وأن نضع الحزبية المقيتة جانبا، وأن نقول للظالم لا، وأن نقول للحاكم لا، وأن هناك شعب كامل يموت وأنتم تنظرون بل وتتلذذون على معاناته يجب أن يجدد النظام السياسي الفلسطيني وأن تجدد الشرعيات وأن يكون هناك انتخابات جديدة تشريعية ورئاسية لكي يعاقب كل من أساء للشعب وأن يعرف من سيأتي مجددا بانه يجب أن يعمل من أجل الشعب ومن أجل أهداف تكون في مقدمتها المواطن البسيط والمحافظة على كرامته والمحافظة على ثوابته الفلسطينية، ولا يجوز أن تبقى المناصب حكراً على أحزاب وحكومات أثبتت فشلها الذريع في إدارة ملفات الوطن والمواطن.
يكفي استهانة بالشعب والمتاجرة بالدم وبالأطفال ومعاناتهم ومعاناة الجوعى عارٌ عليكم ذلك.

بقلم: الكاتب محمد موسى مقداد