السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الخطر.. البناء.. الضغط

نشر بتاريخ: 12/06/2018 ( آخر تحديث: 12/06/2018 الساعة: 12:13 )

الكاتب: رامي مهداوي

من المفيد جداً دراسة ما حدث ويحدث وسيحدث_ معنا كفلسطينيين_ على صعيد العلاقات الدولية مع ثلاثة دول تفاعلت/ تتفاعل بأشكال ومستويات مختلفة مع نضالنا ضد الإحتلال الإسرائيلي، الدروس والعبر الناتجة يجب صياغتها بخطط سريعة وتنفيذها ضمن سياق التزامات المجتمع الدولي اتجاه القضية الفلسطينية.
من السهل عدم رؤية الأشياء ثم التغاضي والتغافل عنها وكأن ما يحدث لا علاقة لنا به، مع أنه نحن كفلسطينيين أساس الموضوع، فلا يجب أن نكون كرأس النعامة بحفرة داخل الأرض تاركين الجسد لمن أراد أن ينهشه. بالتالي علينا النظر الى المشاهد الدولية التي حدثت وتحدث بعين الجرّاح مع كل من الأردن، الكويت والأرجنتين ومعرفة ما هي الوظائف البيتية المطلوبة منّا:
الخطر: أعمى البصيرة من لم يتوقع ما يحدث الآن في الأردن الشقيق_ حماهم الله من كل مكروه_، لكن يجب أن يخرج الأردن أقوى مما كان عليه، فضعف الأردن يترجم علينا كفلسطينيين هلاك جديد يضاف على سجلاتنا وخسائرنا.
بعيداً عن التحليلات السياسية، بكل تأكيد القضية الفلسطينية ستكون الضحية الأولى والأخيرة على الصعيد العربي اذا أصاب الأردن أي مكروه، فالأردن ليس مجرد الأخ التوأم وإنما العامود الفقري لنا كفلسطينيين، وما يحدث هو ضريبة المواقف المشرفة الأخيرة لجلالة الملك عبدالله بن الحسين لتضييق الخناق عليه.
لهذا علينا كفلسطينيين الوقوف بجانب النشاما وحماية الإستقرار وقطع آيادي الظلام التي تتربص لإقتناص مثل هذه اللحظات للعبث في المملكة، بالتالي على منظمة التحرير الفلسطينية تشكيل وفد ممثل لجميع أطياف المجتمع الفلسطيني والوقوف بجانب الشعب والملك؛ حتى لا تخرج الأمور عن سياقها بالمطالبة بالإصلاحات الحكومية المتمثلة بالقوانين وقضايا الفساد والوضع الإقتصادي وحدوث ما لا يحد عقباه.
البناء: خيراً فعل السيد الرئيس محمود عباس بإرسال وزير الخارجية والمغتربين د.رياض المالكي الى دولة الكويت وتقديم الشكر الى أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح؛ من خلال رسالة شكر وتقدير خطية لدولة الكويت، لمواقفها الداعمة حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية وتطلعاته في الحرية والاستقلال، وآخرها مساعيها لاستصدار قرار عن مجلس الأمن لتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين.
وهنا يجب أن لا نكتفي بهذه الخطوة اتجاه الكويت، إنما علينا البناء والمراكمة بتعزيز العلاقات على كافة الأصعدة الثقافية، الإقتصادية، الرياضية، التعليمية، الفنية، المهنية، العلمية، الدينية...الخ. فمن يقف معنا هذه الوقفة على الصعيد الدولي في ظل التخاذل الذي نراه يجب أن نقدم له يد التعاون.
وعلى صعيد آخر، يجب أن ننظر الى الكويت كنموذج يجب تعميمه من خلال تقوية العلاقات مع الأشقاء العرب الذين بدأوا يقفون موقف المتفرج علينا أو/ و يقفون مع الجهة الأخرى ضدنا!! وهنا يجب أيضاً القيام بالوظائف المنزلية على صعيد رسم السياسات في العلاقات الدولية مع الدول العربية وأن لا نكتفي بأنهم عرب أو مسلمين.
الضغط: نجح الكل الفلسطيني ضمن اختصاصاته وواجباته المختلفة بالغاء مباراة كرة القدم الودية بين منتخب الأرجنيتن ودولة الإحتلال في القدس، الضغط والتعبئة والتحشيد لمقاطعة الإحتلال على الصعيد الدولي هو من أهم الأدوات التي يجب أن يتم التخطيط لها وتنفيذها لفرض عزلة دولية بكل مناحي الحياة على الإحتلال.
من المهم كفلسطينيين أن نستعيد زمام أمور المقاومة الدبلوماسية على الصعيد الدولي، والإمساك برسن الخيل للإنطلاق بكافة المحافل الدولية لتعرية المحتل وعزله، وهذا يتطلب منّا أولاً وأخيراً أن نكون جميعاً في خندق واحد كفلسطينيين وعرب ومسلمين، ثم بناء التحالفات مع الدول الداعمة والمساندة لقضيتنا، والإستناد الى جميع القرارات الدولية وإدخال مؤسسات حقوق الإنسان الدولية كل حسب اختصاصه على حلبة الصراع، لأننا لا نستطيع مواجهة إسرائيل ومن يقف خلفها ونحن وحدنا.