الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

وجع صامت يفتك أجساد أطفال بعمر الورد

نشر بتاريخ: 19/06/2018 ( آخر تحديث: 19/06/2018 الساعة: 11:30 )
وجع صامت يفتك أجساد أطفال بعمر الورد
بقلم: الصحفي رائد الشريف
عند دخولك إلى قسم الأطفال المصابين بمرض السرطان في مستشفى بيت جالا الحكومي جنوب الضفة الغربية تجد لوحة كبيرة معلقة كتب عليها مقولة للراحل الفلسطيني توفيق زياد وأعطي نصف عمري للذي يجعل طفلا باكيا يضحك، فهنا ثمة شيء يجعلك تسارع الدخول إلى قسم الأطفال المصابين بالسرطان من أجل عيادتهم والإطمئنان عليهم في أيام العيد وهم يعانون حالة صحية صعبة.
وأثناء تنقلي بين الغرف التقيت بالمهندسة لبنى المحتسب والتي جاءت من مدينة الخليل لزيارة الأطفال، فهناك شيء داخلي دفعني لسؤالها عن سبب حضورها إلى المستشفى في هذا الوقت أو إن كان أحد الأطفال المصابين بالسرطان من أقربائها، فقالت إنها حضرت إلى هنا لكي ترسم البسمة على محيى الأطفال وعائلاتهم من خلال بعض الألعاب والهدايا الرمزية التي يمكن أن تكون سببا في إسعاد الآخرين وهم على أسرة الشفاء ويمكن أن تخفف عنهم وجعهم في ظل المرحلة العلاجية وجلسات الكيماوي المستمرة، في الوقت نفسه تحلم بأن تكون سفيرة للنوايا الحسنة من أجل مساعدة الأطفال المرضى والاهتمام بهم بشكل أكبر.
مئات الأطفال الفلسطينيين المصابين بالسرطان يرقد بعضهم في المستشفيات منذ مدة زمنية طويلة والبعض الآخر يراجع بشكل دوري لكي ينجو من المرض اللعين الذي يفتك بأجسادهم، ناهيك عن معاناة ذويهم اليومية خلال تنقلاتهم من مدينة إلى أخرى وعن الضرر النفسي الذي لحق بهم جراء معرفتهم بإصابة أبنائهم بالمرض الذي حول حياتهم إلى جحيم.
فهنا علينا أن نفكر جليا بمساعدة الأطفال وعائلاتهم ولو بشكل معنوي وأن نقف سندا لهم لكي نرفع من هاماتهم وأن نتذكر أطفالنا دائما خاصة في الأعياد والمناسبات لكي لا يشعروا بالنقص، فربما أي أحد منا أن يكون مكانهم لا سمح الله في أي يوم من الأيام وحفظ الله جميع أطفالكم.