الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
جيش الاحتلال يعتقل جهاد نواجعة رئيس مجلس قروي سوسيا بالخليل

خيارات مواجهة "صفقة القرن"...

نشر بتاريخ: 23/06/2018 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:05 )
خيارات مواجهة "صفقة القرن"...
بيت لحم - خاص معا - تقرير احمد القرنة - تخوض الادارة الامريكية جولات مكوكية جديدة في المنطقة سعيا في مخططها الرامي لتنفيذ ما يسمى "صفقة القرن"، شملت عدة دول منها ما ظهر على العلن كالسعودية والاردن ومصر وقطر، واسرائيل في ظل مقاطعة القيادة الفلسطينية لهذه الادارة منذ اكثر من 9 اشهر بعد ان اعلان ترامب القدس عاصمة لاسرائيل، فيما تحاول الادارة الامريكية المضي قدما في سبيل ابرامها.
المحلل والكاتب السياسي عادل شديد رأى في حديث لـ معا ان الاتصالات الامريكية التي يقودها كل من جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبير مستشاريه، وجيسون غرينبلات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط في المنطقة يراد منها تحقيق مجموعة من الاهداف، وهي اعادة تشكيل المنطقة بحيث ستكون اسرائيل ضمن هذا التشكيل والمحور الاساس فيه، مضيفا ان التغيير الذي تسعى اليه الادارة الامريكية سيكون جذريا لتحويل اسرائيل من دولة احتلال الى قوة اساسية ضمن تحالف عربي لمواجهة ايران والفلسطينيين.
وتوقع شديد ان هذه الزيارات تهدف لزيادة الضغط على الفلسطينيين لقبول "صفقة القرن" وتقديم التنازلات مقابل اغراءات مالية وامتيازات اقتصادية ستتكفل الدول العربية بدفعها للفلسطينيين مقابل هذا التنازل.
ويرى شديد ان الادارة الامريكية لم تستطع عزل القيادة الفلسطينية بسبب الجماهير الفلسطينية التي تظاهرت في كل مكان عقب اعلان ترامب نقل السفارة الاسرائيلية للقدس، مشيرا الى ان القيادة سيتوقف دورها على رفض هذه الصفقة فقط، فيما الحراك الجماهيري في الشوارع له دور اساسي وداعم ايضا.
ورأى شديد الى ان القيادة لا يمكنها مواجهة "صفقة القرن" بالرغم من رفضها لها، معللا ذلك لغياب اي خطة واضحة للتصدي لهذه الصفقة وفي ظل استنزاف كل القدرات الفلسطينية في الانقسام الداخلي، اضافة الى غياب الاداء في الضفة والذي ظهر في احداث مسيرات العودة ما قد يسهّل من فرض هذه الصفقة، حسب رأيه.
من جانبه توقع الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري في حديث لـ معا ان الهدف من هذه الزيارت بالاساس محاولة تمرير صفقة القرن من خلال ضغط الدول العربية على القيادة للقبول بهذه الصفقة او حتى على الاقل عدم رفضها، الى جانب محاولة تطبيق خطة جديدة بغزة لتحسين الواقع الانساني لتسهيل تمرير هذه الصفقة.
ورأى المصري ان الموقف الرسمي للدول العربية رافض لهذه الصفقة وملتزم بقرارات الامم المتحدة، الا انه لم يخفِ محاولة تمريرها سرا، لكنه اكد ان هذه الدول لن تستطيع الموافقة دون قبول الفلسطينيين.
واضاف المصري ان القيادة الفلسطينية لن تتكمن من مواجهة هذه الصفقة، اذا لم تعمل وبشكل سريع على اعداد خطة واضحة لمواجهتها، مشيرا الى ان اي خطة في ظل الانقسام والفرقة لن تنجح في مواجهة "صفقة القرن".
وقال المصري ان الشارع الفلسطيني يرفض هذه الخطة ما يُعدُ سلاحا قويا يجب على القيادة الفلسطينية استثماره في ظل أي خطة، اضافة الى استغلال الدول التي تناصر وتقف الى جانب حقوق الفلسطينيين ضد الاحتلال والادارة الامريكية.
وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، قد قال إن الجولات الأميركية المتعددة للمنطقة، واستمرار البحث عن أفكار أو الاعداد لصفقة أو خطة، متجاوزة القيادة الفلسطينية وموقفها الثابت من القدس وإقامة الدولة الفلسطينية وقضية اللاجئين، لن تؤدى سوى إلى طريق مسدود.
وأضاف ان على الوفد الأميركي التخلص من الوهم القائم على إمكانية خلق حقائق مزيفة، من خلال مناورات سياسية تسوق لتلك الاوهام، وتحاول تزييف التاريخ.
وتابع أبو ردينة انه رغم ثقل الاعتبارات الاقليمية، فإن هناك أمورا لا يمكن وزنها بالذهب والمساعدات الانسانية، وحلول تحاول أن تختصر مواجهة تاريخية عمرها أكثر من 100 عام.