الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

المطلوب: دعوة عربية لقمة هلسنكي لإقامة الدولة المستقلة؟!

نشر بتاريخ: 12/07/2018 ( آخر تحديث: 12/07/2018 الساعة: 13:09 )

الكاتب: د.فوزي علي السمهوري

لم تحظ قمة ترامب بوتين المزمع عقدها في هلسنكي باهتمام كبير بالرغم من التداعيات التي ستفرزها وينسحب تأثيرها على عدد من الملفات الإقليمية والدولية.
عدم الاكتراث والاهتمام بالقدر الكافي عائد إلى:
اولا: إما إلى علم مسبق أو تقدير بمخرجات القمة كون القمة تأتي لإضفاء الشرعية على التوافقات والتفاهمات التي توصل إليها الخبراء.
ثانيا : وإما تجاهل لها في رسالة واضحة خاصة للرئيس الامريكي ترامب مفادها بأن سياسته وقراراته واتفاقياته لن تجد الدعم والتأييد من حلفاء امريكا التاريخيين.
ثالثا : وإما برسالة للقيادتين الأمريكية والروسية بأن قيادة العالم لن تكون أحادية أو ثنائية بل ستكون قيادة متعددة الأقطاب تراعي مصالح ونفوذ هذه القوى التي ستتحول إلى مراكز استقطاب لباقي دول العالم.
رابعا : إما استسلام لمخرجات القمة وهذا مستبعد لدرجة كبيرة.
بالتأكيد هناك عددا من القضايا التي تمس مصالح الدولتين لا يمكن اغفالها أو تجاهلها منها :
---- الملف الأوكراني
---- الملف الفلسطيني
---- الملف السوري
---- ملف كوريا الشمالية
---- ملف العقوبات على روسيا
في هذه المقالة سأتناول الملف الفلسطيني الذي يتصدر أولوية لدى الرئيس ترامب في محاولة لفرض رؤية مجرم الحرب نتنياهو والذي تبناها ترامب وما عرفت بصفقة "صفعة" القرن.
وفي ذات الوقت يكتسب الملف الفلسطيني أهمية كبرى لدى الرئيس الروسي بوتين من حيث تشكيله ملفا جديدا يفسح مجالا واسعا للسياسة الروسية لتكون شريكا فاعلا وقويا بل ندا للولايات المتحدة الأمريكية برسم قيادة العالم وتقاسم النفوذ بعد نجاحها في فرض نفسها كقوة نافذة ومقررة بالملف السوري وما رافقه من تراجع للنفوذ الأمريكي.
هذا ممكن ترسيخه برفض روسي لخطة ترامب "صفقة القرن " واستثمار الموقف الفلسطيني بل للاستراتيجية الفلسطينية التي تبناها الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس واقرها المجلس الوطني الفلسطيني برفض الصفقة المنحازة والداعمة للعدوان وادامة الاحتلال واستبدالها بالية دولية متعددة تتولى إدارة المفاوضات لوضع جدول زمني محدد لانهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس استنادا للقرارات الدولية وخاصة قراري 181 و 194.
من هنا يمكن فهم وسعي ومحاولة العنصري رمز الإرهاب نتنياهو للتأثير على بوتين لدعم صفقة القرن خلال قمة هلسنكي.
كما أن لقاء الرئيس الفلسطيني رئيس منظمة التحرير الفلسطينية السيد محمود عباس "أبو مازن " مع الرئيس بوتين قبل قمة هلسنكي سيوفر فرصة لتأكيد الموقف الروسي الرافض لصفقة القرن لعدم تلبيتها الحد الأدنى من الحقوق الأساسية للشعوب بحق تقرير المصير وفقا لميثاق الامم المتحدة وللعهود والمواثيق الدولية والداعم للحق الفلسطيني بإنهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
إن هذا يتطلب موقفا عربيا واسلاميا وأفريقيا واوربيا ومن جميع الدول المؤمنة بالحرية وتنبذ الاحتلال والاستعمار متجددا يدعوا لدعم اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وإنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية خاصة والعربية عامة.
لذا أرى من واجبي أن ادعوا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله كرئيس للقمة العربية بالمبادرة بارسال رسالة لقمة هلسنكي تتضمن تأكيدا على الدعوة لانهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس احتراما للقرارات الدولية والتزاما بقرارات القمم العربية وخاصة قمة الظهران
كما أتمنى من رئاسة القمة العربية مخاطبة منظمة التعاون الاسلامي والمؤتمر الإفريقي وأمين عام الأمم المتحدة وحثهم الاضطلاع بواجباتهم ودورهم والإعلان بشكل واضح لا لبس فيه بدعم نضال الشعب الفلسطيني لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي وفقا لمبادرة القيادة الفلسطينية التي عرضها الرئيس الفلسطيني في مجلس الأمن واقرها المجلس الوطني الفلسطيني والتعبير عن رفضهم أيضا للضغوط التي تمارسها الإدارة الأمريكية وربيبتها "إسرائيل " على القيادة الفلسطينية بهدف الإذعان والانصياع للمؤامرة الترامبية النتنياهوية.
نعم لم يعد منطقيا أن تقف مؤسسة القمة العربية دون اتخاذ دور فاعل ومؤثر بمخرجات قمة هلسنكي فيما يتعلق بالقضايا العربية عامة والقضية الفلسطينية خاصة وهذا أضعف الإيمان. .........