الأربعاء: 24/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفلسطينية التي قضّت مضجع ترامب

نشر بتاريخ: 14/07/2018 ( آخر تحديث: 15/07/2018 الساعة: 10:15 )
الفلسطينية التي قضّت مضجع ترامب
رام الله- معا- اجرى المقابلة فراس طنينة- قالت الفلسطينية الأمريكية ليندا صرصور انها تعمل في الشأن السياسي منذ عقدين، لتكون سفيرة لفلسطين والعرب والمسلمين في الولايات المتحدة، مؤكدة أن الجيل الفلسطيني الجديد في الولايات المتحدة نجح في تحشيد الرأي العام الأمريكي لصالح القضية الفلسطينية، وبات الفلسطينيون الأمريكيون يشتغلون بالسياسة.
وقالت انها من مواليد عام 1980، في مدينة "بروكلين بنيويورك"، من أبوين فلسطينيين، ينحدران من مدينة البيرة، أتمت دراستها الجامعية في كلية "كينغ سبورغ كوميونيتي كولج" وكلية بروكلين، كي تصبح معلمة في اللغة الإنجليزية.
واوضحت ان صورها وأنشطتها وتحركاتها النسوية في هذه الايام ضد ادارة ترامب، تتصدر عناوين الصحف الأمريكية والمواقع الالكترونية، عربية، فلسطينية، مسلمة تدافع عن حقوق الإنسان، عن المرأة المسلمة المحجبة والسود في أمريكا، سيدة قضت عقدين من الزمن في العمل النسوي الحقوقي.
وزارت صرصور عائلتها في البيرة، ورغم أنها ولدت وأمضت حياتها في الولايات المتحدة، إلا أنها تتحدث بلسان عربي مبين، مضيفة إن الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة جالية قوية، وتحديداً في نيوجيرسي، نيويورك، شيكاغ، تكساس، وفلوريدا.
واكدت صرصور أن الجيل الجديد من الشباب الفلسطيني في الولايات المتحدة وغالبه لم يزر بلاده، وأنشأوا منظمات طلابية قوية، بمشاركة طلبة من العرب وحتى الأمريكيين، ونجحوا في التأثير على الشارع الأمريكي، الذي بات يدرك حقيقة ما يجري في فلسطين.
وكشفت صرصور أن العديد من الفلسطينيين والأمريكيين المناصرين للقضية باتوا يترشحون لهيئات قيادية سواء في البلديات أو في الكونغرس، مثل الفلسطينية رشيدة طليب التي ترشحت للكونغرس، ولديها حظوظ كبيرة لتدخل الكونغرس كأول فلسطينية.
وتقول صوصور إن الجالية الفلسطينية جالية نشيطة، تنظم احتجاجات ومظاهرات وفعاليات دعماً لفلسطين، وتتحدث دوماً عن فلسطين، وبات الأمريكيون على دراية بما يجري، ويبدون تعاطفهم من قطاع غزة المحاصر.
واختيرت صرصور لتكون رئيسة الجمعية العربية الأميركية في نيويورك، وهي ناشطة حقوقية، برز نشاطها في الدفاع عن الحقوق المدنية، وتشارك في برامج تلفزيونية ومقابلات صحافية عديدة، وتشارك في نقاشات حول وضع الأقليات المسلمة والعربية في الولايات المتحدة، بخاصة بعد عمليات التجسس الواسعة، التي قامت بها شرطة نيويورك، على العرب والمسلمين في المدينة، طيلة سنوات ما بعد اعتداءات 11 أيلول.
كما دافعت صرصور عن حقوق المسلمين في الولايات المتحدة، ومدينة نيويورك على وجه التحديد، وتمكّنت من انتزاع قرار من مجلس مدينة نيويورك لاعتماد عيدي الأضحى والفطر عطلتين رسميتين في المدارس العامة داخل المدينة، بعد عمل استمر لنحو 10 سنوات.
وكما ان نشاط صرصور دفع وسائل إعلام أميركية، مثل صحيفة "نيويورك تايمز" إلى تشبيهها بنشطاء الحقوق المدنية البارزين، مثل مالكوم أكس ومارتن لوثر كينغ، وكان لها دور بارز في الدفاع عن حقوق المسلمين وهويتهم في أميركا، ينسب لها الفضل بتفكيك برنامج شرطة نيويورك للتجسس على اتصالات المسلمين في المدينة.
وانخرطت صرصور في حركات الدفاع عن الأميركيين السود، وخصوصاً الحركة التي عرفت لاحقاً باسم "حياة السود مهمة"، حيث كانت من منظمي تظاهرة خرجت من نيويورك إلى واشنطن، لتخليد ذكرى السود الذين قتلتهم الشرطة الأميركية في 2014.
وتؤكد صوصور ضرورة انخراط العرب والمسلمين في السياسة، ودعم المرشحين العرب والمسلمين وغيرهم في الانتخابات للبلديات والكونغرس، لأن المظاهرات وحدها لن تغير الكثير، بل الوصول إلى مراكز صنع القرار هي التي ستغير، وتؤكد أهمية الصوت العربي والمسلم في أمريكا، وبات لديهم مرشحين إما منهم أو يدعمونهم.
وحول الجمعية العربي الإمريكية، توضح ليندا أنها تأسست بقرار من الفلسطيني د. أحمد جابر، وباتت اليوم من أنشط الحمعيات في الولايات المتحدة، ونالت العديد الجوائز لدورها في الدفاع عن حقوق الإنسان والأقليات والمرأة.
وتكشف ليندا النقاب أن الجالية اليهودية في الولايات المتحدة اشتغلت مبكراً على العمل السياسي، وعلى دعم المرشحين لجميع الانتخابات، فنجحوا في إيصال صوتهم، أما العرب والمسلمين فلديهم العديد من القضايا وليست فقط قضية فلسطين، كما أنهم لم ينخرطوا بالعمل السياسي، إلا متأخراً.
وتضيف بأن الجيل العربي الجديد يركز أكثر على الانخراط في العمل السياسي، ونجح الشباب العربي الأمريكي في التأثير على أقرانهم الأمريكان، وبات لدينا شخصيات أمريكية تترشح للكونغرس والبلديات، ونحن ندعمهم بقوة، ونجح بعضهم رغم أن واقع أمريكا فإن كل من يترشح ويتحدث عن إسرائيل، فإنه لن ينجح، ولدينا أعضاء في البلديات من الداعمين لفلسطين.
وتؤكد ان عمل الشباب الفلسطيني الأمريكي في السياسة أتى بثماره بعد 40 عاماً، حيث وصلنا إلى أهدافنا، وبدأنا بالتأثير على الرأي العام الأمريكي، وحيدنا الاعلام التقليدي المقيد باللوبي الداعم لإسرائيل، لا سيما بعد انتشاء وسائط الاعلام الاجتماعي، وبات الشعب الأمريكي يرى ما يحدث في فلسطين، والقتل بأن أعينهم، واكتشفوا أنهم كانوا ضحية الإعلام التقليدي.
وقادت ليندا العديد من المظاهرات المليونية رفضاً لسياسة ترامب، وزادت شهرتها بعد قيادتها لمسيرة حاشدة ضد ترامب، بعد تبوئه منصبه فكانت واحدة من منظمي مسيرة المرأة التاريخية في واشنطن في شهر كانون الثاني، سنة 2017.
ورغم صغر سنها، فقد كرست لينا صرصور حياتها لتناول قضايا تشمل حقوق الانسان العربي والمسلم مثل سياسة الهجرة والحبس الجماعي ودعت إلى التوقف عن التجسس، التي تقوم بها إدارة شرطة نيويورك على المسلمين، إضافة إلى دفاعها عن العرق الأسود في الولايات المتحدة الأمريكية.
ودافعت ليندا بفخر واعتزاز عن حجابها في مجتمع يعيش فوبيا من الحجاب والاسلام، وتقول "عندما لم أكن أرتدي الحجاب كنت مجرد فتاة بيضاء عادية من مدينة نيويورك".
 وفي سنة 2012، اعترف البيت الأبيض بليندا ، كناشطة بارزة في العمل السياسي، حيث أطلق عليها صفة "بطلة التغيير"، خلال رئاسة باراك أوباما.
 فيما تمت إزالة اسمها بالكامل من موقع البيت الأبيض، بعد تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه.
وتعرف ليندا بدفاعها عن القضية الفلسطينية وقد جندت نفسها للدفاع عن حقوق المرأة الفلسطينية، وقالت: لا يمكنك أن تكون نسوية في الولايات المتحدة وأن تقف من أجل حقوق المرأة الأمريكية ثم تقول إنك لا تريد أن تقف من أجل حقوق المرأة الفلسطينية في فلسطين.
وتم اعتقال ليندا إلى جانب ناشطات أخريات من النساء، بما في ذلك بلاند وتاميكا مالوري وكارمن بيريز، ثم أفرج عنهن.
وتعرف صرصور بمبادئها وقوة عبارتها وقدرتها على المواجهة والدفاع عن مواقفها وتعتبر أن "كلمة الحقيقة أمام حاكم طاغية أو زعيم" أفضل شكل من أشكال الجهاد والنضال.
وأدرجت ليندا صرصور ضمن قائمة "بوليتيكو 50"، وهي قائمة سنوية تعرض أكثر الوجوه مقاومة لترامب، حيث اختيرت من أبرز المرشحين السياسيين في البلاد، بعد مشاركتها في المسيرة المليونية التاريخية في كانون الثاني 2017.
 وكما تتزعم تياراً واسعاً من أطياف سياسية وايديولوجية وأعراق مختلفة، للتصدي للتمييز العنصري والاسلاموفوبيا ومحاولات شيطنة الاسلام، ضد غطرسة لوبيات متطرفة تؤمن بتفوق الجنس الأبيض .
وتمكنت بفعل سلطة المال والاعلام والتخوبف، من الصعود الى أعلى هرم الحكم في امريكا.