الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

51 عاما على الانطلاقة.. مستمرون بالنضال الوطني والاجتماعي

نشر بتاريخ: 15/07/2018 ( آخر تحديث: 15/07/2018 الساعة: 13:21 )

الكاتب: مراد حرفوش

عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي
يصادف الخامس عشر من تموز كل عام ذكرى انطلاقة المارد الجبهاوي جبهة النضال الشعبي الفلسطيني الفصيل الوطني الديمقراطي العريق احدى فصائل العمل الوطني، الذي تأسس على ايدي ثلة من المناضلين الكبار الذين حملوا هموم وعناء مرحلة الهزيمة والانكسار تلك المرحلة العصيبة والمؤلمة التي عاشها شعبنا العربي والفلسطيني ابان هزيمة عام 1967، عام الهزيمة والضياع ممن تبقى من الارض الفلسطينية من نكبة فلسطين الكبرى.
القامات الوطنية والكبيرة التي رأت بناءً على قراءة سياسية ووطنية ملحة انذاك بضرورة تشكيل جبهة النضال الشعبي الفلسطيني التي رسمت ملامح النضال الوطني والديمقراطية والتي تشكل وعيها الفكري والكفاحي من خلال انتمائها الى احزاب وحركات قومية وأممية، وبالتالي عقدت العزيمة والهمم على انطلاقة الجبهة بعد 40 يوما من هزيمة النكسة، ومارست باكورة كفاحها من خلال المقاومة، والعصيان المدني، وتحريض جماهير شعبنا بعدم التعاطي والتهاون من قوات الاحتلال الاسرائيلي، فتقدم قادتها وأعضاءها كما عهدهم ابناء شعبنا بكافة الوانهم وأطيافهم السياسية وانتمائهم الطبقي، بالنضال العسكري ضد المحتل منذو البدايات، فالبدايات تبنت ومارسة الجبهة الكفاح العسكري والمقاومة المسلحة الى جانب القوى الوطنية جديدة العهد والتأسيس مع رفاق دربهم، فعمدت الجبهة نضالها بدماء ابنائها وتضحيات قادتها ورفاقها امثال القائد المؤسس د.صبحي غوشه، وشيخ المناضلين الاستاذ بهجت ابو غربية والرفيق القائد الشهيد ابو النايف، والشهيد القائد فارس القدس د. سمير غوشه، والشهيد ابو الحكم، والشهيد القائد الرائد خالد، وغيرهم من الشهداء والمناضلين الاوفياء الذين قدموا الغالي والنفيس من اجل فلسطين، ولكي يحافظوا على الهوية والمشروع الوطني الذي كان يراد ضياع وتشتيت قضيتنا وهويتنا بلا رجعة.
مرت الجبهة في مسيرتها وسيرتها بتحولات وتعرجات كثيرة على مدار ثورتنا المجيدة المعاصرة أثرت وتأثرت بالتحولات والمتغيرات السياسية والفكرية كفصيل وحزب حي عاش مراحل صعاب، استطاعت الجبهة بقدراتها الحكيمة ونظرتها الثاقبة التي كانت يمتلكها قادتها ونهجها الديمقراطي في حياتها التنظيمية الاداة الصلبة التي اعتمدت عليها في بناء والارتكاز على مواقفها وتوجهاتها وهذا ما ميزها عن غيرها من الفصائل، عاشت وتعايشت من اجواء من البدايات بحياة ديمقراطية في اتخاذ القرار والاصطفاف بجانب الفكر الوطني والديمقراطي من البداية الى يومنا هذا، وبالتالي ساعدها كثيرا على تجاوز الوقوع في وحل التجاذبات الاقليمية والمذهبية مكنها بالنأي عن كل هذا وذاك .
في الذكرى الواحدة والخمسين على انطلاقة الجبهة هذا العام تحتفل فيه الجبهة وقد حسمت رؤيتها وتوجهاته النضالية والاجتماعية من خلال تجسيد هذه الثابت النضالي من خلال بقاء التنقض الرئيسي مع المحتل الاسرائيلي سارق وناهب الارض رافعة شعارا سياسيا لهذه العام "بالمقاومة الشعبية والوحدة الوطنية نسقط صفقة القرن" التي اصبح الكل يدرك ماذا يريد ترامب ومن وراءه نتياهو من هذه الصفعة وهو ضياع مزيدا من مشروعنا الوطني والانتهاء من قضيتنا الوطنية الى الابد وتصبح كقضية اغاثية وتصبح ضي النسيان بوجدان العالم.
طوت الجبهة عامها الـ50 بالمقاومة ضد المحتل، وافتحت عامها الجديد بمهام نضالية من خلال مسيرات عند الخان الاحمر وكفر قدوم ومناطق الاشتباك والمواجهة مع المحتل، وضد سياسة التهجير ، ورفضا الى سياسة الفصل العنصري والسياسة الاستيطانية التي تنهجها حكومة الفاشي نتياهو، وكذلك مشاركتها بالفعاليات الوطنية الى جانب مطالب ونضال اسرانا البواسل في سجون الاحتلال الاسرائيلي، ودعما واسنادنا الى كفاحهم المستمر من اجل الحرية والاستقلال.
والمهمة الاجتماعية الابرز لانطلاقة الجبهة لهذا العام هو اعتمادها كعضو استشاري في منظمة الاشتراكية الدولية، بعد ايفائها وتجاوبها كحزب اشتراكي ديمقراطي من خلال تبنيها للسياسات الاجتماعي والاقتصادية ليس من اليوم، وانما منذو عشر سنوات عندما اعتمدت اسماءً لقائمتها الانتخابية التي خاضت فيه انتخاب المجلس التشريعي لعام 2006 "الحرية والعدالة الاجتماعية" وهما المبدأين الاساسين الى الاشتراكية الديمقراطية التي تناضل الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية ومنظمتها الاممية الى تحقيقهما وقد اكتسبت الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية بأبعادها الفكرية والاجتماعية تأييدا واسعا وكبيرا في بلدنا العالم، وغدت الكثير من دول العالم تحكمها احزاب وحركات ذات التوجه والبرنامج الاشتراكي الديمقراطي، فمارسة الجبهة من خلال مشاركة الامين العام د. احمد مجدلاني كوزيرا للعمل من خلال الحكومات الفلسطينية التي شارك فيها النهج الاشتراكي للسياسات الاجتماعية والاقتصادية، وقضايا العدالة الاجتماعية، وبذلك في عهده اقر اقرار الحد الادنى للأجور لاول مره في تاريخ فلسطين من اجل تخفيف الفرقات الطبقة، والتقليل من توسع الطبقة المسحوقة والفقيرة المستغلة والمضطهدة في المجتمع الفلسطيني ، والمسألة الاكثر اهمية هو مساعيه الحثيثة التي رأت النور ايضا قانون الضمان الاجتماعي ذات المنافع الخمسة، التي اقر القانون التي رأى فيه قانون يجعل العدالة الاجتماعية اقرب الى التحقيق ، والقضية الاخرى التي مازلت في طور الاعداد والتجهيز وهي الحوار الاجتماعي كمؤسسة سترى النور قريبا التي يراد منها الحوار بين اطراف الانتاج والمكونات الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع الفلسطيني للوصول الى حوار وطني اجتماعي وعدالة اجتماعية توافقية تحقق الاهداف الحرية بأفاق ديمقراطية، وسياسات اجتماعية اقتصادية نحو عدالة اجتماعية في فلسطين.
هذه الممارسة الواقعية والحقيقة تنتهجا الجبهة من خلال الممارسة الى ارض الواقع وليس تنظيرا او تمنيات وإنما قناعة فكرية وممارسة عملية ، كما ستمارس الجبهة نضالها المطلبي بتبنيها الى قضايا العمالية والمرأة والشباب والطبقات الاجتماعية الاخرى لكي نحقق حياة ديمقراطية وعدالة اجتماعية ونضال وطني بمجتمع حر بأفاق اجتماعية واقتصاد عادل.
وتأكيد على ما سبق: نجدد العهد والوفاء الى قادتنا ورفاقنا الشهداء ونقول على درب النضال سائرون، حتى الحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، نحو مجتمع فلسطيني تقدمي حر وعدالة الاجتماعية.