الثلاثاء: 23/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

(خاوات) حمـــاس والحل...

نشر بتاريخ: 19/07/2018 ( آخر تحديث: 19/07/2018 الساعة: 11:37 )

الكاتب: ماهر حسين

عندما نتحدث عن غزة وعن معاناة أهل غزة نتحدث عن جوانب عدة جعلت المواطن في غزة يعيش صعوبات لا يمكن حصرهــــا.
الكهرباء والماء مشكلة، والرواتب طبعا مشكلة، والتجار والعمال والصيادين والموظفين يعانون مشاكل لا تعد ولا تحصى.
طبعا البنية التحتية متهالكة ولم يحدث بها أي تطور منذ الإنقلاب.
لا داعي لذكر التعليم ومشاكله والخدمات الصحية ومشاكلهــــــــــا فكل ذلك بات يهدد حياة ومستقبل المواطن الفلسطيني في غزة.
وهناك بالطبع مشاكل نفسية ناتجة عن الإحباط والبطالة إنعكست على حياة المواطنين وسلوكهم وللأسف يوجد إرتفاع كبير في مستويات الإدمان وكذلك هناك مشاكل إجتماعية في العائلات تمس بوحدة المجتمع وبنيته الأساسيه متمثله بالأسرة.
ما نقوله واقع ولكنه لا ينفي الصمود الأسطوري للمواطن الفلسطيني في غزة من أبناء غزة الكرام وهذا الصمود في مواجهة الواقع ليس غريبا عن غزة وأهلهــــا.
وقد يكون هذا الواقع في غزة وبالرغم من كل الصعوبات هو واقع طبيعي فما هو المتوقع من الحصار والموت والإعاقات والقمع الداخلي !!!
بالمختصر ما هو المتوقع من مواطن من الممكن أن يكون شاهدا على حرب ويدفع ثمنهـــا وهو لا يعرف سبب هذه الحرب !!!! ومن ثم يكون هذا المواطن الذي دٌمر بيته شاهدا على نصر لا يرى منه سوى الدمار والموت والتخريب !!!!! وعندما تكون الحرب في غزة يجب أن تكون معها بلا تفكير ويجب أن تحتفل بنصرها وبلا تفكير.
كل ذلك مؤلم ولكن بالنسبة لي أظن بأن أصعب ما يعيشه المواطن في غزة هو الشعور بالإحباط وغياب الأمل حيث أن هناك شعور طاغي بالسواد وهناك شعور عام بأن الجميع تخلى عن غزة وهناك حزن دفين عند الحديث عن المستقبل وخاصة مستقبل الأطفال.
الطبيعي أن يرافق كل ما سبق من صعوبات أحاديث دائمة عن الهجرة لدى أغلب شبان غزة وأهلها.
هو محاولة للهروب من الإحباط، وتحمل هذه المحاولات للخروج من غزة أسماء عدة منهـــا الهجرة والسفر والمغادرة بأي طريقة والعمل في الخارج بأي وظيفة وكل ذلك يجب أن يمر من خلال المعبر.
وعندما نقول المعبر فنحن نتحدث عن معبر غزة الى العالم الخارجي المسمى بمعبر رفح.
فمعبر رفح في هذا الجو العـــام هو بوابة الأمل للخروج من غزة ولكن للأسف هناك صعوبات لا تعد ولا تحصى تواجه المسافر عبر المعبر ومنها إغلاق المعبر والخاوات التي تفرضها حماس على المسافر.
نفهم بأن هناك أسباب سياسية تؤدي الى إغلاق المعبر أحيانا ولكن لا أفهم نظام الخاوات التي تعمل به حماس لتأمين السفر من المعبر للقادرين ماديا على ذلك.
أكرر للقارئ العزيز (خاوات) حماس التي تفرضها للسفر من خلال المعبر ،نعم خاوات ورشاوي وواسطات وأولويات لمن يملك المال أو لمن يملك العلاقة مع حمـــاس.
بالمختصر ...
هناك خاوات تٌفرض على الراغبين بمغادرة غزة وتصل لألاف الدولارات ويتم جني أموال هذه الخاوات لصالح حمــــاس ولصالح أفراد من حماس ولا علاقة لهذه الخاوات بغزة أو بفلسطين ولا يتم توريدها لأي حساب له علاقة بالسلطة الشرعية أو حتى بسلطة الأمر الواقع الإنقلابية في غزة.
ما أقوله وبصدق تام....
إن تجربة حماس بالحكم في غزة تجربة كارثية أضرت بحماس وصورتها وكما أضرت بغزة وأهلها بشكل أساس وعلى حمـــاس أن تبادر للتفاعل مع المبادرات الساعية لرأب الصدع الوطني الذي يتسع ويزيد يوما بعد يوم بفعل فاعل وبتخطيط مخُطط، وندعو حمـــاس للتوقف عن الحديث عن الصفقات والمناورات وعن الاماكن الامنة في غزة فالطريق الأسهل والأقصر والطريق الوطني الامن لتجاوز مشاكل حماس ولتجاوز مشاكل غزة يمر فقط عبر التنسيق مع المقاطعة في رام الله.
على حمـــاس أن تستمع لكلمة الشرعية والمصلحة الوطنية الفلسطينية وهذه الكلمة لها عنوان واحد وهو المقاطعة في رام الله.
نعم المقاطعة في رام الله، فمن هناك وهناك فقط يكمن الحــــل لأزمة غزة وأهلها ومن هناك وهناك فقط يوجد الحل لمأزق حماس في إدارة شأنهــــا السياسي، ومن هناك وهناك فقط يمكن لأي حل سياسي أن يمر إذا لبى مطالب وحقوق الشعب الفلسطيني.