الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

"نبضات ساخنة"- المصالحة تقول قولها الفصل..

نشر بتاريخ: 22/07/2018 ( آخر تحديث: 22/07/2018 الساعة: 11:22 )

الكاتب: وليد الهودلي

الكل يقول في المصالحة بينما هي صامتة، ماذا لو أعطيناها الحديث: ماذا عساها ان تقول؟
بعد مشوار طويل والكل يناشدني ان أكون حاضرة وأن آخذ بيد الناس، بينما الاطراف المتنازعة تريدني وتتمنى حضوري ولكنها في نفس الوقت لا تبذل قصارى جهدها، طال علي الامد وأنا معلقة على شجرة باسقة ولا أجد لي مكانة مناسبة تليق بي وأستطيع من خلالها أن أعبر عن ذاتي بشكل طبيعي وحقيقي، وأقوم بدوري المنشود.
أخيرا قررت أن أعلمكم بالاتي:
• لتعلموا جميعا اني حرة عزيزة كريمة، لي شروطي وأهدافي ولي قراري: لست رهن إشارتكم: آتيكم متى وحيث وكيف ما تريدون : لا ايها السادة الكرام ، إما ان تأخذوني وحدة كاملة وكما أريد أو أن تتركوني وشأني .. ما لكم كل يفهمني على مقاسه ووفق تصوراته وتصورات ويريد أن يلوي عنقي حسب أهوائه.
• ومن شروطي أن تخرجوني من دائر الشعار أو الادعاء أو التمني أو المزاودة أو الهروب الى الامام أو التمسح بي ، هذا لن ينفع ، المطلوب هو أن تقصدوني بالفعل وأن تتحرك ارادات صادقة باتجاهي والا سرعان ما أكشف زيفكم وأبتعد عنكم، أنتم أمام شعب واع يكتشف بسرعة ويعرف كيف يميز الحبيث من الطيب.
• بعد هذه التجربة الطويلة المريرة قررت أن لا أكون الا متلازمة مع برنامج وطني أو عقد سياسي تتفق عليه كل القوى الفاعلة في المجتمع الفلسطيني ، فلا معنى لشحن العواطف والمشاعر معي دون ان يكون هناك عملية تمكين تستعصى على العواصف السياسية العاتية وتضمن الاستمرارية ، فدولة الاحتلال مثلا تشكلت على اساس عقد سياسي ضمن لمجتمعهم الاستمرار رغم عنصريته البغيضة وقيامه الباطل على ارض غيره ، ودول كثيرة في العالم يحكمها مثل هذا التوافق المماسس ، ومن خلالها تكون الشراكة السياسية متاحة للجميع ويتم تداول السلطة بطرق سلميه يحكمها النظام والقانون ، ولا أريد ان اضرب أمثلة على صعيد عالمي ، دول وشعوب كثيرة لا تعد ولا تحصى وصلت الى مثل هذا العقد السياسي ، لا يمكن لي وبعد هذا الوقت الطويل من الخبرة السياسية لدى الشعب الفلسطيني أن أعود لاتفاعل مع مشاعر الناس دون أن أكون حاضرة وفاعلة بطريقة توافقية ناجحة تضع كل النقاط على كب الحروف السياسية في معادلة عقد سياسي تتعاهد عليه جميع القوى الفاعلة .
• ولا بد حتى يتم نجاح استقراري واستمراري أن أدخل بقوة وجدان ثقافة المجتمع بحيث يعلم الناس ان المصالحة مسالة حياة او موت لقضيتنا ، فالانقسام أضاف لنا نكبة جديدة اشد وقعا من سابقاتها بينما المصالحة والوحدة الوطنية هي اولى سبل النجاة من براثن الاحتلال وهي الشرط الاكبر لتحرير البلاد والعباد. وهنا يجب ان لا نكتفي بالتصريح وطرز الشعار وخطب الجمعة بل يجب ان يجري العمل على تحويل الامر الى قيمة سلوكية ومنهج تربوي نتربى ونربي ابناءنا عليه وهذا يتطلب المزيد من الانشطة والتدريب العملي والعمل الفني والمسرحي لكي ننتج عقلا جمعيا يشمئز وينفر من الفرقة والانقسام ويتمسك بكل قوة بالوحدة والمصالحة واذا اقتضى الامر وانحرف السياسي نجد هذا المواطن وقد نزل الى الشارع وفرض على قادته المصالحة .
هذا قولي ايها السادات والسادة ولن أقبل بأقل من هذا أو أن أبقى ممسحة لكل من أراد يحسن من صورته أو تمثالا لمن يريد ان يلتقط معي صورة.