الخميس: 28/03/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
جيش الاحتلال يعتقل جهاد نواجعة رئيس مجلس قروي سوسيا بالخليل

الحاضرون الغائبون وقانون القومية

نشر بتاريخ: 05/08/2018 ( آخر تحديث: 08/08/2018 الساعة: 09:38 )

الكاتب: بروفيسور سعيد زيدان

من اللافت في "قانون القومية" المشؤوم هو الغياب او التغييب التام للفلسطيني من النص. الفلسطيني هو كائن او شبح كائن يطل في ثلاث مواد من بين المواد الـ 11 للقانون المذكور:
-هو كائن او شبح كائن يتكلم اللغة العربية التي ازيحت من مرتبة لغة رسمية الى مرتبة لغة خاصة.
-هو كائن او شبح كائن له الحق في عطل دينية غير العطل الرسمية للدولة.
- وهو، ثالثا، كائن او شبح كائن له صفة شبه المواطن او المقيم الذي تلتزم الدولة بحمايته اذا تعرض للمضايقة او الاسر خارج البلاد.
اما في المواد الـ 8 الاخرى للقانون فهو غائب/مغيب تماما. ولا ذكر لحقوق مواطنة ديمقراطية متساوية يتمتع بها او تلتصق به. هو، باختصار، كائن او شبح كائن لا دخل ولا شأن له في تحديد طبيعة الدولة، عاصمتها، لغتها، رموزها وعطلها، واي شان اخر له علاقة بسيادتها. فالسيادة ومجروراتها، مثل تقرير المصير ومثل بناء وتقوية الاستيطان، لليهود حصرا، واينما تواجدوا.
ولكن رغم هذا الغياب/التغييب الاجرامي من النص، فان الفلسطيني يفرط في فرض حضوره في كل مادة وكل فقرة. تماما كما افرط في فرض حضوره رغم الاعلان عنه قبل 70 عاما بانه غائب لغرص العودة الى البيت/البلد واستعادة الاملاك المصادرة او لغرض التمتع بحقوق المواطنة الديمقراطية المتساوية.
والعبرة: قانون القومية هذا ذو طابع لصوصي واضح وفاضح. فمن استولى على البيت/البلد، وطرد من طرد من اصحاب البيت /البلد، يعلن للملا، وباقصى درجات الوقاحة، بانه السيد الحصري في البيت/البلد وانه الامر الناهي بشانه. ولكن في نظرنا، نحن اصحاب البيت/البلد الاصليين، لا شرعية لقانون القومية هذا، تماما كما لا شرعية لممارسات وسياسات وقوانين سابقة او لاحقة يشرعنها او/ ويحصنها.

نعم للنضال المتواصل من اجل الغاء قانون القومية المشؤوم.
نعم للنضال المتواصل من اجل حقوق المواطنة الديمقراطية المتساوية للفلسطيننين والاسرائيليين اليهود على السواء.
لا، والف لا، لقانون التمييز العنصري والتفوق العرقي.