الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

اقتراحات للمجلس المركزي الجديد

نشر بتاريخ: 11/08/2018 ( آخر تحديث: 12/08/2018 الساعة: 11:16 )

الكاتب: نبيل عمرو

ينعقد المجلس المركزي بتركيبته الجديدة بعد أيام قليلة في رام الله، ووفق جدول الاعمال الذي وزع على الأعضاء، فإن المهمات الملقاة على عاتق المجلس تبدو ثقيلة وكثيرة، ما يثير شكوكا جدية بقدرة المجلس في يومين على معالجتها ووضع حلول فعالة لها.
وانطلاقا من خبرة يبلغ مداها الزمني ثلث قرن كنت فيها عضوا في هذا المجلس، فإنني اقترح على رئاسته واعضائه وعلى اللجنة التنفيذية ورئيسها ما يلي:
أولا: استبدال البنود الكثيرة التي تضمنتها الدعوة ببنود أقل ولكن أهم، الأول كيفية الحفاظ على ما تبقى من رصيد ضئيل للمجلس عند الناس، من خلال تقليل الخطابات الحماسية قدر الإمكان، فكل مجالسنا السابقة تميزت بكثرة الخطابات عالية الصوت دون الدخول بصورة عملية وواقعية الى معالجة القضايا الأساسية التي يواجهها الفلسطينيون وما أكثرها وما أصعبها.
ثانيا: ولأن المجلس المركزي ولو قانونيا ونظريا هو مؤسسة قرار تستمد شرعيتها من شرعية المجلس الوطني، فليحاذر السادة الأعضاء والرئاسة من الإعلان عن قرارات شعبوية هي من النوع الذي لا يطبق.
لقد وقع المجلس في هذا المحظور كثيرا وكانت النتيجة تراجع المصداقية الى ما دون الحد الأدنى، وابتعاد المواطنين عن متابعة جلساته وقراراته، وكأنه مجرد اجتماع عادي او ندوة تجري في غرفة مغلقة.
ثالثا: إعادة النظر في مبدأ تحويل جميع صلاحيات المجلس الوطني الى المركزي كخطوة أولى تليها تحويل المركزي الى بديل عن التشريعي، وتكليف اللجنة التنفيذية بمهام الحكومة، ان ذلك لو تم واخال الرئيس عباس لن يقبل بمجرد البحث فيه، فيعني توجيه ضربة قاصمة الظهر للمنظمة وللسلطة معا.
الظروف التي ينعقد فيها المجلس هي من اقسى واصعب ما مر على الفلسطينيين في كل مراحل نضالهم الوطني، ولم يحدث في السابق ان تهددت ثوابت القضية الفلسطينية ومرتكزات وجودها ومبررات التضحية من اجلها مثلما تتهدد الان، وهذا يحتم الابتعاد عن ترف الخطابات النارية التي تقال بفعل وهم ان هذه الخطابات تبيض الوجه وترضي الناس، وليعلم كل من له دور سياسي في هذه المرحلة الصعبة، ان المصداقية لا تتوفر بمجرد الكلام، وانما بالقدرة على تحويل الكلام الى فعل، وهذا ما اخفق فيه المجلس المركزي، حين اتخذ قرارات قيل عنها في اليوم التالي انها من النوع الذي لا يطبق، واذا كان شعار الدورة الحالية يحمل اسم شهيدة نعتز بها هي رزان النجار، الا ان ما هو مطلوب من المجلس المركزي إضافة عنوان آخر لهذه الجلسة وهو .. كيف نمنع تبديد ما تبقى من رصيد للمجلس والمنظمة.