الثلاثاء: 16/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

المجلس المركزي وهل نضحك على ذات النكتة مرتين!

نشر بتاريخ: 12/08/2018 ( آخر تحديث: 12/08/2018 الساعة: 12:15 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

هناك قوى تريد أن تشارك في المجلس المركزي بكل قوة مهما كانت الظروف ومهما كانت الشعارات السياسية حتى لو إنعقد المجلس في جبل كوكو باليابان، وهناك قوى لن تشارك في المجلس المركزي مهما كانت الظروف السياسية ومهما كان الثمن وبكل الظروف لأنها لا تريد ان تشارك حتى لو إنعقد المجلس المركزي في باحات المسجد الاقصى. وهناك قوى وشخصيات دائما تتردد.. وفي كل مجلس وطني وفي كل مجلس مركزي تتردد.
وكما جرت العادة، سيشارك من يشارك دائما، وسيرفض المشاركة من يرفض المشاركة دائما.. وسيتردد من يتردد دائما. وسينعقد المجلس بمن حضر كما يحدث دائما، وسيتخذ القرارات التي يتخذها دائما، وسيرفض هذه القرارات من يرفضها دائما وسيصفق من يصفق دائما وسنكتب نفس العناوين وننشر نفس المقالات لنفس الكتاب من التيارات الثلاثة. مع وجود هامش هذه المرة لاداء رقصة "كيكي" سياسية تنظيمية عند البعض. ولسوف يسير هؤلاء مع المجلس المركزي لا هم يركبون ولا هم يرفضون. فقط سيسيرون بمحاذاة المركبة ولن نعرف اذا هم يرقصون أم أنهم يعرّضون حياتهم وحياتنا للخطر.
لا يجب أن نسأل ماذا يريد المجلس المركزي أن يقرر. لأن عامل الإرادة الذاتية بات هامشيا جدا، وإنما يجب ان نسأل ماذا يقدر المجلس المركزي أن يقرر؟ وهل فعلا يمكنه اتخاذ قرارات مصيرية؟ ومصيرية لمن!! هل مصير التنظيمات أم مصير السلطة أم مصير الشعب أم مصير حماس أم مصير المفاوضات ام مصير الثورة أم مصير الطامعين في وراثة السلطة ورئاستها ؟؟؟
اذا إنعقد المجلس المركزي في نفس قاعة إنعقاد المجلس الوطني نهاية نيسان الماضي. وجلس نفس القادة على نفس المقاعد على المنصة، وجلس نفس الإعضاء على نفس المقاعد الأمامية، وجلس نفس الحضور في نفس المقاعد الخلفية، وإحتفظ المؤسسون بالمايكروفون مثل المرة الماضية، وألقى نفس الخطباء خطاباتهم النارية القومجية كما في المرة الماضية، ونقلت نفس الكاميرات نفس الذبذبات، وإستضافت الإستوديوهات نفس الضيوف الذين قالوا نفس الكلام عن المجلس الوطني، وحضر نفس الضيوف على نفس الطاولات.
فإن البيان الختامي للمجلس المركزي سيكون هو نفسه البيان الختامي للمجلس الوطني. وجميعنا نعرف من يكتبه وعلى نفس شاشة الكمبيوتر التي لم تتغير منذ بداية أيار.
الفرق الوحيد هذه المرة.. أننا نكون كمن يضحك على نفس النكتة مرتين.