الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

تعيين الابراش رئيساً لمجلس أُمناء الازهر خطوة بالاتجاه الصحيح

نشر بتاريخ: 13/08/2018 ( آخر تحديث: 13/08/2018 الساعة: 18:09 )

الكاتب: د. ياسر عبد الله

يعد اصدار الرئيس محمود عباس قراراً بتعيين مجلس أمناء جديد لجامعة الازهر بغزة برئاسة الدكتور ابراهيم أبراش خطوة بالاتجاه الصحيح نحو اصلاح مؤسسات التعليم في فلسطين والجامعات الفلسطينية وذلك من خلال تعيين كفاءات علمية ومفكرين لهم الاثر في اثراء قطاع التعليم الفلسطيني بالفكر المستقل الملتزم والكفاءات العلمية والمهنية، وان تغيير رئيس مجلس امناء جامعة حكومية يعني ان الوطن بخير وان القيادة تسعى الى خلق حالة من الالتزام والشفافية واحترام الكفاءات العلمية والاهتمام بمؤسساتنا الجامعية بما يخدم الطلبة ويسهم في تحسين جودة التعليم ومخرجاته في المستقبل بما يتلاءم واحتياجات سوق العمل ومواءمتها مع مخرجات الجامعات في مختلف التخصصات.
شيء جميل ان نرى في فلسطين تغييراً، وشيء جميل ان نرى في الوطن اشخاصاً يملكون الكفاءة العلمية في مراكز متقدمة وفي اعلى هرم مؤسساتنا الوطنية، وان نرى عهد الممالك الاكاديمية قد بدأ بالتلاشي وبزوغ عهد الشفافية والمهنية والمنطقية في التعينات والترقيات وان مؤسسة تعليمية واحدة يحصل فيها التغيير هو انجاز كبير يستحق ان نقف امامه ونتأمل التغيير في مؤسسات اخرى في الوطن بحاجة الى تغيير واصلاح أيضا، فالوطن بمؤسساته يعتمد على كفاءة ومهنية اصحاب القرار في تلك المؤسسات، وتحقيق العدالة في التوظيف والترقيات والتعينات بالإضافة الى انه يعتمد على وضع "الرجل المناسب في المكان المناسب".
ان المياه وان كانت عذبة ونقية بعد ان تركد مكانها لزمن طويل فإنها تفسد وتفقد سماتها فيصبح لها لوناً وطعماً ورائحة، بعدها حتما سوف تفسد المحيط بمكوناتها؛ لكن المياه الجارية والمتجددة كما هي مياه الانهار والينابيع دائمة التجدد تحافظ على خصائص المياه العذبة وتبقى صالحة لكل شيء حي وتسهم في تنمية وتطوير البيئة المحيطة بكافة مكوناتها، وتعتبر المياه الراكدة أحد المخاطر البيئية.
ان الوطن يستحق ان يحدث فيه تغييرا وان كان لا يلبي طموح الموطن والشباب لان الهموم ثقلت وتراكمت واثقلت كاهلهم؛ ولكن ان نبدأ باصلاح مؤسساتنا التعليمية وجامعاتنا هي الخطوة الحاسمة في مستقبل الوطن؛ فمن يتخرج من تلك الجامعات هم الاطباء والمهندسين والمعلمين والمهنيين والاعلاميين والمحامين والعلماء والخبراء؛ وان البدء بالتغيير في مؤسسات تعليمية سوف يكون له الاثر في تحسين اوضاع الجامعات ونقلها الى مستوى الجامعات العالمية والبدء بالتفكير في المنافسات على التصنيفات الدولية للجامعات لنرى في المستقبل جامعاتنا ضمن المئة جامعة الاولى في تصنيف "شنغهاي" مثلا او اي تصنيف آخر يرفع من مكانة فلسطين محليا واقليما ودوليا.
مؤكدٌ ان القرار صائب وان الجهات التي رشحت للرئيس كفاءة علمية لمثل هذا المنصب هي جهات غيورة على مصلحة الوطن ومصلحة جامعاتنا الوطنية، ونتنمنى عليها الاستمرار على هذا النهج الحضاري الذي يرفع من مكانة التعليم في فلسطين والذي يسهم في تحقيق العدالة الاجتماعية في الوطن.