الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

كيف ترى قيادتي؟

نشر بتاريخ: 15/08/2018 ( آخر تحديث: 15/08/2018 الساعة: 10:36 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

بعد ثلاثة أشهر من انعقاد المجلس الوطني، ينعقد المجلس المركزي لمنظمة التحرير وسط خلافات داخلية حادة. القوى السياسية نفسها هي السبب في هذه الخلافات والانقسامات وهي سبب "وجع الرأس" الدائم لدى المواطن فقد صارت هي الراعي الحصري للانقسامات والخلافات، بينما لا يزال الشعب الفلسطيني موحّد ومتماسك، أمّا القوى فهي التي تنتج الأزمات وتفرضها على الناس عنوة من خلال سوء الأداء وسوء الإدارة وسوء القيادة وحتى سوء الطالع.
بين النصاب القانوني (الذي يسهل تحقيقه بين 145 عضوا ) وبين النصاب السياسي الضائع غالبا. يضع المجلس المركزي نفسه تحت مجهر التاريخ، ويسجل مغامرة كبيرة وثقيلة في الانعقاد من دون فصائل شريكة.
الازمات لها أصولها ونجومها. وفي كل أزمة داخلية يطل علينا مسؤول ويحشر نفسه ليعطي الجمهور النصائح والإجابات (خبير في كل أزمة ومهما كان عمقها ونوعها). ولكن المجلس الذي سيحقق النصاب القانوني والذي لم يحقق النصاب السياسي يعرف ان مسؤولية الملفات على جدول الدورة أثقل بكثير من ان يتورط بحمله فصيل واحد.
هذا اليوم سيمضي، ولن تسقط السماء على الارض، ولن تثور البراكين. ولا أعتقد ان المجلس المركزي قادر على اتخاذ قرارات مصيرية صادمة ترعب العالم كما يسارع بعض نجوم الأزمات الى القول. ولكنه قد وضع نفسه في زاوية واحدة وهي: تأييد الجمهور.
معظم الرؤساء يصلون في مرحلة من المراحل لمعارضة أحزابهم التي انتخبتهم لهذا المنصب، ويصلون الى مخاصمة باقي احزاب الائتلاف. ولكنهم في هذه الحالة يستعينون بالجمهور. ويكسرون عيون النقاد من خلال استطلاعات الرأي.
أبو مازن مضى الى المركزي من دون الفصائل. وهكذا كسر أدوات قديمة ووضع نفسه في ميزان النصاب الجماهيري. وهو العنوان الأهم في الأشهر القادمة، أهم من النصاب القانوني وأهم من النصاب السياسي.