الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

برنامج صحة المرأة خدمات نسائية صحية وتوعوية مستمرة

نشر بتاريخ: 04/09/2018 ( آخر تحديث: 04/09/2018 الساعة: 11:09 )
برنامج صحة المرأة خدمات نسائية صحية وتوعوية مستمرة
رام الله- معا- أطلقت مؤسسة لجان العمل الصحي برنامج صحة المرأة في العام 1990 على نحو مبكر لقناعتها بأن المرأة الفلسطينية عنوان للوجود الفلسطيني وحاضنة وضامنة لبقائه ونموه وتطوره حضارياً وإجتماعياً وثقافياً.
جاء ذلك ضمن رؤيتها الصحية والتنموية الموجهة لكافة شرائح وفئات الشعب الفلسطيني وبالاستناد للفلسفة التي تتبناها منذ إنطلاقتها في أواسط ثمانينيات القرن الماضي بضرورة التواجد مع المواطنين في مناطق سكناهم بهدف خدمتهم وتعزيز صمودهم وتمكينهم على الصعد كافة.  
 واستهدف البرنامج النساء خلال مراحل حياتهن المختلفة من مرحلة المراهقة والنساء في مرحلة الإنجاب وما بعد الإنجاب والنساء في مرحلة إنقطاع الطمث أو ما يسمى بمرحلة سن الأمان.
وطبقت نشاطات البرنامج في كافة مراكز المؤسسة في شمال ووسط وجنوب الضفة الغربية، حيث يعمل البرنامج وينفذ نشاطاته في منطقة الشمال من خلال مراكز قلقيلية وطوباس والبلدة القديمة من نابلس والباذان وسالم وعورتا. 
وفي منطقة الوسط عبر مركز المزرعة الشرقية، وفي مطقة الجنوب ينشط البرنامج في البلدة القديمة من الخليل وحلحول وسعير وفي مركز بيت ساحور.
وقدم برنامج صحة المرأة الخدمات والتي تتضمن الخدمات خلال الحمل وتنظيم الأسرة وخدمات ما بعد الولادة والتثقيف الصحي في المدارس والجامعات والمجتمعات المحلية، وخدمات التقصي عن النساء اللاتي يعانين من سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم من خلال عمل الفحوصات المبكرة، ومن النشاطات الرئيسية للبرنامج تنفيذ الزيارات المنزلية وخاصةً للنساء بعد الولادة.
وعلى مدار عمل البرنامج ومن خلال تحليل التقارير الربعية والنصف سنوية والسنوية، وأيضاً من خلال المراقبة والمتابعة لعمل البرنامج ومن خلال التقييمات التي يتم عقدها فقد توسيع العمل ليشمل خدمات أخرى أكثر شمولية، وأضيفت خدمات التدخل مع النساء اللواتي يتعرضن للعنف، بالإضافة لتقديم الخدمة الصحية والنفسية والاجتماعية والقانونية للنساء المعرضات للعنف، وفي بعض الحالات يتم تحويلهن للمؤسسات المختصة، ويتم الاستناد في ذلك لنظام التحويل الوطني في التدخل مع النساء المعنفات بهدف إخراجهن من الضائقة التي يعشن فصولها وتمكينهن.
وتم إدخال خدمة العناية ما قبل الحمل، حيث تم تدريب الطبيبات والممرضات والمثقفات الصحية على المعايير والأسس لتقديم ذلك بشكل نوعي وتم تحضير الأدلة والمواد التثقيفية بموضوع العناية ما قبل الحمل، ليتم تقديم الخدمة على أكمل وجه، ولقناعة المؤسسة بأهمية تقديم الخدمات المتكاملة ضمن هذا البرنامج فقد أضيفت خدمة للإرشاد الزواجي، من أجل التوعية ورفع وعي المقبلين على الزواج والمتزوجين بالإرشاد الزواجي، وكي يتم تزويدهم بمعارف ومهارات لها علاقة بمفهوم العلاقة الزوجية وأسسها، وطرق التفاوض والاتصال والتواصل وحل المشكلات وأخذ القرارات، ومهارات أخرى لها علاقة ببناء أسرة سليمة وسعيدة، عدا عما تقدم هناك خدمة التثقيف ورفع الوعي وتقديم الخدمة بمواضيع ذات علاقة بالجنسانية، لحث النساء والرجال على طلب الخدمة والمشورة في القضايا التي تتعلق بالجوانب الجنسانية لديهم.
وركز البرنامج على إستهداف النساء ذوات الإعاقة، كون هذه الفئة محدودة العدد من حيث التردد على طلب الخدمة، وفي هذا السياق تم تدريب الطاقم العامل ضمن هذا البرنامج على القضايا التي تتعلق بالأشخاص ذوي الإعاقة، عبر عقد تدريبات متعددة حول الاتفاقيات والمواثيق الدولية ذات الصلة بالأشخاص ذوي وذوات الإعاقة، إلى جانب التعريف بالقانون الخاص بذوي الإعاقة في فلسطين والحقوق الإنجابية والجنسية للأشخاص ذوي الإعاقة وواقع الإعاقة في فلسطين والتحديات التي يواجهها هؤلاء بشكل عام وتحديداً فيما يخص تمتعهم بالحقوق الإنجابية والجنسية. ونفذت تدريبات أخرى لتزويد الطاقم بمهارات تتعلق بتقديم الخدمة للنساء اللواتي يعانين من إعاقات معينة لمراعاة الخصوصية التي تتمتع بها هذه الفئة من النساء.
ومن منطلق المنظور الشمولي ضمن عمل البرنامج، فقد تم إدخال الصحة النفسية ضمن الخدمات المقدمة، حيث يتم تقييم النساء من ناحية الصحة النفسية وتبعاً لنتائج التقييم يتم التدخل وتقديم الدعم والإرشاد ويمكن التحويل للمؤسسات المختصة، وكافة البرامج والفئات المستهدفة والتدخلات الجديدة، يتم إتخاذها مبنية على الحاجة الحقيقية للنساء في مراكز عمل المؤسسة، ويتم التعرف على إحتياجاتهن من خلال عقد مجموعات النقاش معهن ومن خلال المشاركة في التقييمات التي تنفذ وعبر إستخدام صناديق الاقتراحات المتواجدة في المراكز المختلفة.
البرنامج شراكة حقيقية مع المجتمعات المحلية:
اعتمد البرنامج في عمله على مبدأ إشراك المجتمعات المحلية، كأحد المبادئ الرئيسية في عمله، من بداية التفكير في المقترحات، إلى تنفيذ البرامج كما يتم إشراكهم وإطلاعهم على التقييمات التي تنفذ من خلال اللنشاطات أي بالاعتماد على مبدأ أننا نعمل للناس ومن خلال الناس ومع الناس.
من ناحية أخرى، ينشط البرنامج في العديد من اللجان الوطنية والإئتلافات والمنتديات الخاصة بصحة المرأة، فالبرنامج ممثل في اللجنة الوطنية للصحة الإنجابية واللجنة الوطنية لوفيات الأمهات، وهو عضو فاعل في منتدى المنظمات الأهلية لمناهضة العنف ضد المرأة وأيضاً عضو في إئتلاف حماية النساء من الإجهاض غير الآمن، وفاعلية البرنامج في هذه اللجان والمنتديات يأتي من منطلق إيمان مؤسسة لجان العمل الصحي العميق بأهمية العمل الجماعي وأن التغيير والتطوير في صحة النساء لا يمكن أن يتحقق إلا بتكاتف جهود جميع الفاعلين والمؤثرين سواءً المؤسسات الأهلية أو الحكومية أو القطاع الخاص أو وكالة الغوث.
إنجازات:
توج عمل برنامج صحة المرأة بتأسيس مراكز إشراقة في البلدة القديمة من الخليل وفي مدينة قلقيلية وفي طوباس، والفكرة من هذه المراكز هي توفير المساحة الأمنة للنساء وتقديم الخدمات الشمولية للنساء والتي تضم الخدمات الصحية والنفسية والاجتماعية والقانونية وكذلك الترفيهية. وفي كل مراكز إشراقة يوجد لجنة إستشارية، أعضاؤها يمثلون وزارات حكومية ومؤسسات أهلية، والأعضاء يساهمون بشكل فاعل في التخطيط والتنفيذ وكذلك التقييم للنشاطات التي تنفذها هذه المراكز في المواقع الثلاثة.
المبادىء والأسس:
يستند البرنامج في عمله وتنفيذ نشاطاته وتقديم خدماته على مجموعة من القيم والمبادىء والأسس ومنها دراسة الاحتياجات لصياغة التدخلات والنشاطات وعقد الدراسات والإستفادة منها في بناء تدخلات جديدة بالاستناد لنتائجها. وكذلك تنفيذ التقييمات بهدف التعديل والتطوير إلى جانب إشراك المجتمعات المحلية بشكل فاعل في البرنامج. وتبني منهج التعليم المستمر كأحد الأسس في عمل البرنامج حيث تعقد التدريبات والورش والأيام التدريبية للطاقم بشكل مستمر، ويعمل البرنامج أيضاً على إدماج الذكور في قضايا الصحة الإنجابية لأهمية ذلك بما يعود بالفائدة على صحتهم وصحة النساء وصحة أطفالهم. ويولي البرنامج التشبيك والفاعلية في المنتديات والإئتلافات الخاصة بصحة المرأة محلياً وإقليمياً وعالمياً أهمية خاصة بهدف الضغط والتأثير على أصحاب القرار لتعديل القوانين أو الإجراءات الخاصة بالنساء. والبرنامج منفتح على كل جديد بما يخدم تطوير عمله.
ويراعي البرنامج في رؤيته وتوجهاته الاستدامة أهمية، فيعطي التدريبات للطواقم أولوية كأحد دعائم الاستدامة وكذلك التشبيك مع المؤسسات المحلية وإشراكها الحقيقي في النشاطات والفعاليات كونها ضمان آخر للاستدامة والتوعية ويعمل على تشكيل المجموعات الداعمة ومجوعاتالمتطوعين والمتطوعات بما يسهم في الاستمراية وإستدامة العمل.
ومن الجدير ذكره أن عدد النساء اللواتي إستفدن من الخدمات المقدمة ضمن برنامج صحة المرأة خلال العام 2017 قارب سبعة ألاف إمرأة، وعدد المنتفعين والمنتفعات من التثقيف الصحي والتنموي قارب الثلاثين ألفاً.