الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

دردشة حول دعوة الشؤم

نشر بتاريخ: 07/09/2018 ( آخر تحديث: 08/09/2018 الساعة: 10:46 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري

دعوة الرئيس الاميركي ترمب للرئيس الفلسطيني ابو مازن على هامش الاجتماعات السنوية لمنظمة الامم المتحدة بعد قطيعة لاسباب ما زالت قائمة هي دعوة غير مستغربة من قبل رئيس اشتهر بالكذب وعرف عنه انه غير سوي عقليا والطفل الشقي الذي لا يحب ان يُرفض له طلب والى حد ما يفسر سبب لقائه بالرئيس الكوري الشمالي ورغبته في لقاء الرئيس روحاني بالرغم من العداء الذي يكنه للاثنين وذلك بسبب عشق هذا الطفل للشهره.
ليس لدي شك ان الرئيس ابو مازن من الرؤساء الاكثر الماما ومعرفه بالرئيس الاميركي ومصائبه وعليه فهو قادر على الرد على الدعوة سلبا ام ايجابا دون حاجة لنصيحة من اي كان وخصوصا من المستشارين من عشاق اميركا الباحثين عن رضاء البيت الابيض خدمة لمصالحهم الشخصية مما يفيد ان نصيحتهم ستكون ضارة بكل المعايير.
علما ان سيد البيت البيض بصفة عامة هو الاقوى والاكثر تأثيرا في المسرح السياسي الدولي من بين رؤساء العالم ما يجعل اللقاء معه يعتبر تميز يضاف للسيرة الذاتية وربما كوسام لكل من يحظى بشرف لقاء هذا السيد، ومع ذلك فالامر ليس بهذه السذاجة مع الرئيس ابو مازن الذي دعا على بيته بالخراب وذلك بسبب الوجع الذي الم به بعد ان طعنه ترمب بخنجر القدس اضافة الى ان ابومازن الرئيس الوحيد في العالم وارجو ان اكون محق الذي قال لا كبيرة لهذا الرئيس الذي بلى الله العالم اجمع بانتخابه رئيسا لاقوى واغنى دوله في العالم.
صداقة الشعب الاميركي تعتبر مكسب وضرورة لفلسطين وشعبها وتحديدا في اوقات عصيبة كهذه فلربما فلسطين بهذه الصداقة تنجح في كبح جماح المعتوه ترمب حتى يقر الله امرا كان مفعولا وذلك اما بطرده دستوريا لمخلافاته التي تتنافى مع كونه رئيس او انتخابيا بعدم انتخابه في سنة 2020 بعد ان قرر الترشح مرة ثانية.
وذلك بسبب هذا الكم من الكذب الذي يغرد به صباح مساء للشعب الاميركي اضافة الى انه خلق لاميركا كم من العداوة والكره في بقاع الارض شرقها وغربها اكثر بكثير حتى من الرئيس بوش الابن الذي كان دائما يسأل وبغباء "لماذا يكرهوننا".
حيال كل ذلك ارى ان الرئيس ابومازن في وضع لا يحسد عليه بخصوص اتخاذ القرار الصائب بقبول دعوة الرئيس ترمب ام لا خصوصا وان الضغوط التي سيتعرض لها من قبل زُلم اميركا من حكام ومستشارين بضرورة القبول دون اي نصيحة نصوحة منهم بخصوص الثمن لهذا القبول وماذا سيقول له في هذا الاجتماع بعد ان اعلن ترمب الحرب على فلسطين وشعبها بشطبه للقدس القبلة الاولى لقرابة 2 بليون مسلم ومحاولاته الحثيثة لشطب قضية اللاجئين وذلك لجهل من ترمب كونه تاجر عقارات فهو لا يعرف اهمية هاتين القضيتين اللتان تشكلان لب الصراع مع اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال.
اضافة الى ان ترمب لن يتراجع قيد انملة عما فعله وسيفعله حيال هاتين القضيتين بعد ان بدا واضحا انهما اساس ما اطلق عليها جزافا بصفقة العصر خصوصا وان تراجعه يعني نهاية حكمه التي يساويها كما نعرف بحياته وذلك على يد اللوبي الصهيوني لما يخبئ له من مصائب وفضائح والتي استطاع هذا اللوبي من ارشفتها انيا بقصد التأجيل او الشطب وذلك بحسب تصرفات ترمب فيما تبقى له من زمن في البيت الابيض.
كما يبدو ان دعوة ترمب للقاء الرئيس الفلسطيني هي من اجل الهروب من مشاكله وملاحقة الاعلام له بسبب فضائحه الجنسية وشهادات جديدة تثبت عدم اهليته كما ورد في كتاب "الخوف" للصحفي الشهير بوب وودورد الذي اعاد للحياه كتاب النار والغضب للكاتب مايكل وولف. .
وفي سياق اخر تعود بنا الذاكرة لاجتماع كامب ديفيد 2 في سنة 2000 في عهد كلينتون الذي كانت ملامحه الخارجيه تبشر بامكانية انهاء الصراع ، ومع ذلك ذهب عرفات للاجتماع وهو متردد كونه يعلم بان الاجتماع لن يفضي الى شيء مثمر لمعرفته بعدم جدية ايهود براك رئيس وزراء اسرائيل في حينه الذي هو اصلا كان معارضا لاتفاق اوسلو وكما اصبح معروف كانت النتيجه ان تم تهديد عرفات ان لم يوقع على ما عرض عليه (جوز فاضي) وكان رده المشهور بانه ولد ليكون مشروع شهاده وانتهت الحدوته بتحميله وزر فشل المفاوضات الذي تم التراجع عنه كونه باطل ولكن بعد فوات الاوان حيث تراجع كلينتون في تصريح له في سبتمبر 2011 بقوله " ما زلت لا اعرف بالتاكيد ان كان عرفات قد رفض عرضا كلن براك قد وافق عليه". وفي نفس السياق قال الرئيس كارتر لاحقا "تم الادعاء بان الفلسطينيين رفضو عرضا سخيا، الحقيقه انه لم يكن هناك اي عرض". للاسف رؤساء اميركا لا يقولون الحقيقه الا بعد خروجهم من البيت الابيض وتحررهم من براثن اللوبي الصهيوني.
لقاء ابومازن وترمب في هذه الظروف التي ما زالت حبلى باسباب فشله كون الهوه بين وجهتي نظر الرئيسين ما زالت شاسعه الامر الذي يشجعني للقول بان نتائج هذا اللقاء لن تكون افضل من كامب ديفيد 2 ان لم تكن متساوقه معها تماما في المجتوى والنتائج .
وذلك بسبب اننا لم نر غيما حتى نتوقع المطر حيث كان من الواجب ان يقدم ترمب مع الدعوه او قبلها جزره ان ليس للرئيس فعلى الاقل للشعب المنكوب من افعال ترمب وحلفائه وهو لم يفعل ذلك لانه بجنونه وبحسب نصائح مستشارينه ا"لثلاثي الصهيوني " في ان المشكله تكمن في شخص الرئيس ابو مازن صاحب "اللا" الكبيره .
علما بانه و بعد عمر طويل ان غادرنا الرئيس ابومازن دون حل لهذا الصراع فان الجميع باستثناء عدو السلام النتن ياهو سيندمون كون الرئيس ابو مازن ليس فقط اخر الاباء المؤسسين للثوره الفلسطينيه المعاصره وبالتالي القادر على توقيع اتفاق سلام دائم وانما هو الوحيد الذي بقي محافظا على مبادئه في الحل اللاعنفي للصراع ومنذ ان انتمى الى هذه الثوره وذلك ليس ضعفا وانما رؤيه مستمده من الواقع العربي المرير الذي لم يتغير ومنذ ان نشأت اسرائيل.
ختاما اقول بان دعوة ترمب هي دعوة شؤم ان قبلها الرئيس ابومازن كما هي فارغة المحتوى فسوف تفسرعلى انها اعتذار لترمب و تنازل عن القدس مما سيشجع دول المؤلفة قلوبهم من نقل سفاراتها للقدس تحت شعار انهم لن يكونو اكثر كاثوليكية من البابا كما حصل بعد ان اعترفت منظمة التحرير باسرائيل حيث تبع ذلك اعتراف دول عديده باسرائيل.
اما ان رفض الدعوه فلربما يخسر صداقة بعض من نظرائه من العرب والاجانب خصوصا اؤلئك الذين ربما زينو امر الدعوه لترمب وبالتالي سيكيلون اتهامات للرئيس ابومازن كعدم حرصه على مصلحة شعبه مع ان الحقيقه تقول انه برفضه للدعوه سيكسب نفسه ويكسب شعبه ويبقى كما نعرفه وطنيا بامتياز لان ترمب كما هو الاحتلال الى زوال.