الثلاثاء: 16/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

موقع امريكي: ادارة ترامب تصعب السلام وتدعو لاندلاع "العنف"

نشر بتاريخ: 09/09/2018 ( آخر تحديث: 10/09/2018 الساعة: 09:12 )
موقع امريكي: ادارة ترامب تصعب السلام وتدعو لاندلاع "العنف"
بيت لحم-معا- نشر موقع "بلومبيرغ" الامريكي تقريراً يقول فيه إن أميركا تزيل القضايا الرئيسية في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني واحدة تلو الأخرى عن طاولة المفاوضات، مشيراً إلى أن "إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقول إنها تحاول تبني نهج آخر بعد فشل ربع قرن من محادثات السلام".
ورأى التقرير أنه "من خلال إزالة القضايا التي تهم الفلسطينيين عن الطاولة، فإن الإدارة تجعل التوصل إلى سلام أمراً أكثر صعوبة، إن لم يكن ذلك دعوة لاندلاع العنف مرة أخرى".
وينقل الكاتب عن إيلان غولدنبيرغ، وهو دبلوماسي أميركي سابق شارك في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية خلال إدارة باراك أوباما، قوله: "من خلال تدخل إدارة ترامب وإعادة كتابة قواعد اللعبة من جانب واحد، فإن الإدارة تكون قد أخرجت نفسها من دور الوسيط".
وأضاف غولدنبيرغ، الذي يرأس الآن مركز دراسات "نيو أميريكان سيكيوريتي": "كثير من الخطوات ليست منطقية، إن حاولت أن توائم بينها وبين الجهد للتوصل إلى حل".
ويشير الموقع إلى أن "واشنطن قامت الأسبوع الماضي بالتوقف عن تمويل الوكالة التي تدعم اللاجئين الفلسطينيين؛ بحجة أنها تديم صفة اللاجئين عليهم، وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، بأن مطالبة الفلسطينيين بعودة ملايين اللاجئين وأبنائهم إلى بيوتهم التي خسروها في إسرائيل -الأمر الذي قد يمحو عنها صفة اليهودية- أمر يجب استبعاده، ولم تقدم بديلاً".
ويلفت التقرير إلى أن "الفلسطينيين ينظرون إلى إدارة ترامب على أنها منحازة تماماً ل‍إسرائيل وقطعوا أي اتصالات معها؛ لكون أميركا لم تنشر خطتها لسلام الشرق الأوسط، وقالت عضوة اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، إن أميركا تحاول "تفكيك قضايا الحل النهائي كلها، بما في ذلك القدس المحتلة، واللاجئون الفلسطينيون وحق العودة، وحل الدولتين، وحدود 1967، وشرعية المستوطنات، مدمرة بذلك فرص السلام".
ويذكر الموقع أن "ترامب تخلى عن سنوات من السياسة الأميركية بالامتناع عن دعم حل الدولتين، الذي يعارضه الكثير في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ثم أعلن في كانون الثاني القدس عاصمة ل‍إسرائيل، قائلاً إن إعلانه هذا هو اعتراف بالواقع؛ فهناك مقر الحكومة الإسرائيلية، مشيرا إلى أن هذا التحرك أدى إلى الخلاف مع السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، التي تطالب بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية".
ويورد التقرير نقلاً عن دعاة النهج الجديد، قولهم بأنه "سيحرك الأمور بعد التخلص من المواقف المتشددة التي أعاقت التوصل إلى سلام. وقال نائب الوزير في مكتب نتنياهو والسفير السابق في واشنطن مايكل أورين: "إنهم يزيلون القضايا الرئيسية التي لم يستطع أحد أن يتفق عليها.. بدلا من الانتظار حتى النهاية لحلها، فإنهم قاموا بالتخلص منها ابتداء، وذلك يغير اللعبة".
وينقل الكاتب عن أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان بالقرب من تل أبيب صمويل ساندلر، قوله إن "الاستراتيجية هي جعل الفلسطينيين يفهمون بأن الثمن يزيد مع الوقت، وهناك عامل محفز آخر هو أن الدول العربية تقول بأنها لا تستطيع التضحية بمصالحها لأجل الفلسطينيين".
ويستدرك الموقع بأن "المنتقدين يقولون بأن تغيير الأمور جذرياً دون توفير البدائل قد يجعل القضايا المركزية تبدو أكبر، فيقول ممثل أميركا سابقاً في مفاوضات السلام في الشرق الأوسط دينس روس، إن التاريخ يشير إلى أن الفلسطينيين لن يتجاوبوا إيجابيا للضغط دون حوافز".
ويورد التقرير نقلاً عن روس، وهو الآن زميل في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى: "التمسك بأوهام مثل حصول الفلسطينيين على (حق العودة) لا يخدم المصالح الفلسطينية ولا يخدم السلام.. لكن جعل الفلسطينيين أكثر واقعية قد يحصل نتيجة عرض شيء (بديل) عليهم".
ويقول واينر إن "عباس راهن في رئاسته على فرضية أن الدبلوماسية التي تقودها أمريكا ستحقق ما لم يستطع العنف تحقيقه، وكلفته الجولات العديدة من المفاوضات الفاشلة خسارة الدعم الشعبي، وإن فشلت جهود ترامب للسلام فإن إحباط الفلسطينيين قد يؤدي بهم إلى العنف، ويدفعهم إلى معسكرات أكثر تطرفاً".
ويكشف الموقع أن "بعض الدبلوماسيين يشككون في وجود خطة أميركية لمنع المجموعات الإسلامية المتطرفة من ملء الفراغ، بعد أن قطعت أميركا مساعداتها عن "الأونروا"، التي تنفذ أهم عملياتها في قطاع غزة، الذي تحكمه حركة حماس، لافتاً إلى أن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين حذروا من أن أي تغير للمعونات للفلسطينيين يجب أن يكون تدريجياً لتجنب الاضطرابات".
ويختم "بلومبيرغ" تقريره بالإشارة إلى قول ديفيد هاردين، وهو دبلوماسي سابق في المنطقة، ويرأس الآن مجموعة جورج تاون الاستراتيجية: "أعتقد أن الأونروا تدعم الفشل والاختلال الوظيفي، إنها تحتاج إلى تغيير وتفكيك، لكن ليس مرة واحدة وليس اليوم.. أميركا تقلل من تأثيرها، وتترك مساحة لأطراف أخرى قد تكون معادية لمصالحنا ومصالح إسرائيل".