السبت: 20/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

مجلس الإفتاء يحذر من عواقب استباحة الأقصى

نشر بتاريخ: 20/09/2018 ( آخر تحديث: 20/09/2018 الساعة: 12:27 )
مجلس الإفتاء يحذر من عواقب استباحة الأقصى
القدس- معا- حذر مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين من عواقب استباحة حرمة المسجد الأقصى المبارك التي ازدادت وتيرتها خلال الأيام الأخيرة، حيث تجول شرطي إسرائيلي في ساحات المسجد الأقصى المبارك وأروقته وهو يحمل زجاجة من الخمر، إلى جانب قيام مئات المستوطنين المتطرفين بإقامة حلقات غناء ورقص وصلوات تلمودية في باحاته، في انتهاك واضح لقدسية المكان وحرمته، بما يستفز مشاعر المسلمين والغيورين على المسجد الأقصى المبارك ورفعته، مما دفع حراس المسجد الأقصى وسدنته، والمصلين، ورواده من طلبة العلم، للتصدي لهذه الانتهاكات السافرة.
وفي سياق متصل، شجب المجلس استباحة حرمات المساجد وتدنيسها، كما نشر عن مسجد المجدل الذي بناه صلاح الدين الأيوبي، حيث تم تحويله إلى خمارة ومتحف، وتحولت ساحاته التي كانت تقام فيها الصلاة إلى مكان للرقص وشرب الخمر.
كما أدان المجلس سياسة القمع الجماعي التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد الفلسطينيين وأملاكهم، حيث تهدد بهدم عدد من بيوت العائلات، وتشريد ذويها في عدد من الأحياء ومنها الأمعري ويطا.
من جهة أخرى، حمّل المجلس سلطات الاحتلال كامل المسؤولية عن جريمة اغتيال الشاب محمد الريماوي من بلدة بيت ريما، وهي دليل قاطع على سياسة الإعدام الممنهجة والمتكررة التي تتبعها ضد أبناء شعبنا الفلسطيني، كما يحدث باستمرار في محافظات الوطن كافة. داعياً إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية لرصد جرائم الحرب هذه بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
واعتبر المجلس أن هذا العدوان يشعل فتيل التوتر في المنطقة بأكملها، داعياً إلى فرض عقوبات بحق أصحابه.
من ناحية أخرى، استنكر المجلس قرار الإدارة الأمريكية بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، والذي يعتبر استكمالا لمخطط صهيو أمريكي، ضمن سلسلة الضغط والابتزاز التي تمارسها بحق قيادتنا الفلسطينية وشعبنا، للرضوخ والقبول بما يسمى "صفقة القرن"، في موقف معلن عن انحيازها ومساندتها لجرائم الاحتلال، الأمر الذي يستهدف حقوقنا الوطنية المشروعة، مؤكداً على أن شعبنا الفلسطيني لن تزعزعه قرارات الجور الصادرة عمن لا يملك ذرة تراب واحدة من هذا الوطن، ولن تثنيه عن التمسك بحقوقه وثوابته الوطنية، وأهمها حقه المتجّذر في العودة إلى وطنه، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.
ووجّه المجلس مناشدة إلى أحرار العالم، وكل المناصرين للقضية الفلسطينية العادلة، والقوى الوطنية والشعبية، لتكثيف تواجدها واعتصامها في الخان الأحمر، للضغط على حكومة الاحتلال في التوقف عن تصعيدها ومخططاتها الهادفة إلى عزل مدينة القدس، وتقطيع أوصال الوطن، في إطار سياستها المتواصلة في الانتهاك الصارخ للمواثيق والقوانين والأعراف الدولية كافة.
من جانب آخر، جدد مجلس الإفتاء الأعلى دعمه وتأييده الكامل لسيادة الرئيس محمود عباس قبيل توجهه للأمم المتحدة، في رفض التعاطي مع المخططات الأمريكية التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، وأن ما يسمى بـ"صفقة القرن" لن تمر، وأن شعبنا المتمسك بحقوقه وثوابته لن يقبل أبداً بالتنازل عن شبر واحد من الأرض الفلسطينية، وأن سيادة الرئيس هو خير من يمثل وطنه وشعبه في الأمم المتحدة، لكشف بشاعة عدوان الاحتلال وفضحه أمام العالم أجمع، وأخذ الخطوات القانونية، لإنصاف شعبنا ونيل حقوقه المشروعة، بإقامة دولته الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف.
جاء ذلك خلال عقد المجلس للجلسة السابعة والستين بعد المائة، برئاسة سماحة الشيخ محمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى، وتخلل الجلسة مناقشة المسائل الفقهية المدرجة على جدول أعمالها، وذلك بحضور أصحاب الفضيلة أعضاء المجلس من مختلف محافظات الوطن.