الخميس: 25/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاتيرة يوجه رسالة الى ترامب: سنخسر جميعا

نشر بتاريخ: 25/09/2018 ( آخر تحديث: 25/09/2018 الساعة: 19:04 )

الكاتب: عبد الاله الاتيرة

الرئيس ترامب، هذه ليست جملة اعتراضية بل وصفا دقيقا لمرحلة قادمة ستكون فيها حليفتكم إسرائيل على المحك كما المنطقة برمتها وسنخسر جميعا فرصة حقيقية لاقامة سلام عادل وشامل. نحن ندرك تماما المخططات الرامية الى تقزيم قضيتنا من خلال خطط تحاولون فرضها بمنطق القوة وليس بقوة المنطق على الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يحيطه الجدار العازل ويقسم ارضه المستعمرات الإسرائيلية السرطانية ويحرم من تشكيل دولته بفعل فيتو أمريكي مستمر وبفضل الكعب العالي لسفيرتكم من اعلى منبر دولي أُنشيء بعد الحرب العالمية الأولى وقبل أكثر من سبعة عقود للوقوف في وجه أي احتلال وتحقيق العدالة والوقوف في وجه الظلم، ولم يفعل.
الرئيس ترامب، ان المعركة الشعبية التي تتصدى لمخططات الاحتلال في الخان الأحمر وفي نقاط التماس واحدة من عدة خيارات نمتلكها في وجه التغول الإسرائيلي الذي يهدف الى عزل القدس نهائيا والسيطرة على البوابة الوسطى للاغوار. يمكننا ان نذهب الى المدى الابعد في هدم المعبد على رؤوس الجميع، فاذا كنت تمتلك إجابة، فقل لنا: أين ينبغي ان يقف الفلسطيني من إجراءات امريكية تمس بوجوده واحتلال يستهدف هويته واستمراره على أرضه وأين سيكون في اطار مشاريع الاقتلاع والتهجير وطمس هويته الفلسطينية الاصيلة. ان الدفاع عن الارض معركة كل فلسطيني من أجل البقاء على ارضه، لكن المؤامرة والتحالف الحمساوي الأمريكي الإسرائيلي لا تستهدف فقط وحدة الصف الفلسطيني في مواجه هذه المشاريع التصفوية، بل وتستهدف شرعية الرئيس الفلسطيني قبيل خطابه القادم في الأمم المتحدة بشكل لا مواربة فيه وهذه سابقة، اذ تنادي بعض قيادات حماس وبتوافق مقلق مع تخوف الإسرائيليين من خطاب الرئيس الفلسطيني في الأمم المتحدة، الى الخروج بمسيرات لاسقاط السيد الرئيس ومن ثم سيخرج علينا نتياهو وقادة إسرائيليون للطعن في شرعيته وخطابه في الأمم المتحدة، متناسين عن قصد ولاجل التغييب ان منظمة التحرير هي الحاضنة الشرعية للشعب الفلسطيني والممثل الأوحد المعترف به من كافة الأطراف العربية والدولية كما ان فتح هي أم الجماهير وحاملة المشروع الوطني الفلسطيني وشريكة بالنضال والمقاومة حتى زوال الاحتلال.
الرئيس ترامب، ندرك الان اننا وصلنا المرحلة الأخطر من مشروع نسف الحلم الفلسطيني، وبمساهمة من بعض ادواتكم من اقزام العرب الذين يلعبون بأموال النفط لحرق المنطقة، كما اننا بتنا ندرك ان الانشقاق الان ليس على مستوى سياسي او جغرافي بل تعدى الامر ذلك الى انقلاب كامل على المشروع الفلسطيني والقضية الفلسطينية برمتها من خلال حملة مشبوهة وممنهجة ومنظمة تقوم بها بعض قيادات حماس على الأرض لتمرير المشروع التصفوي للدولة الفلسطينية التي ناضل ملايين الفلسطينيين في الشتات وعلى الأرض كي تكون ليس بموجب اختزالات صفقة القرن التي تعطي حماس ضوءً اخضر بقبولها بل ومهدت لها في اطار ممارسات تخريبية اعتدنا عليها امام كل انعطافة تاريخية، ونحن ما زلنا نقول لا.
الرئيس ترامب، نعلم نحن وانتم والجانب الاسرائيلي الإجابة مسبقا عن سؤال أوسلو الى أين، ونحن مستعدون لنسفه الذي طالما تنكرت له اسرائيل فيما شددنا على تمسكنا به كرؤية ممكنة وحل قبلناه والاسرائيلين الذين عملوا على نسفه، وسيكون هذا القرار عنوانا لمرحلة مقبلة لكننا لن نسقط ابدا الرهان على وعي الفلسطيني بابجديات نضاله ووحدته وصموده، وعلى التفافه الجسدي في أماكن المقاومة الشعبية لإحباط المشاريع التصفوية الاقتلاعية وعلى التفافه الفكري حول قيادته الشرعية ونبذ الخلافات الداخلية والذهاب باتجاه رفض ما يحاك من مؤامرات ضد قضيتنا وصفقات تستهدف كل فلسطيني أينما وجد، ومحاولات تمرير بدائل مؤسساتية او حزبية تسعى لمنح حركة منشقة كيانا هزيلا وتهدف الى إضاعةٍ بالجملة لما بقي من الأرض والشعب والثوابت وخصوصا القدس واللاجئين. حين تسقط الاتفاقيات التي قادنا عدم تنفيذ الجانب الإسرائيلي لها بل والامعان في بناء المستوطنات وإقامة الحواجز والجدران والتهجير والاقتلاع الى وضع سياسي بائس، سيكون الاخيار الأوحد امام الشعب الفلسطيني القتال على كل شبر من أرضه، ولتتحمل دولة الاحتلال مسؤولية أمنها أمام النضال الشجاع لشعب بلا خيارات سوى المقاومة وحيث لن تنفع الحيادية بل التضحية وعدم الاستسلام للمحتل.
الرئيس ترامب، سنخسر جميعا جراء هذه المشاريع الممسوخة والمؤامرات، انتم خسرتم دوركم كوسيط نزيه في عملية السلام والذي أتمنى عليكم عدم اضاعتها الى الابد، وإمكانية اعتذاركم عن خطأ تاريخي ارتكبتموه قبل خمسة عقود بإبادة الهنود الحمر; والاسرائيليون ما يفترض انه أمنهم وإمكانية التعايش السلمي في الشرق الأوسط والمحيط العربي وميزات أقل احتلال على وجه الأرض تكلفة والصراع المستمر مع شعب لا ينكسر; ونحن الذين منذ سبعين عاما تغرقنا الخسارات، ولن يتغير الامر علينا الا بانهاء هذا الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية على التراب الوطني وبما يليق بتضحياتنا في شقي الوطن.
السيد ترامب، اذا كان السؤال الذي يعلو في الشارع الفلسطيني اليوم حول أوسلو في ظل التنكر الاسرائيلي له ومستقبل السلام في اطار طروحاتك لصفقات ومقترحات لا ولن نقبلها، فسيكون سؤال الغد الذي عليك ان تجيب والإسرائيليون عنه: ماذا سيفعل كل فلسطيني لإحباط هذه المؤامرات وكيف سنقول لا لكم. سأقول لكم انه سيكون هناك شارع فلسطيني ينتفض من اجل مستقبله في هذه الارض ولاجل وجوده عليها وهو على وعي تام بابعاد المؤامرة ودوره في التصدي لها وعلى قناعة كاملة بحقه في تقرير مصيره ولن نسمح بحال لبعض الادوات بأن تنتصر لمشروع المحو والتقزيم ونسف المشروع الوطني.