الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

الانقسام اولى ثمار مؤامرة "الربيع العربي"

نشر بتاريخ: 29/09/2018 ( آخر تحديث: 29/09/2018 الساعة: 07:08 )

الكاتب: السفير حكمت عجوري

يوما بعد اخر يتم التاكيد على ان الانقسام شاءت حماس ام ابت كان مؤامره بتخطيط غير فلسطيني ولكن بتنفيذ سواء عن جهل او عن عماله بأيد فلسطينية بحيث تمكنت العمالة وهي الاكثر دهاء من تغليف الجهل بغلاف ديني لتسويق الانقلاب على انه فعل وطني مقاوم مستغلة بذلك كبوات الوطنية الفلسطينية التي سبقته والتي ساهمت اصلا بنجاح حماس في الانتخابات التشريعيةة لسنة 2006 مما وفرّ للانقلاب حاضنة شعبية تمكن الانقسام بواسطتها من الاستمرار الى يومنا هذا.
هذه المؤامرة شارك فيها بعض صغار العرب ممن ارتبطوا مصلحيا مع الكيان الصهيوني وذلك مساهمة منهم في تصفية القضية التي ما زالت شوكة مؤلمة في خلق هذا الكيان الذي اصبح لا يقف ازاء تجاوزاته غير الانسانية وغير الاخلاقية اي كان لا من المجتمع الدولي ولا من قوانينه.
هذه القضية هي فلسطين التي اعتقد هؤلاء الصهاينة والعرب في انهم نجحوا في اختزالها من قضية العرب المركزية الاولى الى قضية انقسام وقضية معاناة انسانية في قطاع تقل مساحته عن 2% من مساحة فلسطين التاريخية الا انه ومن كونه يحتضن اكثر من 16% من مجموع الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات او بحسابات اخرى واحد من كل ثلاثة من الفلسطينيين المقيمين على ارض فلسطين التاريخية الامر الذي جعل من هذا التميز الديمغرافي لغزة ولما للعدد السكاني من حساسية لدى الكيان الصهيوني جعلت من القطاع الغزي ضالة هذا الكيان وهبة سماء لكل هؤلاء الباحثين عن اختزال للقضية وللوطن الفلسطيني في امارة او دولة غزة وهو ما بدا مقنعا ومشجعا لاميركا ورئيسها ترمب وادارته التي اصبحت تتحكم في كل الهيئات التشريعية والتنفيذية في العالم بدءا بمجلس الامن ونهاية بالمحاكم الدولية المتخصصة بالجرائم والعدل بدليل شروع ادارة ترمب في تطبيق ما اطلق عليها صفقة القرن دون انتظار للموافقة من اي كان بما في ذلك اصحاب الشأن "الفلسطينيين" مستغلا ببشاعة حالة الانقسام الفلسطيني الذي يتحول تدريجيا الى انفصال بسبب الجهل من ناحية والعمالة من ناحيه اخرى.
وهنا نقدم الجهل على العمالة احتراما لقدسية الدم الفلسطيني الطاهر الذي سال بسبب هذا الانقسام وادواته واجلالا لكل الضحايا الذين ارتقوا شهداء على ارض غزه الطاهره ولنفس الاسباب.
بعض المطلعين على دقائق الامور و تفاصيلها اليوميه يقولون ان "الربيع العربي" بدأ في غزة بانقلاب حماس على الشرعيه الفلسطينيه في يوليو 2007 وليس في تونس كما هو معمم ومعروف وهذا ما اعتقدته منذ زمن لما في هذا الاعتقاد كثيرا من الدقه كون الفوضى الاميركيه الخلاقه، التي كانت الصاعق الذي فجر ما اطلق عليه الربيع العربي لم تكن معنيه ابدا لا بحقوق الانسان ولا بالديمقراطيه في المنطقه العربيه ادراكا من اصحاب هذه الفوضى بان حقوق الانسان مع الديمقراطيه يشكلان معاول بناء للمنطقه ولكنها في نفس الوقت تشكل معاول هدم لمصالح اميركا فيها وذلك من خلال التنوير الذي يحمله هذين المعولين وبالتالي القضاء على الجهل الذي ما زال يتمترس في عقول اهل هذه المنطقه وهو ما يؤكد على اعتقادي بان لانقسام كان اول ثمره مسمومه للربيع انف الذكر.
وفي سياق هذه المصالح ومن اجلها كانت القناعه لدى كل الطامعين في ان ضمان حماية مصالحهم في المنطقه لا يمكن له ان يكون الا على ايدي غريبه عنها وعليه كانت ضرورة قيام اسرائيل ادراكا من اصحاب المصالح بان عمر الجهل والعماله لدى سكان المنطقه قصير جدا وذلك لحقيقة ان الارض وخيراتها ملكا لهؤلاء اصحابها الشرعيين وعليه فهم ليسوا بحاجه لسرقتها من احد كما هي حال الذين جاءو من كل بقاع الارض ليستوطنو على ارض ليست لهم وتسمى فلسطين.
وبالعوده الى موضوعنا وبالبناء على ما ذكر نرى ان ليس هناك ادنى شك على ان الانقسام تخطيطا وتنفيذا ما هو الا احد معاول الهدم للقضيه الفلسطسينيه وتصفيتها من اجل بناء اسرائيل الكبرى كون الانقسام ممر اجباري نحو الانفصال الذي بدأه شارون في سنة 2005 من اجل اقامة دولة فلسطين في غزه.
وحتى لا تاخذ اي منا العزة بالاثم ندعو الى وقفة مراجعة حقيقية مع الذات من قبل كل من له شأن بالقول او بالفعل من كل الفلسطينيين سواء من داخل الفصائل او من خارجها سواء من الطلاب او من العمال او من رجال الاعمال او اصحاب المهن وحتى ربات البيوت مراجعه في ما يخص هذه المؤامره التي يطلق عليها الانقسام حيث اللافعل حيالها يعتبر مشاركة فيها وذلك من اجل الدفع بكل المتاح والممكن نحو الخروج وباي ثمن من هذا الانقسام قبل ان يصل الى محطته الاخيره في الانفصال .
هذه دعوة وهي ليست الاولى ولكن نتمنى ان تكون الاخيره بعد ان وصل الظلم الزبى ان اصبح ثمن المئات من الذين ارتقوا شهداء والالاف الذين اقعدتهم رصاصات الغدر الصهيوني كان من اجل التهدئة وليس كما يروجه حكام غزة على انه ثمن تعبيد الطريق نحو العوده ولا نحو اي ازدهار اقتصادي ولكنها للاسف تهدئة تعبّد الطريق نحو حماية حكم حماس واستمراره في دولة المستقبل في غزه.
هذه القراءه ليس فيها افتراء على احد ولا هي دعوة للانبطاح او التراجع عن تحرير فلسطين من اجل العوده الحقيقيه ولكنها اولا شمعه نشعلها في ظلمة جهل فرضت على فلسطين واهلها من قبل المحتل الصهيوني ومِن مَن اعمى الله بصيرتهم ويقفون خلف عجلة قيادة هذا الزمن الرديء الذي نعيشه وهو زمن ترمب وبيادقه، الزمن الصهيو اميركي.
ثانيا هذه قراءة من اجل استنهاض الكل الفسطيني لانهاء الانقسام بادوات فلسطينية بحتة وبدون شروط او وساطات كون في ذلك فقط يكمن ما يقود للطريق الاقصر والانجع نحو العوده ونحو الازدهار الاقتصادي والتنميه البشريه كون فلسطين مِلك لكل الفلسطينيين وليس لفصيل كما ان انهاء الانقسام بادوات فلسطينيه يشكل رافعه حقيقيه نحو الوحده الوطنيه والشراكه السياسيه كما سيشكل الضمان الاكيد على ان هذا الانقسام بسنواته العجاف هو اخر مؤامره غير فلسطينيه تنفذ بأيد فلسطينية من اجل استعادة قضية فلسطين لمركزيتها العربيه والدوليه واستعادة كل حق منحتها اياه الشرعيه الدوليه التي لا بد وان تستعيد مصداقيتها بانتصارها الحتمي على شريعة الغاب التي يمثلها ترمب والنتن ياهو ليصبح زوال ظلام الاحتلال فعلا لا قولا وهو ما طالب به الرئيس الفلسطيني العالم وباسم كل الفلسطينيين في خطابه بالامس في الامم المتحده.