الجمعة: 26/04/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
مصادر عبرية: اصابة مستوطن بعملية طعن واطلاق النار على المنفذ قرب الرملة

الخطاب وما يحمل من مضامين شمولية وطنية راسخة

نشر بتاريخ: 29/09/2018 ( آخر تحديث: 01/10/2018 الساعة: 14:11 )

الكاتب: عمران الخطيب

بدون أدنى شك أن خطاب الرئيس الفلسطيني لم يكن الخطاب المتوقع أو المنشود كما كانت تتوقع مراكز صنع القرار في (اسرائيل ) ورغم حملة التضليل والاكاذيب الإعلامية التي تمارسها المؤسسات الإعلامية ومراكز البحوث والدراسات الإسرائيلية والتي عملت منذ أكثر من شهر على ذهاب الرئيس ابومازن إلى نيويورك ومختلف أدوات حكومة نتانياهو وهي تعمل على الاستفزازات المتعمدة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية من أجل هزيمة الرئيس الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة.
فقد بدأت في الحداليث عن حياة الرئيس الشخصية حول مرض الرئيس وما رافق ذلك من اعلام ودعاية رخيصة إلى تعرض الشخصي إلى اسرة وعائلته الكريمة، وإلى المضايقات التي تواجه الشعب الفلسطيني والاستفزازات المتعمدة في القدس عاصمة فلسطين الأبدية وإلى المسجد الأقصى المبارك وإلى الماجدات المرابطات والمرابطين وليس هذا فحسب وإنما الاقتحامات من جيش الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين، إضافة إلى وقف المساعدات الأمريكية إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، وإلى القرار الأمريكي الجائر الذي يتعلق بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، اضافة إلى القرار السياسي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل، وقرارات الكنيست العنصرية ومنها قانون القومية يهودية الدول كل هذه العناوين الرئيسية من الاستفزازات المتعمدة كانت موجهة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس _ابو مازن بشكل مباشر.
وقد رافق ذلك ما سمي الحلول الإنسانية في قطاع غزة بين حماس وإسرائيل وبدعم أمريكي من الرئيس دونالد ترامب الذي تحدث بألم حول الوضع الإنساني في غزة وبنفس الوقت يوقف حصة الولايات المتحدة الأمريكية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا وقيمتها 300 مليون دولار أمريكي وبنفس الوقت يوقف المساعدات المالية على عدد من المستشفيات في القدس..
هذه اجزاء من الحملة الإسرائيلية والأمريكية المشتركة التي تشكل عوامل ضغط على الرئيس أبو مازن والاهداف الاستراتيجية هي خروج شخص الرئيس من المشهد السياسي الفلسطيني بسبب رفض صفقة القرن ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف في القدس عاصمة لدولة اسرائيل والأهم من ذلك أن الرئيس الفلسطيني الذي يعتبر الحلقة الأضعف كم كان يظنون بل لم يكن متوقع أو في الحسابات الأمريكية والإسرائيلية ان يكون العقبة في مواجهة صفقة القرن الرئيس الفلسطيني.. وقد حاول الجانب الإسرائيلي والأمريكي ومعهم بكل أسف حركة حماس في طرح ما سمي في التهدئة بين حماس وإسرائيل للوصول إلى حل إنساني وشروع حماس بجمع كافة أدواتها وما سمي ببعض المجموعات المسلحة التابعة لها وتسمى فصائل المقاومة !
ويتم إفشال هذا المخطط في مهده ويبدأ الرئيس الخطوة الأولى في زيارة قبل الوصول الى نيويورك بزيارة فرنسا واللقاءات مع الرئيس الفرنسي ماكرون، ويطلب من فرنسا عقد مؤتمر دولي بمشاركة اعضاء مجلس الأمن الدولي والرباعية الدولية، ويطلب اعتراف فرنسي بدولة فلسطين وينتقل إلى ايرلندا واللقاء مع الرئيس يتبع ذلك للقاء موسع بين الوافدين.
وقد بدأت ارهاصات التحركات السياسية للرئيس الفلسطيني تبرز نتائجها، فقد أعلن زعيم حزب العمال البريطاني أمام مجلس العموم البريطاني أن حزب العمال البريطاني سوف يعترف بدولة فلسطين، وتابع ذلك المرشح المحتمل لرئاسة الحكومة الإسبانية الذي أكد أيضا على ذات الموقف سوف يعترفوا بدولة فلسطين.
وقبل عشرة دقائق من خطاب الرئيس الفلسطيني، تم انتخاب سيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس _ابو مازن رئيس دولة فلسطين رئيسا لمجموعة دول 77 إضافة إلى الصين مطلع العام القادم 2019 والتي تضم في الوقت الحالي 134 دول.
كل هذا يحدث قبل أن يبدأ خطابه. حيث قال ان حقوق الشعب الفلسطيني ليست للمساومة والقدس غير قابلة للقسمة كما سبق وقال القدس الشرقية كاملة غير منقوصة... وبعد كل ذلك بدأ الخطاب الذي ألقاه محمل بكل الثوابت الوطنية والاجماع الوطني الفلسطيني.
بدأنا في إنعقاد المجلس الوطني الفلسطيني وانتخابات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وانتخابه رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.... بذلك هو الرئيس المنتخب من المجلس الوطني الفلسطيني المؤسسة الوطنية البرلمانية ألتي تمثل الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجدهم في العالم والمعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية من المؤسس الأممية وهي الأمم المتحدة التي يجتمع تحت سقفها فقط الدول الأعضاء.
وقد أكد أيضا أن المجلس الوطني الفلسطيني يطالب بإعادة النظر في الاتفاقيات مع الجانب الإسرائيلي الذي لم يلتزم في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وهنا يؤكد على أن الاتفاقية مع الجانب الإسرائيلي طالب المجلس الوطني الفلسطيني الغاءها، وهنا يؤكد على دور الشرعية الفلسطينية/ ونحنا ملتزمين بها.
وهنا يؤكد أمام دول العالم ان يتحمل العالم من خلال هذا المنبر الأممي المسؤولية في تنفيذ القرارات الصادرة وعددها 705 قرار إضافة إلى قرارات مجلس الأمن الدولي والتي لم تلتزم (اسرائيل ) بتنفيذها..وبما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية ساعدت دولة الاحتلال الإسرائيلي على عدم تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، حيث قال أن أمريكيا لم تعد وسيطا وشريكا او طرفا محايدا في عملية السلام.
ومن مضامين خطاب الرئيس... عندما تحدث على أن الشعب الفلسطيني 13 مليون إنسان يريد حق تقرير المصير وانهاء الاحتلال الإسرائيلي. وقال ساخرآ من قال ان عدد اللاجئين 40 ألف.؟ عدد اللاجئين الفلسطينيين 6 مليون لاجئ فلسطيني خارج فلسطين، واكد على سجالات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا.
وقد تتطرق إلى الانقسام الفلسطيني.. قد يقول قائل لماذا يتم طرح هذا الموضوع وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة... لم يكن طرح ذلك مجرد الحديث واطلاع العالم على خلافاتنا الداخلية بمقدار ما كان الهدف ان رفض أي حلول خارج المؤسسة الوطنية الفلسطينية المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، وانهاء الانقسام الفلسطيني مع حركة حماس بشكل خاص يتم العلاج والحل من خلال مصر. ومن غير المسموح تدخل أحد أي كان وبناء حلول ومشاريع خارج إطار الشرعية الفلسطينية وعنوانها منظمة التحرير الفلسطينية، إن أهداف الحملة على الرئيس الفلسطيني محمود عباس هو ان يخرج من المشهد السياسي الفلسطيني حتى يتم تصفية القضية الفلسطينية وتبدأ فيما يسمى الهدنة طويلة الأمد والحل الإنساني بديل عن الحقوق الوطنية والسياسية للشعب الفلسطيني المتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقأ للقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.
الرئيس.... حمل الأمانة الوطنية للشعب الفلسطيني والأجماع الوطني بكل اقتدار وقدم كشف حساب وطلب دول العالم التي تنطوي ضمن الأمم المتحدة أن تتحمل المسؤولية السياسية والاخلاقية والوطنية لشعبنا الذي ما يزال تحت الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري، وأكد أننا مستمرون في مكافحة الإرهاب بكل أشكالها، وهناك تعاون مشترك مع الإدارة الأمريكية أي أن دولة فلسطين ضمن المنظومة الأممية المتمثلة في الأمم المتحدة.
وهنا يؤكد الرئيس الفلسطيني على الإنتصار السياسي والقانوني والأخلاقي ولا يشترط الإنتصار في الضربة القاضية. ولكن الانتصارات في كل الميادين وفي أحراز أكبر كم من النقاط. حيث يحسب الإنتصار بإعداد النقاط وليس فقط بالضربة القاضية.