الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

جولة للصحفيين حول مجرى وادي السمن الملوث

نشر بتاريخ: 10/10/2018 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:10 )
الخليل- معا- نظمت مؤسسة إيكو فلسطين للمشاريع البيئية والمائية/ إيكو بيس الشرق الأوسط أمس جولة لمجموعة من الصحفيين الفلسطينيين حول تأثيرات سيل مجاري واد السمن الملوث على الصحة، والبيئة والمصادر المائية في منطقة حوض الخليل المائي.
وحضر الجولة عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين الأستاذ جهاد القواسمي، والأستاذ خالد خنا من وزارة الإعلام، والأستاذ إبراهيم أبو زهرة رئيس بلدية يطا، والمهندس مروان الأخضر من بلدية الخليل، وصحفيون من تلفزيون فلسطين ووكالة الأنباء الفلسطينية وفا وجريدة الحياة، إضافة إلى مجموعة من الإعلاميين الممثلين للإذاعات المحلية في مدينة الخليل، كإذاعات الخليل، سراج، الريف، العلم، عروبة، الرابعة وغيرها.
وبدأت الجولة من منطقة الفحص في البلدة القديمة في مدينة الخليل، حيث تحدث المهندس مروان الأخضر عن التلوث الناتج عن الكميات الهائلة من الروبة التي تتخلص منها منشآت تشكيل وقص الحجر والرخام في مجرى وادي السمن، وقال: هناك ما يزيد عن 250 منشاراً ومشغلاً للحجر، يتركز ما يقارب 50% منها في المنطقة الصناعية في مدينة الخليل (الفحص) وهو التجمع الأكبر على مستوى فلسطين، وتنتج ما لا يقل عن 550 متر مكعب يومياً من مادة الربو أو ما يعرف علميا بكربونات الكالسيوم بما يقدر 182000 مترا مكعبا سنويا."
ويتم التخلص من الروبة بنضحها مباشرة في "وادي السمن" لتختلط بالمياه العادمة؛ حيث تجري عشرات الكيلومترات في قنوات مكشوفة وسط الأراضي الزراعية محدثةً تلوثاً بيئياً كبيراً، كما تتسبب في إتلاف مئات الدونمات من الأراضي الزراعية الخصبة، وتغطيها بطبقة بيضاء من كربونات الكالسيوم تمتد على طول الأراضي المحيطة بمجرى المياه العادمة لمسافة تزيد عن 44 كم وبعرض يتراوح ما بين 50-70 متراً، بالإضافة الى تسربها للمياه الجوفية مما يؤدي إلى الإخلال بالمكونات الطبيعية للمياه وتلويثها.
وخلال زيارة بئر الريحية الارتوازي قرب مدينة يطا قال رئيس بلدية يطا الأستاذ إبراهيم أبو زهرة أن مدينة يطا تعاني من مشكلة مجرى سيل المياه العادمة القادم من مستوطنة كريات أربع ومستوطنة حارصينا ومدينة الخليل، لاسيما وأنه يمر على بعد 60 مترا من البئر الارتوازي (بئر الريحية) الذي يغذي البلدة بمياه الشرب، وهذا أدى إلى خراب الأراضي الزراعية التي يمر بمحاذاتها وجعل أهلها يتركون استصلاحها والعمل فيها.وما يضاعف من وصول سموم المخلفات الصناعية الى المواطنين هو قيام بعض المزارعين في مخيم الفوار وبعض التجمعات، باستخدام المياه العادمة المختلطة بالمواد المسرطنة في ري المزروعات لتترسب المواد الخطرة في أنسجة النباتات وتنتقل إلى الإنسان بعد استهلاكه المحاصيل الملوثة.
ولعل الآثار السلبية المترتبة على تلوث مجرى وادي السمن كبيرة جداً، حيث أن المشكلة في تفاقم مستمر بسبب تلوث مياه الآبار بالمياه العادمة خاصة في منطقة مجرى وادي السمن الذي يمتد على طول 14 كم2، 9.5 كم2 منها داخل حدود بلدية يطا؛ الأمر الذي تسبب بفصل الأحياء على جانبيّ النهر الملوث ( الحيلة الشرقية والغربية)، كما يحتوي مجرى وادي السمن على 10.000 كوب من المياه العادمة وتركيز عالي من المعادن الثقيلة وخاصة الكروم الناتج عن دبغ الجلود مما يجعل مياهه ملوثة تماماً وخطيرة ، كما أن ما يتم زراعته عبر هذا المجرى هو صفر،إضافة إلى أن هناك حالات كثيرة من سقوط المواطنين داخل المجرى مما يشكل خطراً على حياتهم."
وأكدت مديرة مؤسسة إيكو فلسطين للمشاريع البيئية والمائية / إيكو بيس الشرق الأوسط الدكتورة ندى مجدلاني على إلتزام المؤسسة بحشد الجهود وجذب اهتمام المجتمع الدولي والدول المانحة لحل مشاكل التدهور البيئي في فلسطين، وشكرت الصحفيين في ختام الجولة التي انتهت في منتزه الكرمل وقالت أن الجولة التي تم تنظيمها جمعت الصحفيين بهدف توحيد الرأي العام حول هذه المعضلة البيئية والسعي إلى تقريب أصحاب المشكلة من صنّاع القرار من خلال الإعلام.
ودعت الزيارة المجتمع المدني الإسرائيلي إلى تعزيز سبل الضغط والمناصرة لإقامة مكب خلة وافي البديل لمكب وادي السمن، والذي سبب وقوعه داخل المناطق "ج" العديد من المشاكل مع الإدارة المدنية الإسرائيلية، فالموافقة البيئية الإسرائيلية تم الحصول عليها بشكل صوري لإنشاءه في مقابل المماطلة في تنفيذ هذه الموافقة حتى اليوم.
يذكر أن هذا النشاط يندرج ضمن مجموعة نشاطات تديرها مؤسسة إيكو فلسطين/ايكو بيس الشرق الأوسط ضمن أجندة مشروع: "المشاركة المجتمعية في حوض الخليل-النقب-غزة" الممول من قبل الوكالة الكندية للتنمية والمنفذ من قبل مؤسسة إيكو فلسطين/ايكو بيس الشرق الأوسط ، والذي يهدف إلى إحراز تقدم في ترتيبات جديدة بشأن زيادة كميات المياه المزودة لمنطقتيّ الخليل وقطاع غزة عبر زيادة الحصة من الجانب الاسرائيلي؛ كما يسعى إلى إنشاء محطة لمعالجة المياه العادمة الموجودة في الحوض وإعادة استخدام المياه المعالجة الناتجة في الزراعة، إضافة إلى تعزيز وتمكين دور المرأة في التأثير على صنّاع القرار فيما يتعلق بإدارة المياه وتوزيعها.