الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

خيبة أمل في إسرائيل من بن سلمان

نشر بتاريخ: 21/10/2018 ( آخر تحديث: 21/10/2018 الساعة: 10:11 )

الكاتب: مصطفى ابراهيم

على الرغم من تحول جريمة إختفاء ومقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي الى قضة رأي عام دولي وصدرت تصريحات تندد من زعماء دول أوروبية وسياسيين أمريكيين لإدانة الجريمة.
إلا أن الصمت لا يزال يخيم على المستوى الرسمي في إسرائيل، ولم يصدر أي تعليق رسمي إسرائيلي تجاه القضية، باستثناء ما ذكره وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، خلال جولته في مستوطنات غلاف قطاع غزة، الثلاثاء الماضي، عندما وجه له أحد الصحافيين سؤالاً حول اغتيال خاشقجي، فأجاب أنه “توجد مشاكل كثيرة لدى إسرائيل، دع هذا للمجتمع الدولي”.
وغابت التغطية الصحافية الاخبارية عن معظم وسائل الإعلام الاسرائيلية، غير ان الصحف نشرت مقالات رأي لعدد من المحللين وباحثين مختصين بالشؤون العربية، عبروا عن خيبة أملهم من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بعد أن كانوا يكيلون المديح له، منذ تعيينه في منتصف العام 2017، ويعتبرونه الأمير الشاب الإصلاحي، وصديق إسرائيل الذي اعترف “بحق اليهود في أرضهم” وتعهد بتمرير “صفقة القرن” على حساب الفلسطينيين، ويرون فيه حليفا لإسرائيل ضد إيران.
وتبدو إسرائيل خائبة الأمل من الجريمة، ومؤشرات سقوط حليفها بن سلمان المفتونة بجرأته، وبدأت أحلام اسرائيل بالتبدد بعد التعويل عليه بتشكيل تحالف اسلامي سني اسرائيلي ضد إيران، والتطبيع العربي الإسرائيلي الذي قاده بن سلمان خلال الفترة الماضية.
وفي تعليقها على الجريمة، قالت الصحافية والمتخصصة في الشؤون العربية، شيمريت مئير، في مقال لها نشر في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يوم الثلاثاء الماضي، قالت إن “بن سلمان أثار انطباعا هائلا على الإسرائيليين واليهود الذين التقوه. وينبغي القول لصالحه، إنه خلافا للعادة الإقليمية التي بموجبها يتفقون مع الإسرائيليين في الغرف المغلقة وينفلتون ضدهم في العلن، فإنه في حالته باتت اللهجة تجاه إسرائيل في الإعلام السعودي والميديا الاجتماعية ناعمة بصورة ملحوظة”.
ونحن نشهد اليوم سقوطه، من فتى الغلاف في العالم الغربي، إلى تصويره في الأيام الأخيرة كديكتاتور وكخطر على سلامة المنطقة”.
وأضافت: إن بن سلمان كان غارقا في التطبيع والتآمر مع إسرائيل: “لقد تعين على المحور الإسرائيلي – السعودي أن يغير النظام العالمي في المنطقة، إن كان ذلك في سياق الجبهة ضد إيران أو في سياق التطبيع، الاقتصادي على الأقل، بين الدولتين. وأضافت “إن التعبير العلني عن العلاقات مع الدول العربية، الذي تحدث عنه نتنياهو في الكنيست الاحد الماضي، سيؤجل على ما يبدو حتى يستقر عرش بن سلمان”، ولن يكون بعد الآن المحرك الذي سيفرض “صفقة القرن” على الفلسطينيين. وإخفاقاته، وبينها التنفيذ الفاشل في “إخفاء” خاشقجي، ستبقي إسرائيل فعليا وحيدة في الحرب ضد الإيرانيين.
وفي مقال للسفير الأمريكي السابق في إسرائيل دان شابيرو نشره في صحيفة “هآرتس”، اليوم الجمعة، قال: أن اغتيال الكاتب والصحفي السعودي جمال خاشقجي هو “كارثة بالنسبة لإسرائيل” من حيث مدى تورط ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في الجريمة، وأن لإسرائيل مصلحة في بقاء السعودية حليفة للولايات المتحدة في حربها ضد إيران، وأن الانتقادات في الكونغرس وفي الشارع الأميركي لمقتل خاشقجي تلزم إسرائيل بالتصرف بحذر في القضية.
وقال المحاضر في قسم تاريخ الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب، البروفيسور أيال زيسر، في مقال نشرته “يسرائيل هيوم”، أنه “كان يبدو أن السعودية تحولت إلى دولة المحور التي تستند إدارة ترامب عليها لتنفيذ سياستها في الشرق الأوسط. لكن الكثيرين في الغرب تفاجأوا من ولي العهد السعودي بن سلمان، المتورط حتى عنقه بقتل الصحافي في تركيا.
وأضاف أنه “ظهرت الآن قضية تصفية الصحافي السعودي في اسطنبول، وهذا لعب بالنار. فمن يدعي أنه ينتمي إلى العالم المتنور، عليه أن يتبنى جزءا من قواعد اللعبة وعالم القيم الغربية، وقال: لكن حلفاء السعودية والذين يريدون الخير لها، وبينهم واشنطن وتل أبيب، الذين توقعوا الكثير من بن سلمان، خائبو الأمل الآن.
وكان المحلل السياسي الإسرائيلي، بن كسبيت، قد نقل في تشرين الأول/ نوفمبر من العام الماضي عن مسؤول أمني إسرائيلي رفيع قوله: “نتعامل هنا مع أميرين شابين نسبيا ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد. ويُظهر بن سلمان جرأة غير مألوفة، وربما مغامرة أكثر مما ينبغي، وهو يتخذ قرارات كانت تعتبر قبل سنة أو اثنتين قرارات جنونية، ويطيح بالدبلوماسية السعودية إلى مستويات مختلفة تماما. وإنه لأمر مثير كيف سينتهي هذا الأمر”.