الجمعة: 19/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

اختتام العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة بهدنة طويلة الأمد

نشر بتاريخ: 14/11/2018 ( آخر تحديث: 17/11/2018 الساعة: 12:43 )

الكاتب: عمران الخطيب

لم تمضِ 24 ساعة على دخول الأموال القطرية عبر معبر ايرز من أجل تمرير الهدنة طويلة الأمد وما يسمى بالحلول الإنسانية. حتى قامت مجموعة من العصابات الإرهابية الاسرائيلية بغتيال أحد قيادات وكوادر كتائب الاقسام في منطقة خان يونس. يبدو ان هناك بنك من المعلومات حول القيادات الوطنية في كتائب المقاومه الفلسطينية والتي تقف سدا في مواجهة الإتفاق الإسرائيلي الحمساوي برعاية القطرية. وهذا لا يجوز بعد أن قام المندوب السامي القطري بسحب مبلغ 15 مليون دولار أمريكي من بنوك تل أبيب وتحمل أعباء السفر والمشقة وهو يتردد ما بين تل أبيب وقطاع غزة والدوحة. وتخرج العديد من الأصوات الوطنية وفي داخل حماس أيضا ترفض هذا الاتفاق المجحف ومخاطر هذا الاتفاق الذي يعزز الانفصال السياسي والجغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة ويحول الوطن إلى كنتونات منفصلة ومن الطبيعي أن يكون هناك رفض لهذا الإتفاق. لا يتعامل مع القضية الفلسطينية من جانب الحقوق الوطنية وانهاء الأحتلال الإسرائيلي. بل تحت مسمى انساني وهو في حقيقة الأمر تندرج في إطار تصفيت الحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني. لذلك فإن من الطبيعي ان يتم رفض هذه الصفقة المشبوهة على كافة المستويات الوطنية.
وخاصة بعد قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل. وهذا الانحياز الأمريكي إلى جانب إسرائيل وضرب بعرض الحائط كافة المبادرات والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تؤكد على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. اضافة إلى قرار إدارة ترامب بوقف تقديم المساعدة المالية إلى الأونروا....
وأمام الانسداد والفشل فيما يسمى بعملية السلام وبعد مرور 25 سنة على اتفاق أوسلو لم يتم تحقيق أي خطوة لتنفيذ هذا الاتفاق والذي كان من المفترض أن يتم إعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967..
وهذا لم يتحقق بل قامت إسرائيل بمحاصرة الزعيم الخالد الشهيد ياسر عرفات إلى أن إنتقل إلى جوار ربه يوم 11/11/2004. بسبب رفضها الانصياع لسلسلة من التنازلات والتي تتعلق في جوهر القضية الفلسطينية. القدس واللاجئين خلال ما عرف بمؤتمر كامب ديفيد برعاية الرئيس بيل كلينتون وبحضور الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي يهودا براك...
وبعد العودة إلى المفاوضات العقيمة والرباعية الدولية لم تلتزم اسرائيل بالإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي وهم أسرى ما قبل إتفاق أوسلو وبنفس الوقت لم تلتزم بوقف الاستيطان، وقد أثبتت أن لا جدوى من المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري..
قد لا يكون الوقت الراهن غير ممكن في انهاء الاحتلال الإسرائيلي عن فلسطين بضربة القاضية ولكن نستطيع أن نخطو في كل يوم خطوة على هذا الطريق. هذا يدفعنا إلى العمل الدؤوب في البناء والعمل بكل المعايير والوسائل في مقاومة المشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني العنصري في فلسطين بكل الوسائل والأدوات الكفاحية حتى تحقيق هذا الهدف طال الزمن أو قصر.
وهذا يتتطلب تجميد كافة الاتفاقيات مع العدو الإسرائيلي الذي لا يعرف السلام أو العهود والمواثيق الدولية وهذا لا يتحقق بغير المقاومة وبكل الوسائل الكفاحية وفي المقدمة المقاومة المسلحة، وهذا يحتاج قبل كل شيئ لانهاء الانقسام الفلسطيني، وشروع بتوافق وطني وشراكة بين كافة المكونات الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي لشعبنا الفلسطيني. ورفض كل من يحاول شرعنة الإنفصال.
قد يكون تكرار هذه الكلمات وهذه الدعوات ولكن المهم ان نتجاوز ونتقدم بذلك قبل فوات الأوان. خاصة أن الأخطار التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية تتزايد يوما بعد يوم ولم يعد لدينا من سند في ظل ما يطرأ من تتطورات في العلاقات بين العديد من الدول التي تتهافت في الاتصالات مع اسرائيل ولم بعد ذلك يحدث في ظلمات الليل بل يجري في وضح النهار وأمام أعين كاميرات التصوير. وهذا يدفعنا إلى تجاوز الخلافات وبنفس الوقت نخرج من دائرة الأوهام في إحلال السلام مع العدو الإسرائيلي... وعلى قيادة حماس ان تدرك أن العدو الإسرائيلي الذي يرفض بمبادرة السلام العربية وبما تحتوي من تنازلات ان يقبل بوجود المقاومة الوطنية لشعبنا الفلسطيني العظيم في قطاع غزة. وأن دولارات أمريكية لا تساوي نقطة دم تنزف من جريح ولا دمعة أم فقدت شهيد أو صبر زوجة أسير....
وإلى بزوغ فجر جديد يحمل في طياته النصر القريب. طال الزمن أو قصر.

Omran-alkhateeb@live