السبت: 27/04/2024 بتوقيت القدس الشريف

قراءه بمعركة اليومين والنصر المُعلن!!!

نشر بتاريخ: 15/11/2018 ( آخر تحديث: 15/11/2018 الساعة: 11:33 )

الكاتب: فراس ياغي

من حق كتائب المقاومه أن تقول ما تراه مناسبا من حيث طبيعة الاشتباك الذي حدث والرد المحسوب والوازن والمتحكم بمجريات العملية العسكريه بحيث ظهرت المقاومه وعبر الغرفة المشتركة أكثر هدوءا وقد قادت المعركه بإقتدار من حيث طبيعة الرد العسكري الصاروخي والعمليات النوعية التي تم بثها اعلاميا وعلى الشاشات، ومع ذلك فالحقيقة وفقا للمنطق اعلاه تبقى مجرد وصف لجانب واحد من الواقع، خاصة أن الامور العسكرية هي لغة سياسية عنيفة، وجيش الاحتلال لديه إمكانيات هائلة لتُدمر وتقتل ولكنها لا تحسم معركة بدون وضع هدف الاحتلال التام لقطاع غزة وما يعني ذلك من خسائر فادحة وتخريب ان لم يكن تدمير للمشروع الصهيوني والذي عبر عنه شارون بإنسحابه من غزة، مشروع بَلعْ القدس وضم الضفة الغربية تدريجيا وجعل قطاع غزة كيان فلسطيني تحت رحمة الاحتلال وفي سجن كبير ومحاط ومسموح له بحرية الحركة المُراقبة بشدة عبر البحر والبر والجو، وفي اي لحظة يغضب المحتل يقطعها ويعيد حصاره، وهذه سياسة السجن، إعطاء الأسير بعضا من الحقوق، وحين يحتج يعاقب وبسحبها، ليطالب الأسير بإعادتها، وهكذا هي لعبة السياسة الاحتلالية.
أما الجانب الآخر من الواقع فهو على شواطيء الخليح حيث التطبيع العلني بدأ ومن الخطأ وقفه الآن كنتيجة لمعركة يكون فيها الدم الفلسطيني في غزه هو العنوان مما قد يجلب تحركات عربية وفلسطينية ستحرج الجميع بل قد تؤسس لانتفاضة فلسطينية في الضفة الغربية.
المشروع الصهيوني كان هو خيار نتنياهو والمؤسسة الامنية حيث كان للموساد حضور، في حين خيار ليبرمان كان شخصي وانتخابي، وفي السياسة المباديء ليست هي الحكم في الدول الرأسمالية وحتى القانون الدولي يتم ضربه بعرض الحائط حين يتعارض مع مصالح هذه الدول، والمشروع الصهيوني بفصل غزة عن جناحها في المحافظات الشمالية هو أساس أي معركة مع غزة كشعب وكمقاومة، وأيضا التحالف العربي- الاسرائيلي فيما سمي بالناتو الشرق أوسطي في مواجهة إيران لها الافضلية على معركة سيعقبها تهدئة محققة لأن لا احد يريد غزة، كما أن مراكز الابحاث الغربية والاسرائيلية لم تجد بديل أمني لحماس في هذه المرحله قادر على السيطرة وضبط غزة كما تفعل حماس، عدا عن التوجهات الإستراتيجية لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية والمرتبطة بجبهة الشمال بعد إنتصار محور إيران في معركته ضد الإرهاب وعلى رأسه "داعش".
إن النصر الحقيقي ليس بتفجير باص أفرغ حمولته من الجنود على أهميته في المعركه والتي جاءت كرسالة لقدرة المقاومة، إنما النصر الحقيقي يكون بإفشال المشروع الصهيوني والتنازل لتحقيق الوحدة الوطنية والشراكة الوطنية بما يؤسس لبرنامج وأهداف وآليات قادرة على مواجهة كافة المشاريع السياسيه الهادفه لتصفية القضيه الفلسطينيه وفصل قطاع غزه وجعله الكيان الفلسطيني.
مع ذلك من حق المقاومه والشعب في غزه أن يحتفلوا بما تحقق، ولكن المنطق الوطني يجب أن يكون هو السائد والغالب بحيث تعي الاطراف جميعا في غزة ورام الله أن من يدعي الوطنية، ويدعي أنه يحارب مشاريع التسوية والتصفية، عليه بالوصفة السحرية وهي الشراكة الوطنية والوحدة، وغير ذلك هو تساوق مع هذه الخطط ومع المشروع الصهيوني، الكل يتحمل المسؤولية وعلى غزة المحاربة والمقاتلة أن تكون الأنضج وتسعى للوحدة والشراكة والضغط بكل قوة لتحقيق ذلك، وعلى غزة الوطنية والفلسطينية أن لا تحرج أصحاب التمكين، بتمكينهم كسلطة وفق مفهوم الشراكة وعبر تطبيق كافة الإتفاقات السابقة، وبغير ذلك فقد يؤسس هذا النصر لمخاطر كبيرة تكون مواجهتها صعبة أمام الإحتياج الإنساني الكبير لشعب المقاتلين في القطاع الحبيب.