الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

خالف تُعرف!!!

نشر بتاريخ: 10/12/2018 ( آخر تحديث: 10/12/2018 الساعة: 18:01 )

الكاتب: ماهر حسين

يُصر البعض على وجهة نظره من باب (العناد) (المكابره) مما يجعله غير قادر على رؤية الحقيقة والتعامل معها حتى ولو كانت ظاهرة كالشمس، ويصر البعض الآخر على رأيه من باب (المعارضة) فالمعارضة لدينا في فلسطين يجب أن ترفض وتعترض بغض النظر عما ترفضه أو ما تعترض عليه، وطبعا تجد بعض أبطال وسائل التواصل الإجتماعي (الفيسبوكيين) في موقع المعارضة والرفض من باب (خالف تُعرف).
الحقائق لا تحتاج الى (عناد) و(مكابرة) ومن يفعل ذلك في عالم السياسة فهو مصاب بالعمى السياسي ومصيره الإنكفاء والتراجع والخسارة، والحقائق كذلك لا يمكن التعامل معها بمنطق (المعارضة) الدائمة بل يجب أن نتعامل معها بمنطق الوعي لهذه الحقائق وأسباب الوصول لهـــا فلو كانت هذه الحقائق إيجابية يتم البناء عليها ولو كانت سلبية يجب معرفة الأسباب التي أدت للوصول لها ومن ثم إيجاد أفضل الحلول للتعامل معها.
وطبعا بات من الصعب تثبيت الحقائق والتعامل معها في ظل (ثوار الفيس بوك) و(مجاهدي توتير ) الذين من الممكن أن يكونوا يساريين جدا أو يساريين ويمينين متقاعدين ومن الممكن كذلك أن يكونوا إسلاميين جدا جدا أو قوميين جدا ولكنهم بالأغلب يعانوا من الفشل والإحباط وعدم القدرة على تحقيق أحلامهم ولهذا تجدهم يعيشوا في عالمهم الإفتراضي الذي يمنحهم الفرصة ليكونوا أبطال (في عدد اللايك) وفقط من على قاعدة (خالف تُعرف) التي لا تعترف بحقائق، فكل مواقف أبطال التواصل الإجتماعي هي لإرضاء الذات وللهروب من حالة الفشل والإحباط والعزلة ومن على قاعدة (خالف تٌعرف).
كل ما سبق لفت نظري وأنا أشاهد بعض التعليقات على النجاح الحقيقي الذي حققته الدبلوماسية الفلسطينية في إسقاط التصويت ضد حمــــاس في الأمم المتحدة.
وهنا للتوضيح ...
النجاح الدبلوماسي الفلسطيني في إسقاط التصويت ضد حمــــاس هو نجاح حقيقي وهو حقيقة راسخة ينكرها فقط مكابر عنيد أو مُعارض أعمى أو باحث عن بطولة من على قاعدة (خالف تُعرف).
نعم هو نجاح وبل نجاح صعب جدا بسبب مواقف حماس السياسية والإعلامية غير المقبولة دوليا وإقليميا وبسبب تحالفات حماس السياسية وإنحيازها غير المسؤول في الكثير من المواقف والملفات.
ومن المهم التذكير بأن وجود حمـــاس خارج منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وعلاقة حماس بجماعة الإخوان المسلمين أضرت بحمــــــــــاس وجعلت التصويت صعب جد" على العديد من الأصدقاء والحلفاء.
ولا يجب أن ننسى دور إسرائيل الذي مارسته لتشويه حماس ولتشويه حق شعبنا في الدفاع عن نفسه مما أثر على قدرة العديد من الأصدقاء للوقوف معنا.
بالمحصلة مع صعوبة التصويت وإشتباه الموقف إلا أن الدبلوماسية الفلسطينية مدعومة بالعديد من الدول الشقيقة وبالعديد من الأصدقاء في العالم نجحت في إسقاط التصويت ضد حماس.
بالنسبة لي ما قامت به الدبلوماسية الفلسطينية هو واجب وطني لأن فلسطين أكبر من أي تنظيم ولأن الخلاف السياسي مقبول في الإطار الوطني وعلى حماس أن تتعلم من الدرس بعيدا عن التكبر والعناد.