الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

صراع الارادات وتشكيل الوعي

نشر بتاريخ: 11/01/2019 ( آخر تحديث: 11/01/2019 الساعة: 11:52 )

الكاتب: ابراهيم نجاجره

هناك عدة عوامل تعمل على تشكيل الوعي الوطني اهمها الثقافه الاجتماعيه والتربيه الاسريه والتعليم المدرسي على جميع المراحل والاحزاب الوطنيه والدينيه, من خلال الملاحظه والمتابعه لما يجري في الشارع من تفاعل وحراك في مجموعة قضايا اجتماعيه ووطنيه نلاحظ ان كل هذه العوامل تفشل امام عنصر اخر قد يكون واضح او مستتر او متشابك مع عناصر اخرى قد يكون الاحتلال بأدواته المتعددة والمتشعبة في تفاصيل حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسيه او تكون الانانيه او اللامبالاه وعلىه نبني هذه الاسئله وغيرها التي لغاية الان تتوسع بدل ان تنحصر .
لماذا لغاية الان لم نتوحد على برنامج سياسي ووطني.
لماذا لغاية الان الان لم نتوحد على برنامج اجتماعي اقتصادي
لماذا لغاية الان الان لم نتوحد على برنامج نضالي
لماذا لدينا اطول احتلال لغاية الان.
لماذا لدينا اكبر عدد من الاسرى والاسرى المحررين وما انتجته هذه الحركه من حراك وقيادات ونضالات كفيله بانجاز الكثير الكثير ولم يحصل .
لماذا لا يوجد لدينا نظام ضمان اجتماعي مع انه موجود في الغرب قبل مئة عام واكثر وبعد سنوات من الاعداد والمفاوضات وقبل اشهر من بدء تطبيق هذه الخطوه تظهر الامور ان كل ما بني هش وضعيف .
لماذا لدينا كل هذه الاصوات من العمال واصحاب راس المال و المهن وعليه القوم واصحاب نظريات التضامن والتكافل الاجتماعي والديني الداعيه الى عدم تطبيق هذا النظام.
لماذا يحمل العامل مطالب حرمانه وتجويعه وتعريته بيديه.
لماذا عندما ندخل المدن الفلسطينيه نتحلل من كل القوانين وآداب السلوك وعندما نسير على الشوارع الالتفافيه نستحضر كل القوانين والمحاذير ونستطيع ان نحصل على علامة 100% في تطبيق القوانين
لماذا كل هذه المعارضه واغلاق الاذان امام تصريحات اعلى هرم في السلطه ومنظمة التحرير الفلسطينية اننا جاهزون لتعديل اي بند في قانون الضمان وباثر رجعي ولكن لنكن رحيمين بالفقراء والمحتاجين و ان نطبق ما تاخرنا في تطبيقه .
لماذا هذا التشكيك في حقوق الاسرى والشهداء والجرحى رغم كل ما قيل وبني من انظمه و قوانين عصريه.
لماذا هذا التشكيك في المشروع الوطني برمته.
لماذا نحمل معول البناء بيد و معول الهدم باليد الاخرى .
لماذا نريد قانون ونريد ان نركب سيارات مشطوبه
نريد شوارع واسعه ولا نريد ان نعطي الشارع حقه.
نريد نظافه ولا نريد ان نزيل القمامه من الشارع وان توضع في مكانها
لماذا يصعب علينا الحوار والنقاش ونستسهل التثوير والتازيم وتكميم الافواه والتخوين.
لماذا نرفض حماية المريض والمواطن من صاحب العلم والسلطه الوظيفية
لماذا ننادي بالقضاء دون الاحتكام اليه.
لماذا كل هذه المؤسسات والاحزاب والنقابات والحركات وآلاف السنوات من السجون والجلسات وصراع الارادات ولا زلنا نتراجع الى الخلف.
لماذا كل هذا التناقض الفكري والسلوكي والقيمي.
حال وعينا مثل حال الدعايه التي ترافق المنخفضات الجويه من جمله من التحذيرات والتوقعات بسقوط الثلوج وارتفاع الاسعار .... وانهيارات وارتفاعات و انخفاضات . وبعد الاستماع الى الجهه الرسميه (الارصاد الجويه)تتبخر كل هذه الدعايات بعد ان اخدت شوط كبير في اشغال العامه والخاصه والمختصين قبل العاميين، انه حال تشكيل الوعي لدينا.