الجمعة: 29/03/2024 بتوقيت القدس الشريف

محاولات الوصول إلى العضوية لدولة فلسطين ضرورة وطنية وليست مستحيلة

نشر بتاريخ: 18/01/2019 ( آخر تحديث: 18/01/2019 الساعة: 21:52 )

الكاتب: عمران الخطيب

قبل سفر الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى نيويورك ليتولى رئاسة مجموعة دول 77 والصين، كان قد تحدث في مختلف لقاءات وإجتماعات اللجنة المركزية لحركة فتح، واجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وخلال إجتماع المجلس الإستشاري لحركة فتح، وفي كافة المناسبات الوطنية الفلسطينية، وكذلك اللقاءات مع زعماء العالم، حول حق الشعب الفلسطيني بأن ينعم بالأمن والسلام والتنمية الشاملة، وهذا يتطلب إستكمال التصويت فى مجلس الأمن الدولي على قبول دولة فلسطين، العضو المراقب، بكامل العضوية أسوةً بدول العالم وبذات الوقت إستناداً إلى القرار الأممي رقم 181، والذي ينص على إقامة دولة لليهود ودولة عربية.
إن الواجب القانوني والحقوقي يلزم الدول التي اعترفت بـ "إسرائيل" بتنفيذ القرار الأممي والإعتراف بدولة فلسطين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وما يقوم به الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الصعيد الدولي والأمم المتحدة هو في هذا الإتجاه الصحيح، ورغم ذلك فإن هناك تحديات ليست سهلة أمام الرئيس، وأهم هذه المعوقات والتحدي الأساسي هو موقف الإدارة الأمريكية الذي يزداد انحيازاً لصالح "إسرائيل" لأسباب يدركها الجميع، وهذا يتطلب بشكل أساسي موقفاً عربياً رسمياً، وليس فقط بيان إنشائي يصدر عن القمة العربية القادمة أو وزراء الخارجية العرب، فبقدر ما يكون هناك موقف عربي يعمل بشكل فاعل للضغط على الإدارة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي..
وفي حال عدم تجاوب الإدارة الأمريكية، يتم إلغاء الإعتراف ببعض المحميات والتي أصبحت دول وإنشاءات من قبل الإدارة الأمريكية، كما جرى الإعتراف بدولة جنوب السودان وبالعديد من الدول التي تسير على ذات النهج، وبذات الوقت الإعلان عن تجميد العلاقات مع" إسرائيل " إن لم يكن بالإمكان إلغاء معاهدات السلام معها ، وذلك حتى يتم الإعتراف ليس فقط بحقوق الشعب الفلسطيني، ولكن بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.. أي ليس المطلوب من النظام الرسمي العربي القيام بتحرير فلسطين. أو تقديم الخطابات الإعلامية، بل المطلوب هو إتخاذ بعض الخطوات والإجراءات السياسية فقط وهذا أضعف الإيمان، ولا احد يتحدث عن الإنقسام الفلسطيني والمصالحة الفلسطينية.
لقد حدث الإعتراف الأممي بدولة فلسطين عضواً مراقباً في الأمم المتحدة في ٢٩ /١١/ ٢٠١٢ خلال إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وكذلك إنضمام دولة فلسطين إلى العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية في ظل إستمرار حماس في الإنقلاب العسكري الدموي الأسود والسيطرة على قطاع غزة.
إن كافة الإنجازات الفلسطينية التي تتحقق وبغض النظر عن الأوضاع الداخلية الفلسطينية، لم يؤثر على التمثيل الفلسطيني، لقد تجاوزنا هذه القضايا، حيث أن العالم يعترف بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، وهذا أمر لم يعد مطروحاً، ودول العالم جميعها تعترف وتتعاون مع دولة فلسطين وهناك تبادل دبلوماسي معها. لقد رفضت الجهات الرسمية في الأمم المتحدة تسلم رسائل من بعض المسؤولين في حماس خلال فترة طرح موضوع حماس كمنظمة "إرهابية"، بل أن السفير رياض منصور مندوب فلسطين في الأمم المتحدة، هو من تصدى وأحبط القرار الذي يوسم حماس بالإرهاب، وذلك بتعليمات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، وبعد ذلك ظهرت حماس لتقول "عباس " إنتهت صلاحياته " في الوقت الذي يتسلم فيه رئاسة مجموعة77 زائد الصين.
وأنا أكد أن المواقف المشتركه والتوافق بين حماس وإسرائيل لن يفضي إلى أي نتائج أمام الحقائق التي تبينت على صعيد الإستحقاقات السياسية على الصعيد الدولي..إن ما يتم نشره في وسائل الإعلام على اساس ما يسمى بصفقة القرن، والتي تعني شطب القدس وتصفية حقوق اللاجئين الفلسطينيين وعودتهم إلى ديارهم لا تساوي شيئا، وإنما هي تكرر ما حدث مع الرئيس الخالد الشهيد ياسر عرفات في ماسمي " بالعروض السخية "خلال مؤتمر كامب ديفيد، حيث لم يكن مؤتمر بمقدار ما كان طلب تنفيذ الإملاءات الأمريكية والإسرائيلية من قبل الرئيس بيل كلينتون وأيهود بارك ، ولكن رفض الزعيم الخالد الشهيد ياسر عرفات كل الضغوطات والتي تعني شطب القدس وتصفية حقوق اللاجئين الفلسطينيين.
إن ما يتم نشره في وسائل الإعلام حول صفقة القرن، تعمل الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب على تحقيقه من خلال ممارسة الضغوطات والإبتزاز والتهديدات المتعددة في منع الرئيس الفلسطيني محمود عباس من العودة إلى الأراضي الفلسطينية.
لقد فشلت الإدارات الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء في إيجاد قيادات بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية تقبل بصفقة القرن وتصفية حقوق اللاجئين الفلسطينيين، ورفض الرئيس أبو مازن بكل الوسائل والأساليب القبول بالخطوات الأمريكية التي بدأتها إدارة ترمب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وكافة الإجراءات التي تلتها. ومنذ أن رفض الإملاءات الأمريكية، فإنه يرفض أيضاً مقابلة مسؤولي ومبعوثي هذه الإدارة الأمريكية، ولكن الخطر هو ما يجري في قطاع غزة والدور القطري المشبوه والمعادي لحقوق شعبنا الفلسطيني في تصفية القضية الفلسطينية، ولن يتحقق ذلك بسبب صمود وتضحيات شعبنا العظيم وبفضل صمود الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي قال لن أختم حياتي بخيانة.

حمى الله شعبنا الفلسطيني العظيم والمجد للشهداء.
والحرية لأسرانا البواسل

[email protected]